شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
503- زهور اليَمَن!
اليمَنُ.. السعيدَهْ
بلادُهُ.. العنيدَهْ..!
ما بَرحَتْ في قلبهِ
ِقَريبةٌ.. بعيدَهْ..!
غادَرها.. وسنُّه
جَاوَزتِ "الثَلاثينْ"
بعدَ حياة كلها
تَفْهَقُ رُعْبا وحنينْ؛
وبسمات، وأنين؛
والجِد والمجون
والسحرِ يَنْدىَ بالجمال
في الزُّهور، والعيونْ
* * *
 
اليمنُ السعيدهْ. كانَتْ ولَمْ تَزَلْ
"مزْهرةَ" الفصولْ؛
كل "الفصول" "الأرْبَعَهْ"..
لكنها كانتْ.. ولم تَزَلْ
زهورُها مَجْهولَةٌ؛
مُهمَلَةٌ مضيَّعَهْ..!
مَتَى مَتى قَدْ حفلَ الأنامُ
بالناسِ في اليَمنْ؟
أوْ؛ بِالزهور.. في اليمنْ!؟.
* * *
زهور "صيف". أو "ربيع". أو "شتاء" أو "خريفْ"!
إنْسيِّةٍ تروقُ أوْ.. وَحشيَّة.. تُخيف!؟
متى.. مَتى.. قَدْ رَصَدَ الناس الزهورَ في اليمنْ..!
فوقّعوا، جَمَالَهَا ألحانا.. وقطَّروا أريجها عطورا..!
واستلهموا ألْوانَها أشعاراً:
 
عن زَهْرةِ "الربيع"
تَنْفُضُ عَنْ أجفانِها
مخاوفَ "الخريفْ"
وعِطْرها العَفيفْ
يَسْطعُ في ذلٍّ شريفْ!
مُعبراً عن ألَمٍ عنيفْ؟!
* * *
هَلْ صَوَّروا بِفَنِّهِم
ورْدةَ "صيفٍ" يانِعَهْ؟
تَحضِنُ في أحشائِها
طِفْلَ الأماني الجائِعَهْ؛
ولَهفات التائهينْ
خَلْفَ الظنونِ الضائِعهُ؟
تَبْكي على العشاقْ
وتُحْرق الأشواق
حُزْناً.. عَلى "الميثاق"!؟
* * *
 
وزهرةٍ مروَّعَهْ.. "تشرين" لاشى نَشْرَها
فسكبتهُ.. باكية على القبور:
تلك القبور الضائِعه
قبور مَن ماتوا وفي. قُلوبهم زهورْ
زهورْ نُورْ.. من الدموعِ والشعورْ
تَرْثي "الفصول الأربعهْ"
في أرْضِها.. "السعيده"!
* * *
وزَهرةٍ أرهقها "الشتاءْ"..
وقَدْ سقَاها طَلُّ "كانون" نَداهْ..
لكنها قد عافَتِ "البقاء"؛
وسئمتْ مَتَاعِبَ الحياهْ؟
ونَحْو "نَيْسان" هَفَتْ.. تُشَافِهُ الفناءُ..
 
كأنه "صَلاهْ"؛
كأنه رُوحُ الحياهْ
تَضَرجت شهيدَهْ
كَرِيمة؛ عَنيدَهْ
وحُـرةً..
سعـيـدهْ!
* * *
"صنعاءُ" لم تَزلْ
رَاهِبَة "الزهور"
تغْرسُها عِندَ الأسى
وَحْشيّة مُقَنَّعهْ!
وتارة تزفّها
زاهيةً مُلمَّعَهْ!
لِلـخـلّ
والحبـيـبْ..!
وَقَدْ تُجيدُ نظمها
في باقةٍ مرصعهْ؛
ومَظْـهـر
قشـيـبْ
لكنّها في سرّها
موهونة مُصدّعهْ؛
وبالدموع مُترعَهْ
تَروي المآسي الموجعَهْ؛
للشَّـاعـر
"الغـريـب"!
* * *
والشاعرُ الغريبْ..
يقدس الزهورْ
كأنّ رُوحَهُ
قَدْ صِيغ مِنْ عطرٍ ونور!
 
فهو يقدس الزهورْ:
كأنّها جميعاً.. وحشيةً، أو طَيعهْ:
عَلى ضفافِ النَّهر.. أو، فوق الذّرى الممتَنِعَهْ
وفي "الفصول الأربَعَهْ"
قَدْ خُلِقَتْ لَهُ
أوْ.. ولدَتْ مَعَهُ!
بروملي: 27 ذي القعدة 1398هـ
29 أكتوبر 1978م
 
طباعة

تعليق
 القراءات :537  التعليقات :0
 
الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 533 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.