شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
576- الطيرُ وأوزان الخليل.
[وظللت أصغي بكرةً وأصيلا.. لمختلف الأنغام والتسابيح، من شتى طيور و"عصافير بروملي" طيلة أحد عشر عاماً، فلم ألاحظ زحافاً، ولا نشازاً ولا لحناً في تراتيل ألحانها، وتفاعيل تغاريدها فاستعبرتُ وقلت]:
يا لها قُبَّرةٌ في
لحنِها صوت السّماءْ،
عندما يزهو السَّنا،
أو يخيّم المساءْ..
ترتقي غصناً وتشدو
بتفاعيل الغِناءْ..
فاعلاتٌ؛ فاعلاتٌ،
فاعلاتٌ؛ فعلاءْ!
* * *
أتشيّعُ الظلامْ
إن زها فجرٌ ولاحْ؟
أم تودّع الضياءْ
إن وهى النّورُ وطاحْ؟
وتُرشرش الضّحى
بالأهازيج الملاحْ؟
وتغني الشفَق الباكي ترانيم الصباح.
* * *
فلماذا كلَّما قد
طمّ ليلٌ تترحُ..؟
ولماذا إن زهت أنوار فجر تفرحُ..؟
أوَ تدري أن "وزن" اللَّحن لما تصدحُ..
عن لهيب الوجد والشوق بقلبي يقدحُ؟
* * *
ولماذا لم تحد عن
"فاعلاتٍ" و"فعيلْ"؟
أتراها قرأت من
قبلُ "أوزان الخليلْ"؟
فهي لا تكسر وزناً
من "خفيفٍ" أو"ثقيلْ".
"فاعلاتٌ" "فاعلاتٌ" .
و"فعولٌ" و"فعيلْ"
* * *
أم هيَ الفطرةُ قد "مَوْسقها" من جبلا؟
كلّ طيرٍ وله في
صوته.. إن هدلا..
..نوتةٌ، هيهات أن يَسْطيعَ عنها حِوَلا..
نَظَمتْ لِلْكَونِ فيها
ما حلا.. أو نَبَلا.
* * *
الهزارى، والقمارى
والكناري، والحمامْ،
كلَّها تشدو بشعرٍ
ذي قوافٍ، ونظامْ،
لا سنادٌ لا زحافٌ،
لا شذوذٌ، لا انفصامْ؛
أتقنَتْ سرّ "التفاعيل" فغنَّت بانسجامْ.
* * *
فلماذا لم يكسِّرْ
طائرٌ لحن أبيهْ؟
أو بلا وزنٍ يغنِّي؟
أو عن النَّهج يتيْهْ؟
أَلأَنَّ "الوزنَ" سرّ الشعر؛ والطير تعيْهْ؟
أم لأن "الطّير" لا تدري أباطيل "الفقيهْ"؟
* * *
أم ترى الطائر "رِجعيّا" إذا ما زجما؟.
حافظاً "أوزان" من رتَّلَ –قبلاً- نَغَما!
لم يجدِّدْ غيرَ معنىً
راضياً، أو بَرِما…
حين يشدو في سرورٍ
أو يغنِّي ألَما؟
* * *
أنا كالطير أغنِّي
بتفاعيل الغِناءْ،
كل شعرٍ ما له وزنٌ هباءٌ وهُراءْ،
فحناناً بالقوافي
يا شباب الشعراءْ،
وخذوا الدرس من الطّير، وكونوا أمناءْ.
بروملي: 2 شعبان 1406هـ
11 أبريل 1986م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :403  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 606 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.