شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
523- بقيَّة السَّيف
[قرات في كتاب "البصائر والذخائر" لأبي حيان التوحيدي (ص489- السّفر الأوّل) ما يلي: قال عليّ رضي الله عنه: "بقية السيف أنمى عَدَداً، ليتَه أخبر عن السبب فإنه أعجب من الخبر..إلخ"، فاستَعْبرت وقلت]:
بَقية السيفِ أنمى في الورى عددا
وهم يفوقون إن كاثرتهم ولدا!
ا طاولَ الدَّهر ذو مالٍ. ولاَ ملكٌ
موقد توزَّعه النُسَّاكُ والشُّهدا!
ولم يحز شرفاً في الأرضِ غيرُ فتى
في الحقِّ جاهد، أو لله قد عبدا؛
والخالدونَ هُم الشّجعان؛ إن صدقوا
سيّان مَنْ صارع الأخطار أو زهُدا
لا تسألنَّ لماذا؟ إنَّ بي ولَهٌ
بالمجد فيه بذَلتُ الروحَ والجسدا
مُذْ شَبَّ فيه شبابي، والسّنون على
أصابعي تتهاوى في العُلا بِدَدا؛
عزيمتي لا أرجّي غيرها أحَدا
ولا أحاذر إلاَّ المكر والفَنَدا
وقد عرفتكِ يا دُنياي؛ فاطلبي
شخصاً سواي يهابُ الهمّ والنكدا
أنا اليتيمُ الذي ما طرّ شاربه
ألاَّ وقد نالَ من دنياه ما قَصَدا
وانقضّ كالصَّقر ندباً جامحاً حذرا
تكادُ هِمَّتُه أنْ تهتك الأمدا..!
وهأنا اليوم -رغم الشيب- قد نَسَجتْ
إرادة الله عيشي ناعماً رغدا
ولي من الحبّ صوتٌ في الضمير إذا
ضَللت هَمْهَمْ حتَّى أعرفَ الرشدا!
لا أعرف الحقدَ إلاَّ حين أنكره
ولا أكاد أجَافي، في الوَرى أحدا
حتَى الألى قد سَعوا ظُلماً لسَفْك دَمي
سامحتُهم، والألى دَلّوا، ومنْ رصَدا.!
لقد رأيتهم صفر الوجوه وفي
عيونهم يتَوارى الذَّنب مُرتعدا!
سأسأل الله في الدنيا لهم رشدا
وأرتجي رحمة يوم الحساب غَدا!
* * *
يا من تحكّم في دنياه مُجتهداً
هلا تمهَّلت؟ هَلاَّ كنتَ مُقتصداً!
إن كنتَ أصبحتَ ذا جاهٍ تصول به
"فهلْ سَتَبقَى زعيماً خالداً أبدا" (1)
"فرعون: أنهاره من بعد مصرعه
ظلَّت تعبُّ وما جفَّت له كمدا
و"آل جفنة": لمّا حَان حَيْنهم
لم ينخسِفْ حسرةً من بعدِهم "بَرَدى"!
و"صقر باريس"؟ إذْ هيضَتْ قوادمُه
لَمْ يبْكه "السّين" إشفاقاً، ولا نفدا
وعرش "عُثمان" لما خَرَّ مُنْصدِعاً
"بسفورهم" ظل يجري ضَاحكاً غَرِدا
وسلْ "ستالين" و"الدوتشي" وسل "كَندي"
ومَنْ تجبّر في "بَرْلين" مُجْتهدا!
لكن؛ وهل قد طوى النسيانُ ذا عملٍ
في "العَدْلِ" جاهد و"الإحسان" واضطهدا (2)
أم أنَّ أسماءهُم ظَلَّت مُطهَّرة
يستلهم الناس مِنها حكمةً، وهُدى
"محمدٌ". و"عليُّ" و"الحسين" وقَدْ
كانوا "لعيسى" و"موسى" و"الخليل" صَدَى
ماتوا؛ ولكنهم في العالمين بقوا
أجلّ ذِكراً وأنمى في الورى عددا
بروملي: 25 ذو القعدة 1399هـ
16 أكتوبر 1979م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :347  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 553 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج