شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
853- نشيد ثورة علماء اليمن (1) [1367هـ/ 1948م]
الله أكبرُ؛ والحقيقةُ أظهَرُ
والعدل أقدسُ، والشريعة أطهَر!
مِمّا يبوء المارقون بإِثمه؛
نشروه بين الخلق، أم لم ينشروا!
هم يفسدون به الطبائع عنوةً،
ويراوغون به الأُلى لم يكفروا!
بدَتِ العداوة في كلامِهم؛ وما
تُخفي صدورهمُ أشدُّ وأكبَرُ!
* * *
الله أكبرُ؛ في بلادي فِتيةٌ
للحقِّ قد نذروا النفوسَ وحرَّروا؛
يرجون للناس الخلاص من الأذى،
ومن الَّذين تطاولوا، وتجبَّروا،
ومن الأُلى باسم "التشيُّع" أسرفوا
يغْوون من لم يفقَهُوا، أو يشعروا.
ومن التعصُّب "للتسَنُّنِ" عن هَوىً،
ومن "التعنْصُرِ"؛ وهو أمرٌ منكرُ.
* * *
الله أكبرُ؛ دونما مَلَق، ولا..
خوفٍ؛ ومن ذا غيره المتكبِّر؟
الله أكبرُ؛ والأُلى لم يفقهوا
أو يرحموا.. قد عاندوا وتنكَّروا؛
الله أكبرُ؛ واليتامى في الورى
قد صابروا آلامهم، وتضوَّروا؛
الله أكبرُ؛ والجياعُ رئاتُهم
مِمَّا تعاني؛ حرقةً تتحسَّرُ،
والأغنياء قصورهم وحصونهم
تُبْنَى على جُثَثِ الجياعِ، وتُعمَر!
* * *
الله أكبرُ "حميرٌ" تشدو بها
سرّاً وفي صلواتها إذ تَجْهرُ،
وهمُ الأُلى نصروا شريعة أحمدٍ
وهمُ الأُلى أوَوْا، وهم من أزروا،
وطني "بلاد المسلمين" إذا غدا "القرآن" يحكمُ بينهمْ، ويسيطرُ،
وهمُ بلا وطنٍ ولا دينٍ إذا..
ما جانفُوهُ؛ وإن تلَوْهُ وكرَّروا!
* * *
كُنّا نريد "العدل" ما بين الورى؛
وهو "المساواةُ" الّتي لا تُقْهَرُ؛
حريَّة التفكير والتعبير ما
زِلْنَا بِها بينَ الأنامِ نبشِّرُ.
لا ظلم، لا طاغوت، لا خوف ولا
جوعٌ، ونأمر بالحقوق، ونُؤْمَرُ
مذ قام "زيدٌ" واللِّواء مُرَفْرِفٌ
فوق العقيدةِ؛ أخضرٌ أو أحمرُ!
و"أبو حنيفة" زعزَعَتْ نفثاتُه..
بدمشق عرشاً للطغاةِ.. فَدُمِّروا!
و"الشافعي" حملوهُ من "صنعا" على
قتَبٍ إلى "بغداد" وهو مُزَمْجَرُ!
و"الحنبلي" لم يرهبِ الأسواط و"القاضي" بأنواع الوعيد مُزنْجَرُ!
قُطِعتْ علائقُ كلِّ صاحبِ حيلةٍ
وقضَى الأُلى نكصوا؛ وعاش الأثأَرُ!
ما زال آخرُنا كأَوَّلِنا؛ وما
زلنا نقدِّمُ ما نرى، ونؤَخِّرُ
أسلافُنا الشهداء في أحشائنا
قبروا؛ وإن صُلبوا؛ وإن لم يُقبروا،
في "الشام" أو في "مصر" أو في "صعدةٍ"
أو في "العراق" لهم شهودٌ حُضَّرُ؛
في كلِّ قَطرٍ "قبَّةٌ" يثوي بها
جَدَثٌ؛ بجانبه يحدِّثُ منبرُ
* * *
إن كان حقّاً فهو روحُ جهادنا،
أو كان عدلاً.. فهو ما نتخيَّرُ.
