| رحمَ الله "مصطفى" البارزاني |
| فلقد كانَ منْ عيونِ "الزَّمان".! |
| عاشَ مُسْتَبْسلاً نضالاً، ونَفياً |
| واغْتراباً، ومات "بالسرطان" |
| وهو نسلُ الأباةِ مثل "صلاح |
| الدين" أوفى، وأشجعِ الفِرسَانِ |
| ثارَ في قومه مراراً.. ليحْيوا |
| أمة "كالأتراك". و"الألبان" |
| * * * |
| عَجبي كَيْفَ لِمْ يُصخْ لنداء الْعَقلِ |
| ...حُرّاً يَدعُوه من "بَغدان"..؟ |
| كيف لم يَنْس عِرقَه ويرى في |
| وحْدةِ الدِّين، وحدةَ الأوطانِ؟ |
| وَطَنُ "المسلمين" ليس بحاراً |
| وجبالاً، بَلْ مِلَّةٌ، ومعاني |
| وطنُ "المسلمين" لَيْس تُراباً |
| يُقْتَنى عَن "قَحْطان" أو "عدنان"! |
| وطنٌ، لا يُقال هذا "عراقيٌّ" |
| وهذا "كردي"، وهذا "يماني" |
| وطنٌ فيه الحبُّ والخيرُ للنّاس وصِدق الخضوع للدّيانِ |
| والمُسَاواةُ في الحقوق.. وأنْ لا |
| يَعْتدي إنسانٌ على إنسانِ! |
| لَو بِغيِر "الإِسلام" نادى "صلاح الدين". فازتْ كتائب "الصُّلبان"! |
| * * * |
| "مصطفى" قِصة التمرد في عَصْر التَّواني، والخوفِ. والخذلان |
| آه.. لو كانَ يومَ "حطّين" حيّاً |
| كانَ أدنى الورى إلى "السُّلطان" |
| وقرأنا عَنْه الأحاديثَ تُرْوى |
| عَن "فلان" وعن "فلان الفلاني": |
| كيف لَمْ يُصغ للهوى. وتَفَانى |
| حبُّه للجهاد، والإِيمان..! |
| بينَ "قُدْسِ" المِحْراب حُرّاً يُصلِّي |
| أو هُماماً يَجول في الميدان |
| كل ما يَصطفيه سيفاً، ورمْحاً |
| وكتاباً يُقْنَى. وسَرْجَ حصان! |
| * * * |
| آه.. لكن وفي الملَفات تَبْكي |
| حرقات الطموح. والخسرانِ |
| ثم عهد الوفاء مَزقهُ المكر خضوعاً لِرقبة الشَّيطان!! |
| * * * |
| لم يَزَل مَصْرع الشَّهيد أخيه |
| قبل ستين، وهو في الْعُنفوانِ |
| حُلماً إن غَفَا، وذِكْرى إذا صَلَّى |
| ولَحناً إذا صَبَا للأغاني |
| قَبْره والآياتُ تُتْلى عَليهِ |
| ودموع الأبطالِ والشجعانِ |
| ظلَّ ظِلاًّ له يُناجيه إنْ خَانَ |
| صديق.. أو باء بالحرمانِ |
| ها هُنَا بيتُك الأخير ولكنْ |
| لُذ بكهفِ الإِيمان. والكتمان! |
| كانَ يدْري بأنَّه سَيُسَجَّى |
| جنبه في تُرابه "الإِيراني" |
| بعد أن تَثْأَر الشَّريعة من كل ظَلُوم، أو فَاسِق، أو جبان |
| وتسير الحشود تجأر: لَنْ نَخْضَعَ إلاَّ لراية "القرآن"..! |
| والعجوز الفقيرُ: يعنو له "الشاه" طريداً، ويفْزَع الثقلانِ |
| "الخميني" قالوا: فَخَدَّر بالرُّعب صواريخ البَطشِ والطغيان |
| "جنرالات" الجيوش هَانُوا وذلوا |
| وأتوا مُهْطعين كالعِبْدان! |
| لم يُفدهمْ "صاروخُ" بطشِ، ولا ما. |
| عِندهم مِنْ "رَادَار" أو طَيَران!. |
| والعجوزُ "الكُردي" يُصغي إلى الأخبار، في عبرة، وفي اطمئنان |
| قال: هاتوا الْيراعَ أبعث عَنْ صدقٍ. إلى صاحبي أحرَّ التَّهاني |
| كانَ يرجو: بأن يراه عجوزٌ |
| وعجوزٌ بالنَّصْرِ يَحتفلان |
| وعلى ذلك الثرى، وعلى أنْقاضِ . |
| "كِسْرى" و"الشَّاه" و"الإِيوانِ"، |
| يستعيدان ذِكْريات المآسي. |
| وهُمُومَ الماضي. فَيَعْتَنِقانِ! |
| غير أنَّ "الديَّان" قد كَتَب القِصَّة رَمزاً للمجد في كل آنِ |
| أن يعودَ "الشجاع" "نَعشاً" وأن يرجع، لا خاضِعاً، ولا متواني |
| وألوفُ العمائم الحُمْر تَزهُو |
| في سفوح الجبال، والوديان |
| يرقبونَ الذي تمنَّى وعانَى |
| كلَّ ما يَستطيعه أن يُعاني |
| لَهمو.. غيرَ أنَّ كلَّ قوى الأرض، بلا رحمة. ولا وجْدانِ |
| وقَفَتْ ضدَّهُ، ولمَّا تُوفيَّ |
| رَحَّبتْ كُلُّ الأرضِ بالجثمانِ!! |