قوموا معي يا معشر الشعراء |
نبكي؛ فهذا اليوم يوم بكاءِ، |
للشعر والألحان فيه مأتمٌ |
تبكي القصائد فيه كاليُتماءِ |
وتكاد تنتحب القوافي حسرةً |
وتوجُّعاً، وتجود بالحوباءِ |
تبكي "عليّاً" وهيَ من كانت به |
بالأمر ترقص دونما استحياءِ؟ |
الحزن أثملَها وساقطها على |
أوزانها كتساقط الأشلاءِ |
* * * |
الله للشعراء في الدنيا فقد |
أضحوا مع الأيَّام كالغرباءِ |
وهُمُ الأُلى وهبوا الحياة جمالها، |
وجلوا مفاتنها على الأحياءِ |
والشعبُ في "اليمن السعيدة" ما صحا |
إلاَّ على الصَّرخات للشعراءِ |
أيام كان الجهل يُلجم أهلَها |
بالخوف من "عدنٍ" إلى "صنعاءِ" |
كم شُرِّدوا من أجلها وتعذَّبوا |
بسجونها، وقضوا مع الشهداءِ |
حتَّى إذا انبلج الصَّباح وأشرق الفجر الجديد وسحَّ بالأضواءِ |
وتصايحتُ قممُ الجبال ودَمْدَمَتْ |
وديانُها بمطالب الفقراءِ |
دبَّ الشقاق وعربدت أهواؤه |
بمزاعم الأطماع والغَلَواء! |
فإذا "بلقمانٍ" بلا وطنٍ؛ وإذ |
بفم "الزُّبيري" فاغرٌ بدماء! |
وإذا بمن رفعوا شعار "العدل والإحسان" هِيمٌ تحت كل سماءِ |
يا ليتهم صمتوا.. وظلَّت طخيةُ الرهبوتِ تُعمي أعينَ الغوغاءِ |
حتى يثور العدل مستنداً إلى |
علم الفحول، وحكمة الرحماءِ |
* * * |
"لُقمان" بيت الحق في "عدنْ" وفي |
غرفاته ولدت مُنى البؤساءِ |
كانت جريدته هي الصوت الذي |
يخشاه حتى "مجلس الوزراءِ" |
يا آل "لقمان" عزائي أنكم |
لم تخضعوا لتعنُّت الأرزاءِ |
"لُقمان" علمكم وصاياه التي |
هي شرعة الأحرار والحكماءِ |
وبأنَّ والدكم حباكم كلَّ ما |
يختاره الآباء للأبناءِ: |
ما زال يعمل جاهداً ومكافحاً |
كي تصبحوا من زمرة العلماءِ |
ولقد رأيتكمُ ورغم عواصف الأهوال، والأرزاء والأهواءِ |
ما بين كاتب قصةٍ، أو شاعرِ، |
أو عالم، أو ناقدٍ بنَّاءِ |
هذا هو المجد الشريف؛ تقبَّلوا |
منه تعازي حزنه.. وعزائي. |