فاصرخْ بمن لا يفقهون، وأدلجوا
في تيه أوهام الظنون وهجّروا:
قد زيَّفَ التاريخ ما زخرفتموا
من باطلٍ ضدَّ الأُلى قد "دستروا"!
ماذا بكم يا قوم؟ هل من توبةٍ
أو حكمةٍ؟ ماذا جرى يا معشرُ..!؟
إنّي لأعذر من "تياسَرَ" واضحاً،
أو من "تيامَنَ" وهو حرٌّ مبصرُ،
أما الأُلى اتخذوا النفاق ذريعةً
هيهات –ما لم يندموا- أن يُعذَروا..
* * *
الله أكبر؛ سوف أرفعُها كما
نادى بها قبلاً "شَبِيرُ" و"شُبَّرُ".
والمخلصون بكل أرض، والأُلى
للحقِّ قد نصروا؛ وفيه تصبَّروا،
ساروا على سَنن الرسول وهديه؛
ما بدَّلوا، أو حرَّفوا، أو غيَّروا؛
من لي بهم؛؟ قد صرِّعوا، أو شرِّدوا،
أو أنَّهم أملٌ يئنُّ، ويزفرُ!
كانوا إذا نُدِبوا ليوم كريهةٍ
حضروا؛ وإنْ لغنيمةٍ لم يحضروا.
وإذا ابتُلوا صبروا ابتغاء مثوبةٍ،
وإذا همو قدروا عفوا، واستبصروا
إن خُوصِموا صدقوا؛ ولم يتَزيَّدوا،
أو حُكِّموا عدلوا؛ ولم يستأثروا؛
وتراهمُ عند الشدائدُ شُمَّخاً،
وعلى وجوهِهم الجلالة تُسفِرُ.
اللهُ أكبرُ.. لحنُ من في مهده
منهم، وآخر قوله إذ يُقْبَرُ!
إن فاخروا.. لم يفخروا بجدودهم؛
لكن بما قد جدَّدوه وعمَّروا،
وجدودهم غُرَرٌ؛ فمنهم "عُقْبَةٌ"
و"الأشتر النخعي" ومنهم "حيدَرُ"؛
ولكُم غَفُولٍ عن تذكَّر جدَّه
وافى بفضلِ ردائه يتبخترُ!
* * *
الله أكبر؛ قد أتى إسلامنا
حيّاً يكبِّر للحياةِ… فكبَّروا..
قوموا وحيّوا صوتَه ولواءَه،
وتعاونوا، ولكلِّ خيرٍ فانصروا؛
قد طال ما تِهنا بوديان الشقا
بين الغواشي حيرةً نتعثرُ،
تتحكم الشهوات في أيّامنا،
وتسومُها سوم العبيد وتصهرُ،
* * *
الله أكبر؛ يا بلادي كبِّري
فلقد أتى إسلامُنا يتحدَّرُ،
من ذلك الأفق الذي ما زال مُذ
فجر الخليقة وهو أفقٌ أخضرُ؛
تتهجَّد الصلوات في أنحائه،
وتعبّ منها خشوعها، وتُعطرُ،
و"الأنبياء" بفيضه قد ضُمِّخَتْ
آياتُهم، وبنوره قد طُهِّروا،
أفق "الهداية" حيث للعلماء في
هالاته روضٌ يروق، وكوثَرُ!
ولكلِّ حرٍّ مخلصٍ محرابُه،
ولكلِّ حبر.. حَلْقَهٌ أو منبرُ!
* * *
الله أكبر يا بلادي؛ هذه
لفحات قهرٍ بالضراعة تجأرُ
تاريخكِ التعس الذي قد أسعدوا
أسماءَه؛ وهو الشقاء الأكبرُ؛
ظلموه لمّا زوَّروا أحداثَهُ
يا ويحَهم كم شوَّهوا! كم زوَّروا!
مذْ داهَمَ السَّيل العَرَمْرمُ مأرباً
لما تداعى سدُّها؛ يتدهورُ.
وتفرَّقوا "أيدي سبا" وغزاكِ "أبْرهةٌ" يؤيِّده وينصر "قيصرُ"؟
وأراد "سيفٌ" ثورةً وأعانه
"كسرى" وهبَّت بالصوارم "حِمْيَرُ"!
