شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
534- اعتذار!
[بعث الشاعر أحمد المعلَّمي إلى صاحب الديوان قصيدة عتب، مطلعها]:
ألا من يبلغ الخبرا
صديقاً حجَّ واعتمرا؟
أكان وفاؤه ذنباً
فحجَّ لذاك، فاغتفرا!
وعند النحر، هل لصداقة
"الأخوين" قد نحرا! (1)
وهل نفرتْ مودَّتنا
بيوم "النفر" إذ نفرا؟
وهي طويلة جداً؛ فأجاب عليه بما يلي:
أخي: أنَّى يصير الودُّ
فيما بيننا هَدَرا؟
وكيف تقول: إن الحبَّ
ّقد أودى، وقد قُبرا؟
وكيف تظن أني أسمع
أواشي ومن "هدرا"؟
أإمَّعةٌ تراني؟ أم
غَبيّاً؟ أم فتى ضجرا؟
وكيف تقول في عتبكَ
بيِّن ما الذي صدرا؟
ولم يصدر سوى ما يخلب
الألباب والفِكرا؟
ولم يصدر سوى الذي يُطرب
والدرِّ الذي نثرا
ومن إفضال ذي خلقٍ
كريم؛ ينقد البشرا
فلا يختار خلاًّ غير
من جلَّى، ومن قدرا
وقد كنت أنا الجاني
وها قد جئتُ معتذرا
* * *
أتذكر في المخادر إذ
أتيت إليك منحدرا
وكان "المُفْرح" العامل
يحيى عيشَه الفقرا
وأنت الكاتب النحرير
تنفي الهم والكدرا!
قرأنا في ظلال النو
ر شعراً يلتظي شررا
يناجي الشعب أن يثأ
ر حتى يدرك الوطرا (2)
فقلت؟ وما تراه؟ نَثورُ؟
قلتُ: نعمْ، فقلتَ: هُرا
وكيف؟ وما لَنَا جيشٌ
وكلّ ولاتنا أُمَرَا
وماجَتْ بَيْنَنَا الأيَّام
نجْني شوكَها زهَرا
ونقطفُ مِن مآسيها
ومن أحداثها العِبَرا
وكانَ "الصِّلح" واسْتَعْلى
به الدستور مُنتصرا
وكانَ الصَّوتُ قد أشْر
ب بالإِيمان، وانصهرا
وفي لهفاتِه قد ذابَ
ما اسْتَخْفَى، وما ظهرا
هو الخاشعُ؛ يتلُو إنْ
صحا الأورادَ، والسورا!
يحاور من يجادلهُ
بمنطقه؛ وإن سَكِرا
روَى الأشعارَ والأخبا
ر فناناً وإن سخرا
وإنْ خانتْه همَّتُه
ولاقى الذلَّ، واندحرا
أهابَ بصبْره، وجثا،
لمحراب الدُّجى، وسَرَى
يُناجي قصصَ الأبطال؛
مُنْتَصِرا، ومُنْدَحِرا..!
ومَن وافى منيَّته
بلا هَلَعٍ، ومن ذعرا
ومن فِي عزَّةٍ.. قَدْ سَـ
ـف كاسَ السمِّ، وانتحرا
ومَنْ مِن بعد أن عَثرا،
بهمَّة حِذْقِهِ ظفرا..!
ومَنْ مِن بَعْدِ أنْ ظفرا
بحِدَّةِ حُمْقِهِ عَثرا
هي الدنيا؛ فكمْ رفعت
ذليلاً كان مُحتقرا
وكم خُفَضَتْ بلا ذنب
عزيزاً كانَ مُقْتَدِرا!
وأقسم ما نسيتُكَ أَو
قلوتُ الكُتْبَ، والذِّكَرا
ولكن عذْتُ بالبَيْتِ العتـ
ـيقِ، أحجُّ مُعْتَمِرا
وسِرْتُ إلى "حَبيب
الله" مشتاقاً، ومُعْتَذِرا!
وكنتَ معي تناجيهِ،
وتحكي ما مَضَى وجَرى
وكانت "أيُّ" في النجْوى
"ضميراً" ليس "مستترا" (3)
فقد سَطَعَ الحديثُ بِهِ،
شذىً "مُسْتَقْطِراً" عَطِرا
وأمَّنَ كلُّ مَنْ صلَّى
وزارَ "القبر".. مُدَّكِرا
أخي إن شئت أن تعـ
ـرف من بالجدِّ قد ظَهَرا
ومن بالحقد والأطما
ع نال الذلَّ، والضررا
ومن بالمجد والنَّخْوة
حازَ الفوز، والوطرا
فخذْها قصَّة عجباً..
لشَهْم فارسٍ ثأرا (4)
تجشَّم كلَّ نائبةٍ
شديدَ البأسِ مُصْطبرا
وعانق عزمُهُ الأهوا
لَ، والآفات والخطرا
فأدرك ما يؤمله
من الأمجاد، وانتصرا
شريدٌ في "الكُويت" سَمَا
إلى العلياء، وابتدرا
وشيَّد دولةً كبرى
وكانت قبله صَحَرا..!
ترى الفيصَل، والما
جدَ، و المقْدَامَ، والحذِرا
وكلّ سميدع شهم،
كريم يبذلُ الصَّررا
لهم مثل الأُلَى سبقوا
قبابُ ندىً، ونارُ قِرى
أنحسدُهم، لأنَّ الله
أكرم أرضَهم قَدَراً!؟
وهُمْ ما أهملوا جاراً،
ولا هدموا له أثرا!
أنا الشاكِرُ، والذاكرُ
لِلْمعروفِ؛ مُفْتَخِراً!
ومَنْ لم يدخر شكراً؛
لإِحسَانٍ، فَقَدْ كَفرا!
وهُمْ من أكرموا نُزُلي،
ومَن آوَى، ومَنْ نَصَرا
وأما ما ادَّكرت؛ وما
أجلَّ الحرّ مُدَّكرا!
وما قد قاله في مجـ
ـمع "الحَابُورِ" من بَطِرا؛
بِأَنَّكَ خلّ مَنْ بِهِمُ
مَضى في الأرض واندحَرا
فدعْ نَهْباً يُصَاحُ بِهِ؛
مَنِ استَغْنَى به خَسرا
كبيرهُم الَّذي اسْتَعلى
بما قد قالَهُ.. صَغُرَا
وقد أخزاه بالحجةِ
فحلٌ ينثرُ الدُرَرا
إلى "أريان" بيتِ الفَنِّ
والمجد الَّذي اشتهرا
يُعَنْعِنُ مَحتدَ الأفذاذ
والأبرارِ، والشعرا
تأمُرهُمْ على الأدَبا
ءِ قد سمُّوهُ "مُؤتَمرا"
وقد شهدته كَوكَبَةٌ
من العلماء والكُبَرا
تمنَّى بعضهم لو أَنَّهُ
ما جاءَ، أو حَضرا
فقد سمعوا فنونَ اللغو
والإِفك الَّذي ظهرا
على الإِحسانِ مَجحُوداً
على الإِيمان مُنْقَهِراً
وقد فتحوا "لِعَلْوانٍ"
وسَيْفٍ كلّ باب فرى
فقالوا نحنُ قد جئنا
هُنا؛ كي نُمعنَ النَّظَرا
نجدِّدُ كل ما في الكون
حتَّى الشمس والقمرا
ونَنْقُلُ هَا هُنَا "نُقُماً"
ونقلعُ مِن هُنا "صَبُرا"
نعمرُ في الهوا قَصْراً
ونغرس حَوْلَهُ الشجرا
* * *
أخي فاعجب، ولا تحزن
عليهم، واذكرِ السّيرا
فما برحت حشود البغي
ترمي نَحْونا الغِيرَا
تسلّط كل ذي جهلٍ
على آدابنا.. بَطَرا
يعيثُ بها، ويُرْهقُها
ببُطْلِ هُرائه أَشِرَا
ولكن بُطْلَه سَرْعان
ما ينهارُ مُنْدَثرا
ويبقى الحق يتلو الشِّعرَ
بالأَوْزَانِ، والسّورا!
سحابةُ صَيفهم ستَبيدُ
مُجْفِلةً.. وسوف ترى
وهَا قَد جئت مُعتَذراً
فَوارِ الذَّنبَ؛ مُغْتَفِرَا
بروملي: 6 جمادى الأولى 1401هـ
12 مارس 1981م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :335  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 564 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.