شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
524- الشَامي.. والمعلِّمي
[وبعث الشاعر المعلِّمي بقصيدة إلى شعراء صنعاء، ذكر صاحب الديوان، فقال مجيباً؛ ومذكِّراً]:
توسّلتُ: لا حُبا لشعر التوسّلِ
وأنتَ الذي بالشعر لم تَتَسوَّلِ: (1)
ولكنَّ قلباً بين جنبيك يلْتظي
اشْتياقاً إلى تلك الرّبوع ويغْتلي
ذكرتَ بها "عبد العزيز" و"غانِماً"
"دكاتِرة" الشعر البديع المفَضلِ (2) ،
وشعْر "البشاري" والذي ناحَ مُعْوِلاً
يبكِّي على تلك "الشراشِفِ" مِن عَلِ (3)
بكى، وهو لا يدري هوىً أوْ صَبَابة!
ولكنَّه قد رَامهُنَّ.. ليَجتَلي.!
يحاولُ تحطيمَ "التَّقاليد" وهو في
قيود "نَزار" كالأسير المكَبَّلِ! (4)
وأمَّا "عَقيلٌ" و"ابنُه" فَهما كما:
روى عَن "أبيه" "زَيدُ" عن جدّه "علي" (5)
لَهم في روايات القَريض وفنه
روائع تُزرى "بالنواسي" و"جرْولِ"؛
وأما "العَفيفُ" الشَّاعر النَّدب فهْو مِنْ
حُماةِ القوافي لَيْس فيها "بأخطَلِ": (6)
يجود بها مثل الندى انساب ذائباً
على الزَّهر ترياقاً، وليسَ كجنْدلِ!
وأما "خليل" الشِّعر والحُبّ والعُلاَ
فَتَى الفنِّ "إبراهيم" ربّ التَرسُّلِ، (7)
ومنْ مِثل "إبراهيم" شِعراً وفِطنَةً
ومن كأبيه، كاملٌ وابْن أكملِ!
و"حمران" من آدابُه وصِفاتُه
تروقُ كزَهْر في مشارف جدولِ، (8)
و"صالح عَبَّاس": وقد كان دائماً
حَبيباً لأهْل الشعر كالمتفضِّلِ، (9)
وضحّى لأجل الحق؛ لا مُتظاهراً؛
ولكنْ لأن الحقّ مبدؤُهُ الجلي
و"صَبرةُ" مَن "داسَ العَذولَ" غزالُه
مكرّا مفرّا "مدبّراً" غير مُقبلِ! (10)
لقد هام في وادي مفاوز ظنّه
فدعْه به يحسو أساهُ ويصطلي (11)
وإن قالَ شيئاً بعدها سنذيقه
عذاب الضَّنى. و"الهُدْهُدِ" "المتمثْعِلِ" (12)
ولكنْ نَسيت "المرْونيَّ" و"قاسماً"
ومِلْتَ عن "الكبسيّ" و"المتوكِّلِ" (13)
وأين الفتى "القاضي" وأيْنَ "جَرادةٌ"؟
وأين ابنُ "لقمانِ" الأديب المكملِ؟ (14)
وهَل لكَ في ذكر "الفريد" وصحبه
بسَفْح "ذَمارٍ" من بيانٍ مفصَّلِ؟ (15)
وقد عَزفتْ قدماً أناشيدُ مجدنا؛
وما برح للشعر أكرم معْقِلِ:
وإن أنْسَ لا أنسى "مُصَوّعيَ" الذي
شدا في رياض الشعر حُرّاً كبلْبلِ (16)
ويا طَالمَا كنّا على البحرْ نَنْتشَي
بأحلامنا.. أحْلى الأماني، ونجتلي؛
أخي قد بُلينا بالقَريض، بلادُنا
لَه وطنٌ مِن "حميريٍّ" و"عَبْدلي"!
ومذ بدأ التَّاريخ يَنْسجُ مَجْدنا
تأوَّه يَرثينا بِشِعْر مُسلسلِ؛
وها نحنُ ما زِلنا ننوح تغرّباً
ونبكي على ذكرى حبيبٍ ومنزلِ
فحتّى متى تَبقى قوافي "بيوتنا"
مُحنَّطةً في كهفها المتبتِّل؟
تجاهدُ كي تَحْيَا وتنهضُ حُرة؛
وتَرمي شظايا غَيظها المتململ!
ومن حولها الأشباح أصنام رَهبةٍ؛
لكلِّ غويٍّ، أو جهولٍ مغفّلِ؛
فكم حاربوا بالخوفِ رأي مجدّدٍ
وكم حطّموا رعباً يراعةَ مِقولِ!
بروملي: 28 ذي القعدة 1399هـ
19 أكتوبر 1979م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :497  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 554 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج