شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
527- دَمعَة أسى
[على السيدة الكريمة خديجة القاسم حميد الدين، تغشَّاها الله بالرحمة والرضوان]:
كَمْ أبكي أهلي، وأرثي صحابي
وأعزّي بموتهمْ أترابي
أتراني خلقتُ للدمع، أم قدْ
أرصدتني الأقدارُ للأتعابِ؟
كلما كاد يرقأُ الدمعُ وافى
نبأ آخر يُثير اكتئابي
ويْحنا، ما الذي جنيناهُ حتّى
نبتَلي بالمصابِ إثر المصابِ؟
* * *
كنت أبكي بالأمس دُرة مجدٍ
هجعتْ في "البقيعِ" بين الصِّحابِ
بعدَما قد بكيتُ "أمي"، ومن
مِتْنَ شهيدات المجد والاغترابِ؛
وأنا اليوم أندب المجد قد جَاهَد
جهْد الأسَى وجهدَ العذابِ؛
في ابنهِ "المرْتضى" "خديجة" من فَا
زَتْ بقرب المُهيمنِ التوابِ
نشأتْ كالزُّهور تمرحُ بالعطرِ،
وماتَتْ ملفوفةً بالشبابِ؛
فعزاءً يا أهلها، وعزائي
صادقٌ، خالصٌ من الأوشابِ؛
وهيئاً يا أمَّها، فلقد نلتِ
بها عند الله حُسْن الثوابِ
ورثتْ منكِ فضلَها، وبهاها،
وتغاضي التقْوى ولطْف "الجنابِ"
جدّها "راغب" أبوك، وقد كا..
ن عظيماً مجاهداً لا يحابي
مؤمناً لم يُصِخْ لصوتِ "أتاتُورك"
ولا للكفَّار والأحزابِ
وجفَا قومه و"هاجرَا" حُرّاً
يتحرى صِراط أهل الصوابِ
وهوَ من كان "مستشاراً بمُوسكو"
عارفاً بالرؤوس والأذنابِ
إن يكُنْ فاتني البكاءُ عليه
حينما أودعوهُ تحتَ الترابِ
فلقد ماتَ حينَ كنتُ غريباً
أتمنى الممات مِن فرط ما بي
غير أنِّي كالطِّفل أجهشتُ حُزناً
واعتباراً، وعفتُ حتى شرابي؛
كيف أنسَى فضلاً لهُ كان يُوليني
به دون سائر الأترابِ؟!
ومراراً قد زرتُه مع "فخري"
وهو في "منظر" الفنون العجابِ
حيث يزهو "التاريخُ" فيها على
الفنِّ، ويزدانُ العِلم بالآدابِ
وحباني بنصحِه دون كبرٍ
بل حنان الأحبابِ بالأحبابِ؛
* * *
وأنا اليوم في "حفيدته" أبكيه،
رغم المدى، ورغْمَ اغترابي
عارفاً أنه تفانَى وضحَّى
ناصحاً للولاة والأصحابِ..!
كيف أرثي "خديجة" ولقد قا
سَت كثيراً من قسوة الأوصاب!؟
لحِقتْ "صنوها" الذي عاش في
الأرض نقيَّ الضمير والآرابِ،
وَبشوشاً فلا يُباهي بجاهٍ
أو بمالٍ ولا بفضل انتسابِ
وقنوعاً قد ظل، حُرّاً فلم يخضعْ
لوهْمِ المُنى، ولا للكذابِ؛
* * *
فسلام عليك، قد عِشت في
الدُّنيا سؤالاً يبكي بدون جوابِ
عشْتِ في الأرض كالغريبة لمَّا
كنت أسمى ممن عليها يحابي
لم يكنْ أهلُ الأرض أهلاً لما في
قلبك الحُرّ مِن مُنى ورِغابِ
كنتِ في حسِّك المطهر معنىً
يزدري نبلُه بكلِّ الصِّعابِ
كنتِ لا تحملين حقداً، ولا
تَدرينَ معنى للؤم والارتيابِ؛
كنتِ تبغينها سناً، وسلاماً
لبني الأرض دون أي اكتِئاب؛
* * *
نعم ما قد حبوتِ أمك من
أجرٍ وفضل، ومنةٍ، وثوابِ
وقليلٌ هُم الأُلى يمنحون "الأمّ"
في الأرض أمن يوم الحسابِ
فلقد صابَرت، وعانتْ وقاستْ
فيكِ ما لا يُطاق من أتعابِ
فهنيئاً لها بما قدَّمت من
عَمل صالحٍ ليوم المآبِ
وسلامٌ عليكِ ما لاح نجمٌ
أو همى في السُّهول غيث السَّحابِ .
بروملي: 24 محرم 1400هـ
13 ديسمبر 1979م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :308  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 557 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل