بَقية السيفِ أنمى في الورى عددا |
وهم يفوقون إن كاثرتهم ولدا! |
ا طاولَ الدَّهر ذو مالٍ. ولاَ ملكٌ |
موقد توزَّعه النُسَّاكُ والشُّهدا! |
ولم يحز شرفاً في الأرضِ غيرُ فتى |
في الحقِّ جاهد، أو لله قد عبدا؛ |
والخالدونَ هُم الشّجعان؛ إن صدقوا |
سيّان مَنْ صارع الأخطار أو زهُدا |
لا تسألنَّ لماذا؟ إنَّ بي ولَهٌ |
بالمجد فيه بذَلتُ الروحَ والجسدا |
مُذْ شَبَّ فيه شبابي، والسّنون على |
أصابعي تتهاوى في العُلا بِدَدا؛ |
عزيمتي لا أرجّي غيرها أحَدا |
ولا أحاذر إلاَّ المكر والفَنَدا |
وقد عرفتكِ يا دُنياي؛ فاطلبي |
شخصاً سواي يهابُ الهمّ والنكدا |
أنا اليتيمُ الذي ما طرّ شاربه |
ألاَّ وقد نالَ من دنياه ما قَصَدا |
وانقضّ كالصَّقر ندباً جامحاً حذرا |
تكادُ هِمَّتُه أنْ تهتك الأمدا..! |
وهأنا اليوم -رغم الشيب- قد نَسَجتْ |
إرادة الله عيشي ناعماً رغدا |
ولي من الحبّ صوتٌ في الضمير إذا |
ضَللت هَمْهَمْ حتَّى أعرفَ الرشدا! |
لا أعرف الحقدَ إلاَّ حين أنكره |
ولا أكاد أجَافي، في الوَرى أحدا |
حتَى الألى قد سَعوا ظُلماً لسَفْك دَمي |
سامحتُهم، والألى دَلّوا، ومنْ رصَدا.! |
لقد رأيتهم صفر الوجوه وفي |
عيونهم يتَوارى الذَّنب مُرتعدا! |
سأسأل الله في الدنيا لهم رشدا |
وأرتجي رحمة يوم الحساب غَدا! |
* * * |
يا من تحكّم في دنياه مُجتهداً |
هلا تمهَّلت؟ هَلاَّ كنتَ مُقتصداً! |
إن كنتَ أصبحتَ ذا جاهٍ تصول به |
"فهلْ سَتَبقَى زعيماً خالداً أبدا"
(1)
|
"فرعون: أنهاره من بعد مصرعه |
ظلَّت تعبُّ وما جفَّت له كمدا |
و"آل جفنة": لمّا حَان حَيْنهم |
لم ينخسِفْ حسرةً من بعدِهم "بَرَدى"! |
و"صقر باريس"؟ إذْ هيضَتْ قوادمُه |
لَمْ يبْكه "السّين" إشفاقاً، ولا نفدا |
وعرش "عُثمان" لما خَرَّ مُنْصدِعاً |
"بسفورهم" ظل يجري ضَاحكاً غَرِدا |
وسلْ "ستالين" و"الدوتشي" وسل "كَندي" |
ومَنْ تجبّر في "بَرْلين" مُجْتهدا! |
لكن؛ وهل قد طوى النسيانُ ذا عملٍ |
في "العَدْلِ" جاهد و"الإحسان" واضطهدا
(2)
|
أم أنَّ أسماءهُم ظَلَّت مُطهَّرة |
يستلهم الناس مِنها حكمةً، وهُدى |
"محمدٌ". و"عليُّ" و"الحسين" وقَدْ |
كانوا "لعيسى" و"موسى" و"الخليل" صَدَى |
ماتوا؛ ولكنهم في العالمين بقوا |
أجلّ ذِكراً وأنمى في الورى عددا |