يا لها قُبَّرةٌ في |
لحنِها صوت السّماءْ، |
عندما يزهو السَّنا، |
أو يخيّم المساءْ.. |
ترتقي غصناً وتشدو |
بتفاعيل الغِناءْ.. |
فاعلاتٌ؛ فاعلاتٌ، |
فاعلاتٌ؛ فعلاءْ! |
* * * |
أتشيّعُ الظلامْ |
إن زها فجرٌ ولاحْ؟ |
أم تودّع الضياءْ |
إن وهى النّورُ وطاحْ؟ |
وتُرشرش الضّحى |
بالأهازيج الملاحْ؟ |
وتغني الشفَق الباكي ترانيم الصباح. |
* * * |
فلماذا كلَّما قد |
طمّ ليلٌ تترحُ..؟ |
ولماذا إن زهت أنوار فجر تفرحُ..؟ |
أوَ تدري أن "وزن" اللَّحن لما تصدحُ.. |
عن لهيب الوجد والشوق بقلبي يقدحُ؟ |
* * * |
ولماذا لم تحد عن |
"فاعلاتٍ" و"فعيلْ"؟ |
أتراها قرأت من |
قبلُ "أوزان الخليلْ"؟ |
فهي لا تكسر وزناً |
من "خفيفٍ" أو"ثقيلْ". |
"فاعلاتٌ" "فاعلاتٌ" . |
و"فعولٌ" و"فعيلْ" |
* * * |
أم هيَ الفطرةُ قد "مَوْسقها" من جبلا؟ |
كلّ طيرٍ وله في |
صوته.. إن هدلا.. |
..نوتةٌ، هيهات أن يَسْطيعَ عنها حِوَلا.. |
نَظَمتْ لِلْكَونِ فيها |
ما حلا.. أو نَبَلا. |
* * * |
الهزارى، والقمارى |
والكناري، والحمامْ، |
كلَّها تشدو بشعرٍ |
ذي قوافٍ، ونظامْ، |
لا سنادٌ لا زحافٌ، |
لا شذوذٌ، لا انفصامْ؛ |
أتقنَتْ سرّ "التفاعيل" فغنَّت بانسجامْ. |
* * * |
فلماذا لم يكسِّرْ |
طائرٌ لحن أبيهْ؟ |
أو بلا وزنٍ يغنِّي؟ |
أو عن النَّهج يتيْهْ؟ |
أَلأَنَّ "الوزنَ" سرّ الشعر؛ والطير تعيْهْ؟ |
أم لأن "الطّير" لا تدري أباطيل "الفقيهْ"؟ |
* * * |
أم ترى الطائر "رِجعيّا" إذا ما زجما؟. |
حافظاً "أوزان" من رتَّلَ –قبلاً- نَغَما! |
لم يجدِّدْ غيرَ معنىً |
راضياً، أو بَرِما… |
حين يشدو في سرورٍ |
أو يغنِّي ألَما؟ |
* * * |
أنا كالطير أغنِّي |
بتفاعيل الغِناءْ، |
كل شعرٍ ما له وزنٌ هباءٌ وهُراءْ، |
فحناناً بالقوافي |
يا شباب الشعراءْ، |
وخذوا الدرس من الطّير، وكونوا أمناءْ. |