لبَّيكَ يا "عرفان" بالحسراتِ، |
والوجد والآلام والعبراتِ، |
وبكلِّ ما أبقَتْ لي الأيّامُ من |
حُرَقٍ، وأحزانٍ، ومن آهاتِ، |
نبكي بها أبطالَ أمَّتِنا الَّتي |
أضحتْ ضَحيةَ ذلَّةٍ وشتاتِ؛ |
تنتاشها الآفات من ظلم، ومن |
جهلٍ، ومن بدَعٍ، ومن نكباتِ؛ |
نرثي بها من جاهدوا من أجلها |
بشجاعةٍ، وبصيرة، وأَناةِ.. |
"سعداً"، و"شكري"، و"الفُضَيل"، و"هاشماً"، |
و"شكيب"، والعَزّام" و"السَّاعاتي"
(1)
|
أمَّا "الأمينُ" فلو نفثتُ حشاشتي |
شعراً؛ وذاب الروحُ في أبياتي
(2)
|
وظَلَلْتُ باقي العُمرِ في تأبينه |
أبكيه بالعبرات والكلماتِ، |
هيهات أو في بعض ما أدَّاه للأوطان، والإِسلام من خدماتِ! |
* * * |
قد كان قمَّة مبدأٍ إن زُحْزِحَتْ |
شمُّ الجبال تشامختْ بثباتِ؛ |
ومعَين علم؛ بل ونور هدايةٍ، |
وحسام رأي؛ بل وركنُ عُفاةِ |
للقدس أخلص حبَّه وجهادَه؛ |
بالمالِ لم يبخلْ، ولا بحياةِ! |
ولقد تآمَرتِ البريَّةُ ضدَّه |
من حُسَّدٍ لكمالِهِ، وعداةِ! |
وتألَّب الرهبان والأحبار، بل |
والموجفون بكاذبِ الصلواتِ! |
كلٌّ يبثُّ شباكه ليصيدَهُ |
ويوزِّع الألغامَ في الطرقاتِ؛ |
لكنَّه قد كان أبرع فطنَةً؛ |
صلْب الإِرادةِ، صادق العزماتِ |
* * * |
قالوا: أتى "برلين" ينصر "هتلراً" |
"فاشي" الهوى، مستعرم "النزواتِ"! |
عجباً "أمفتي" المسلمين بقدسهم |
نَجْلُ "الحُسَيني" أكرم الساداتِ.. |
يرضى "بنزوة" ملحدٍ؟ ويميِّزُ الأجناسَ.. دون أمانةٍ وحصاةِ؟ |
ويقول: ذا "آري"؛ وذا "سامي"، وذا |
"عربي"، وذا مستقطر اللَّعناتِ؟؟ |
كذبوا؛ فقد خاف "الأمين" من التَّوى |
والذلِّ، والأحقاد والنَّقماتِ؛ |
لو أنَّهم ظفروا به خمدتْ أماني دعوة من أشرف الدعواتِ |
أن يُتركَ الإِسلام حرّاً في رُبَى "القدس" الشريف مطهَّر العرصاتِ |
ويُعايِش السُّكان ممَّن نُشِّئوا |
في القدس بالإِحسان والبركاتِ! |
يتعانقُ "القرآن" في ودٍّ وهَيْمَنةٍ؛ مع "الإِنجيل" و"التوراةِ"! |
الكلُّ أصحابٌ، وإن شطحت بهم |
آراء دينٍ، أو لُغى لهجاتِ! |
فالقدس دَارٌ للأُلى ولدوا بها |
من مؤمن أو جاحدٍ، أو عاتي؛ |
ليست لمن "ولدوا "بموسكو" أو أتوا |
من "كِيف" أو "برلين" أو "هاياتي"! |
* * * |
ناديتَ "يا عرفان" كلُّ مفكِّرٍ.. |
أو ذَا لِسانٍ صادق النبراتِ، |
تكريم قادة "يعرب" وحماتها |
أكْرِمْ بهمْ من قادةٍ، وحُماةِ.. |
تكريم من لِغباوةٍ أو غفلةٍ، |
أو عَن جهالة سادرين سُبَاتِ |
لم نرعَ حرمة عهدهم وهي الَّتي |
عند الورى من أقدس الحرماتِ |
فطواهم النسيان لا يشدو بهم |
صوت بغير تحذلقٍ وشماتِ |
من ملحدٍ أكل الضلال ضميره |
فحياته للإِفك والشهواتِ |
أو مارقٍ عن نهج "عيسى" وهو نهج الحبِّ والإِحسان والرحماتِ، |
أو من غبيٍّ باع أخراه بما |
يلهو به من متعةٍ وفتاتِ، |
أو من حقودٍ كان بين جدوده |
والسيِّد "المفتي" ضغون تِراةِ! |
وضربتَ بالمفتي لنا مثلاً وقد |
كان "الأمين" موفَّق الخطواتِ |
فاهتزَّ وجداني، وسالت عبرتي |
حزناً.. فخذها أول النفثاتِ |