| الله أكبرُ؛ والحقيقةُ أظهَرُ |
| والعدل أقدسُ، والشريعة أطهَر! |
| مِمّا يبوء المارقون بإِثمه؛ |
| نشروه بين الخلق، أم لم ينشروا! |
| هم يفسدون به الطبائع عنوةً، |
| ويراوغون به الأُلى لم يكفروا! |
| بدَتِ العداوة في كلامِهم؛ وما |
| تُخفي صدورهمُ أشدُّ وأكبَرُ! |
| * * * |
| الله أكبرُ؛ في بلادي فِتيةٌ |
| للحقِّ قد نذروا النفوسَ وحرَّروا؛ |
| يرجون للناس الخلاص من الأذى، |
| ومن الَّذين تطاولوا، وتجبَّروا، |
| ومن الأُلى باسم "التشيُّع" أسرفوا |
| يغْوون من لم يفقَهُوا، أو يشعروا. |
| ومن التعصُّب "للتسَنُّنِ" عن هَوىً، |
| ومن "التعنْصُرِ"؛ وهو أمرٌ منكرُ. |
| * * * |
| الله أكبرُ؛ دونما مَلَق، ولا.. |
| خوفٍ؛ ومن ذا غيره المتكبِّر؟ |
| الله أكبرُ؛ والأُلى لم يفقهوا |
| أو يرحموا.. قد عاندوا وتنكَّروا؛ |
| الله أكبرُ؛ واليتامى في الورى |
| قد صابروا آلامهم، وتضوَّروا؛ |
| الله أكبرُ؛ والجياعُ رئاتُهم |
| مِمَّا تعاني؛ حرقةً تتحسَّرُ، |
| والأغنياء قصورهم وحصونهم |
| تُبْنَى على جُثَثِ الجياعِ، وتُعمَر! |
| * * * |
| الله أكبرُ "حميرٌ" تشدو بها |
| سرّاً وفي صلواتها إذ تَجْهرُ، |
| وهمُ الأُلى نصروا شريعة أحمدٍ |
| وهمُ الأُلى أوَوْا، وهم من أزروا، |
| وطني "بلاد المسلمين" إذا غدا "القرآن" يحكمُ بينهمْ، ويسيطرُ، |
| وهمُ بلا وطنٍ ولا دينٍ إذا.. |
| ما جانفُوهُ؛ وإن تلَوْهُ وكرَّروا! |
| * * * |
| كُنّا نريد "العدل" ما بين الورى؛ |
| وهو "المساواةُ" الّتي لا تُقْهَرُ؛ |
| حريَّة التفكير والتعبير ما |
| زِلْنَا بِها بينَ الأنامِ نبشِّرُ. |
| لا ظلم، لا طاغوت، لا خوف ولا |
| جوعٌ، ونأمر بالحقوق، ونُؤْمَرُ |
| مذ قام "زيدٌ" واللِّواء مُرَفْرِفٌ |
| فوق العقيدةِ؛ أخضرٌ أو أحمرُ! |
| و"أبو حنيفة" زعزَعَتْ نفثاتُه.. |
| بدمشق عرشاً للطغاةِ.. فَدُمِّروا! |
| و"الشافعي" حملوهُ من "صنعا" على |
| قتَبٍ إلى "بغداد" وهو مُزَمْجَرُ! |
| و"الحنبلي" لم يرهبِ الأسواط و"القاضي" بأنواع الوعيد مُزنْجَرُ! |
| قُطِعتْ علائقُ كلِّ صاحبِ حيلةٍ |
| وقضَى الأُلى نكصوا؛ وعاش الأثأَرُ! |
| ما زال آخرُنا كأَوَّلِنا؛ وما |
| زلنا نقدِّمُ ما نرى، ونؤَخِّرُ |
| أسلافُنا الشهداء في أحشائنا |
| قبروا؛ وإن صُلبوا؛ وإن لم يُقبروا، |
| في "الشام" أو في "مصر" أو في "صعدةٍ" |
| أو في "العراق" لهم شهودٌ حُضَّرُ؛ |
| في كلِّ قَطرٍ "قبَّةٌ" يثوي بها |
| جَدَثٌ؛ بجانبه يحدِّثُ منبرُ |
| * * * |
| إن كان حقّاً فهو روحُ جهادنا، |
| أو كان عدلاً.. فهو ما نتخيَّرُ. |
| فاصرخْ بمن لا يفقهون، وأدلجوا |
| في تيه أوهام الظنون وهجّروا: |
| قد زيَّفَ التاريخ ما زخرفتموا |
| من باطلٍ ضدَّ الأُلى قد "دستروا"! |
| ماذا بكم يا قوم؟ هل من توبةٍ |
| أو حكمةٍ؟ ماذا جرى يا معشرُ..!؟ |
| إنّي لأعذر من "تياسَرَ" واضحاً، |
| أو من "تيامَنَ" وهو حرٌّ مبصرُ، |
| أما الأُلى اتخذوا النفاق ذريعةً |
| هيهات –ما لم يندموا- أن يُعذَروا.. |
| * * * |
| الله أكبر؛ سوف أرفعُها كما |
| نادى بها قبلاً "شَبِيرُ" و"شُبَّرُ". |
| والمخلصون بكل أرض، والأُلى |
| للحقِّ قد نصروا؛ وفيه تصبَّروا، |
| ساروا على سَنن الرسول وهديه؛ |
| ما بدَّلوا، أو حرَّفوا، أو غيَّروا؛ |
| من لي بهم؛؟ قد صرِّعوا، أو شرِّدوا، |
| أو أنَّهم أملٌ يئنُّ، ويزفرُ! |
| كانوا إذا نُدِبوا ليوم كريهةٍ |
| حضروا؛ وإنْ لغنيمةٍ لم يحضروا. |
| وإذا ابتُلوا صبروا ابتغاء مثوبةٍ، |
| وإذا همو قدروا عفوا، واستبصروا |
| إن خُوصِموا صدقوا؛ ولم يتَزيَّدوا، |
| أو حُكِّموا عدلوا؛ ولم يستأثروا؛ |
| وتراهمُ عند الشدائدُ شُمَّخاً، |
| وعلى وجوهِهم الجلالة تُسفِرُ. |
| اللهُ أكبرُ.. لحنُ من في مهده |
| منهم، وآخر قوله إذ يُقْبَرُ! |
| إن فاخروا.. لم يفخروا بجدودهم؛ |
| لكن بما قد جدَّدوه وعمَّروا، |
| وجدودهم غُرَرٌ؛ فمنهم "عُقْبَةٌ" |
| و"الأشتر النخعي" ومنهم "حيدَرُ"؛ |
| ولكُم غَفُولٍ عن تذكَّر جدَّه |
| وافى بفضلِ ردائه يتبخترُ! |
| * * * |
| الله أكبر؛ قد أتى إسلامنا |
| حيّاً يكبِّر للحياةِ… فكبَّروا.. |
| قوموا وحيّوا صوتَه ولواءَه، |
| وتعاونوا، ولكلِّ خيرٍ فانصروا؛ |
| قد طال ما تِهنا بوديان الشقا |
| بين الغواشي حيرةً نتعثرُ، |
| تتحكم الشهوات في أيّامنا، |
| وتسومُها سوم العبيد وتصهرُ، |
| * * * |
| الله أكبر؛ يا بلادي كبِّري |
| فلقد أتى إسلامُنا يتحدَّرُ، |
| من ذلك الأفق الذي ما زال مُذ |
| فجر الخليقة وهو أفقٌ أخضرُ؛ |
| تتهجَّد الصلوات في أنحائه، |
| وتعبّ منها خشوعها، وتُعطرُ، |
| و"الأنبياء" بفيضه قد ضُمِّخَتْ |
| آياتُهم، وبنوره قد طُهِّروا، |
| أفق "الهداية" حيث للعلماء في |
| هالاته روضٌ يروق، وكوثَرُ! |
| ولكلِّ حرٍّ مخلصٍ محرابُه، |
| ولكلِّ حبر.. حَلْقَهٌ أو منبرُ! |
| * * * |
| الله أكبر يا بلادي؛ هذه |
| لفحات قهرٍ بالضراعة تجأرُ |
| تاريخكِ التعس الذي قد أسعدوا |
| أسماءَه؛ وهو الشقاء الأكبرُ؛ |
| ظلموه لمّا زوَّروا أحداثَهُ |
| يا ويحَهم كم شوَّهوا! كم زوَّروا! |
| مذْ داهَمَ السَّيل العَرَمْرمُ مأرباً |
| لما تداعى سدُّها؛ يتدهورُ. |
| وتفرَّقوا "أيدي سبا" وغزاكِ "أبْرهةٌ" يؤيِّده وينصر "قيصرُ"؟ |
| وأراد "سيفٌ" ثورةً وأعانه |
| "كسرى" وهبَّت بالصوارم "حِمْيَرُ"! |
| وتضعضع البنيان وانهارت به |
