توسّلتُ: لا حُبا لشعر التوسّلِ |
وأنتَ الذي بالشعر لم تَتَسوَّلِ:
(1)
|
ولكنَّ قلباً بين جنبيك يلْتظي |
اشْتياقاً إلى تلك الرّبوع ويغْتلي |
ذكرتَ بها "عبد العزيز" و"غانِماً" |
"دكاتِرة" الشعر البديع المفَضلِ
(2)
، |
وشعْر "البشاري" والذي ناحَ مُعْوِلاً |
يبكِّي على تلك "الشراشِفِ" مِن عَلِ
(3)
|
بكى، وهو لا يدري هوىً أوْ صَبَابة! |
ولكنَّه قد رَامهُنَّ.. ليَجتَلي.! |
يحاولُ تحطيمَ "التَّقاليد" وهو في |
قيود "نَزار" كالأسير المكَبَّلِ!
(4)
|
وأمَّا "عَقيلٌ" و"ابنُه" فَهما كما: |
روى عَن "أبيه" "زَيدُ" عن جدّه "علي"
(5)
|
لَهم في روايات القَريض وفنه |
روائع تُزرى "بالنواسي" و"جرْولِ"؛ |
وأما "العَفيفُ" الشَّاعر النَّدب فهْو مِنْ |
حُماةِ القوافي لَيْس فيها "بأخطَلِ":
(6)
|
يجود بها مثل الندى انساب ذائباً |
على الزَّهر ترياقاً، وليسَ كجنْدلِ! |
وأما "خليل" الشِّعر والحُبّ والعُلاَ |
فَتَى الفنِّ "إبراهيم" ربّ التَرسُّلِ،
(7)
|
ومنْ مِثل "إبراهيم" شِعراً وفِطنَةً |
ومن كأبيه، كاملٌ وابْن أكملِ! |
و"حمران" من آدابُه وصِفاتُه |
تروقُ كزَهْر في مشارف جدولِ،
(8)
|
و"صالح عَبَّاس": وقد كان دائماً |
حَبيباً لأهْل الشعر كالمتفضِّلِ،
(9)
|
وضحّى لأجل الحق؛ لا مُتظاهراً؛ |
ولكنْ لأن الحقّ مبدؤُهُ الجلي |
و"صَبرةُ" مَن "داسَ العَذولَ" غزالُه |
مكرّا مفرّا "مدبّراً" غير مُقبلِ!
(10)
|
لقد هام في وادي مفاوز ظنّه |
فدعْه به يحسو أساهُ ويصطلي
(11)
|
وإن قالَ شيئاً بعدها سنذيقه |
عذاب الضَّنى. و"الهُدْهُدِ" "المتمثْعِلِ"
(12)
|
ولكنْ نَسيت "المرْونيَّ" و"قاسماً" |
ومِلْتَ عن "الكبسيّ" و"المتوكِّلِ"
(13)
|
وأين الفتى "القاضي" وأيْنَ "جَرادةٌ"؟ |
وأين ابنُ "لقمانِ" الأديب المكملِ؟
(14)
|
وهَل لكَ في ذكر "الفريد" وصحبه |
بسَفْح "ذَمارٍ" من بيانٍ مفصَّلِ؟
(15)
|
وقد عَزفتْ قدماً أناشيدُ مجدنا؛ |
وما برح للشعر أكرم معْقِلِ: |
وإن أنْسَ لا أنسى "مُصَوّعيَ" الذي |
شدا في رياض الشعر حُرّاً كبلْبلِ
(16)
|
ويا طَالمَا كنّا على البحرْ نَنْتشَي |
بأحلامنا.. أحْلى الأماني، ونجتلي؛ |
أخي قد بُلينا بالقَريض، بلادُنا |
لَه وطنٌ مِن "حميريٍّ" و"عَبْدلي"! |
ومذ بدأ التَّاريخ يَنْسجُ مَجْدنا |
تأوَّه يَرثينا بِشِعْر مُسلسلِ؛ |
وها نحنُ ما زِلنا ننوح تغرّباً |
ونبكي على ذكرى حبيبٍ ومنزلِ |
فحتّى متى تَبقى قوافي "بيوتنا" |
مُحنَّطةً في كهفها المتبتِّل؟ |
تجاهدُ كي تَحْيَا وتنهضُ حُرة؛ |
وتَرمي شظايا غَيظها المتململ! |
ومن حولها الأشباح أصنام رَهبةٍ؛ |
لكلِّ غويٍّ، أو جهولٍ مغفّلِ؛ |
فكم حاربوا بالخوفِ رأي مجدّدٍ |
وكم حطّموا رعباً يراعةَ مِقولِ! |