وتضعضع البنيان وانهارت به
نزوات من جبنوا ومن لم يقدروا!
* * *
حتى أتى "الإِسلام" و"الباذان" في
"صنعاء" يحكم؛ و"التبابع" حُيَّرُ!
فتوافدوا يتقاطرون إلى الهدى
"همدان" تسلم والنبيُّ يكبِّرُ؛
وتوزَّعوا في الكائنات وخلفهم
أرضٌ تناجيهم، وشعبٌ يُهدَرُ!
لم يبقَ شبرٌ في الدُّنى إلا وللإسلام فيه رابطوا وتجمَّروا؛
لم تسْمُ للإِسلام رايةُ عزةٍ
إلا ومنهم قائدٌ أو عسكرُ!
* * *
وأناخت الظلمات؛ والأنوار في
أحشائها شهبٌ تلوح… فتُنْحرُ!
والشرُّ يحكمها؛ فذاك "مجاهدٌ"
تنزو صوارمه؛ وهذا "يُعْفِرُ"
وأتى "المطهِّرُ" في غواشي بطشه؛
يا ويح من أخْنَى عليه "مطهِّرُ"!
الله أكبر، يا بلادي فانهضي..
فالسعد يقبل.. والشقاوة تدبرُ،
إنَّ الشباب الطامحين تجنَّدوا
للحق؛ واتَّزروا به، وتدثَّروا،
من كلٍّ ذي قلم إذا ما استلَّهُ
تاه البيانُ مباهياً يتبخترُ،
هم ينخلون لك السعادة؛ من شدا
بالنظم، أو مَنْ للحقائق ينثرُ،
لكِ أخلصوا نيّاتهم "فتعاونوا"،
ولِيَخْلقوا "اليمن الجديدة" شمَّروا!
* * *
قل للشباب: نصيحة من مخلصٍ
فيها لكم منه الولاء الأكبرُ؛
لا تعبئوا بالطائفيَّة واحذروا
أصواتها، وفحيح من يتعنصرُ
وكفى شريعة من سرى حتى دنا
من سدرة المأوى يهزُّ ويعصرُ؛!
وأقامَها سمحاء لا عوجٌ بها:
لا "هاشمٌ" لا "تبَّع" لا "قيصرُ"
حريَّة التعبير فيها سدرةٌ
يأوي إليها كل حبرٍ يشعُرُ،
هي شرعةٌ "عُمَرٌ" وعاها؛ ليت مَنْ
حُصِروا لِشورى أمرها لَمْ يُحْصَروا!
يا ليتهم كانوا مئات بعضهم
من "فارسٍ"؛ أو مَن أبوهُم "حِميرُ"
أو أن يُساس النّاس دونَ تشاورٍ
معهم؛ ولم يتدَبَّروا ما قدَّروا.
في "مجلسٍ" نوّابُه في أمرهم
يتحاورون، كبيرهم والأصغرُ.
والناس أكفاءٌ؛ فلا نسبٌ، ولا
لونٌ؛ به يطغى الجهول ويفخرُ.
* * *
الله أكبرُ "ثورة العلماء" قد
ظهرت بميثاق العدالة تجهَرُ،
كان "الوزير" لها إماماً قائداً
وله من "الكبسي" الوزير الأقدرُ،
في أمَّةٍ عذراء كانت لا يُرَى
فيها إباحيٌّ ولا "مُسْتَعْمِرُ"
لا "الروس" لا "الأمريك" لا "إنكلترا"
لا.. ليس إلاَّ الدين فيها يزأرُ:
"الشافعية" يجأرون تبرُّماً،
ورفاق "زيدٍ"، يلْبدون ليثأروا!
وحُداتُها العلماءُ من "بغداد"، أو
من "ورتلان"، أوِ اصْطَفاه "الأزهرُ"
فتألَّبَ المستكبرون؛ وحطَّموا المصباح وانداح الظلام المنكرُ
دهراً.. وها قد لاح فجرٌ صادق
للحق وانهزم الذين تجبَّروا.
الله أكبر؛ والحقيقة أظهَرُ،
والعدل أقدسُ، والشريعة أطهر.
بروملي: 7 ربيع الآخر 1407هـ
9 ديسمبر 1986م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :376  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 613 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.