| نزوات من جبنوا ومن لم يقدروا! |
| * * * |
| حتى أتى "الإِسلام" و"الباذان" في |
| "صنعاء" يحكم؛ و"التبابع" حُيَّرُ! |
| فتوافدوا يتقاطرون إلى الهدى |
| "همدان" تسلم والنبيُّ يكبِّرُ؛ |
| وتوزَّعوا في الكائنات وخلفهم |
| أرضٌ تناجيهم، وشعبٌ يُهدَرُ! |
| لم يبقَ شبرٌ في الدُّنى إلا وللإسلام فيه رابطوا وتجمَّروا؛ |
| لم تسْمُ للإِسلام رايةُ عزةٍ |
| إلا ومنهم قائدٌ أو عسكرُ! |
| * * * |
| وأناخت الظلمات؛ والأنوار في |
| أحشائها شهبٌ تلوح… فتُنْحرُ! |
| والشرُّ يحكمها؛ فذاك "مجاهدٌ" |
| تنزو صوارمه؛ وهذا "يُعْفِرُ" |
| وأتى "المطهِّرُ" في غواشي بطشه؛ |
| يا ويح من أخْنَى عليه "مطهِّرُ"! |
| الله أكبر، يا بلادي فانهضي.. |
| فالسعد يقبل.. والشقاوة تدبرُ، |
| إنَّ الشباب الطامحين تجنَّدوا |
| للحق؛ واتَّزروا به، وتدثَّروا، |
| من كلٍّ ذي قلم إذا ما استلَّهُ |
| تاه البيانُ مباهياً يتبخترُ، |
| هم ينخلون لك السعادة؛ من شدا |
| بالنظم، أو مَنْ للحقائق ينثرُ، |
| لكِ أخلصوا نيّاتهم "فتعاونوا"، |
| ولِيَخْلقوا "اليمن الجديدة" شمَّروا! |
| * * * |
| قل للشباب: نصيحة من مخلصٍ |
| فيها لكم منه الولاء الأكبرُ؛ |
| لا تعبئوا بالطائفيَّة واحذروا |
| أصواتها، وفحيح من يتعنصرُ |
| وكفى شريعة من سرى حتى دنا |
| من سدرة المأوى يهزُّ ويعصرُ؛! |
| وأقامَها سمحاء لا عوجٌ بها: |
| لا "هاشمٌ" لا "تبَّع" لا "قيصرُ" |
| حريَّة التعبير فيها سدرةٌ |
| يأوي إليها كل حبرٍ يشعُرُ، |
| هي شرعةٌ "عُمَرٌ" وعاها؛ ليت مَنْ |
| حُصِروا لِشورى أمرها لَمْ يُحْصَروا! |
| يا ليتهم كانوا مئات بعضهم |
| من "فارسٍ"؛ أو مَن أبوهُم "حِميرُ" |
| أو أن يُساس النّاس دونَ تشاورٍ |
| معهم؛ ولم يتدَبَّروا ما قدَّروا. |
| في "مجلسٍ" نوّابُه في أمرهم |
| يتحاورون، كبيرهم والأصغرُ. |
| والناس أكفاءٌ؛ فلا نسبٌ، ولا |
| لونٌ؛ به يطغى الجهول ويفخرُ. |
| * * * |
| الله أكبرُ "ثورة العلماء" قد |
| ظهرت بميثاق العدالة تجهَرُ، |
| كان "الوزير" لها إماماً قائداً |
| وله من "الكبسي" الوزير الأقدرُ، |
| في أمَّةٍ عذراء كانت لا يُرَى |
| فيها إباحيٌّ ولا "مُسْتَعْمِرُ" |
| لا "الروس" لا "الأمريك" لا "إنكلترا" |
| لا.. ليس إلاَّ الدين فيها يزأرُ: |
| "الشافعية" يجأرون تبرُّماً، |
| ورفاق "زيدٍ"، يلْبدون ليثأروا! |
| وحُداتُها العلماءُ من "بغداد"، أو |
| من "ورتلان"، أوِ اصْطَفاه "الأزهرُ" |
| فتألَّبَ المستكبرون؛ وحطَّموا المصباح وانداح الظلام المنكرُ |
| دهراً.. وها قد لاح فجرٌ صادق |
| للحق وانهزم الذين تجبَّروا. |
| الله أكبر؛ والحقيقة أظهَرُ، |
| والعدل أقدسُ، والشريعة أطهر. |