| عن العروبة حيِّ الحقَّ متحدا |
| وحيِّ مَن ناضلوا من أجله أسُدا |
| "بغداد" ترقصُ من بشرٍ ومن فرحٍ |
| وفي "دمشق" يُغنّي بهجة "بردَى" |
| و"القدس" تدفن أمس الذل خاشِعةً |
| وترتجي "بعثها" بالانتصارِ غدا |
| وتلك غايةُ سؤل "العُرب" قاطبَةً |
| ومبتغى كلِّ حُرٍّ ثارَ واجتهدا |
| من استَعدَّ بصاروخٍ،ومن هدَرتْ |
| له القوافي، ومن صَلَّى، ومن جحدا |
| "بنُو العروبة" عندَ "القدس" ذو رحم؛ |
| سيان مَنْ "دَق ناقوسا" ومَنْ "سجدا" |
| * * * |
| "بغداد" كانت؛ وما زالت منار هدىً |
| لِلْعالمين؛ وفيها جنة الشُّهدا |
| ثرى "علي" و"زيد" و"الحُسين" ومَنْ |
| ثاروا على الظلم؛ أَنَّى كان أو وجدا! |
| "صنعاء" عنها روَتْ أحلامَ "ثورتها"؛ |
| وإن يكنْ قد تلاشى حلمُها بددا..
(1)
|
| والحقّ للشعْبِ مَنْصوراً ومنهزِماً؛ |
| والنصرُ ما كانَ لِلْمَعْروفِ، أو خَلدا |
| "ووحدةُ العرب" ميثاقٌ نُقَدسه؛ |
| ودونها لا نُبالي أن نموت فِدى! |
| "دمشقُ" غَنتْ لها في القَيد يحكُمُها |
| "جمالُ"؛ لم تَرهب الإِرهابَ والكَبَدا؛
(2)
|
| و"مَيْسلُون"؛ وذكْرَاها تقول لنا: |
| إن المواعيد كانت كلها.. فَندا..
(3)
|
| قد مَزقوا بعدها الوادي، وقد جعلوا |
| مِنْ "وَعْدِ بِلْفور" أعذاراً ومعتمدا! |
| نحنُ الألى قد أعنَّاهُمْ بفرقتنا |
| وبالغُفولِ، وما لمْ أحْصِهِ عَددَا؛ |
| إذا الْتقى أُمنَاء الحقّ واتَّحدوا |
| توحدتْ رغبةُ القطرين واتَّحدا |
| "القدس" يا قومنا؛ ماذا أقولُ؟ إذا |
| ضاعَتْ؛ فَقَدْ ضاعَ عِرضُ "العُرب" وانْجَلَدا |
| قضيةُ العُرب؛ "بيتُ الله" "مُهجتُها" |
| و"القدس" كوَّنها الباري لها "كبدا" |
| "الْقدس" قبلةُ من لله قد خضعوا؛ |
| ليسَتْ لِمَنْ قدَّس الطَّاغوت، أو عبدا |
| "القدس"؛ ملكُ بنيها؛ مَنْ توارثها |
| عن جدِّه؛ أو بها قد عاشَ؛ أو ولدا |
| ليستْ لِمَنْ جاءَ من "نيورك" أو "جنوَى" |
| أو من "سيبيرْيا"، أو "اليونان" أو "كندا" |
| إن كان أحرقهُمْ في "الرِّيخِ" طاغيةٌ؛ |
| فلْيأخذوا -عِوضاً- "بَرْلين" لا "صَفَدا" |
| * * * |
| يا قادة "العُرب"؛ عينُ الله تنظركُمْ |
| إذا اجتمعتم "ببغدادٍ" وقدْ رَصَدا!! |
| لكمْ؛ ومنكمْ؛ وفيكم؛ فارحموا بَلداً |
| وأمةً، وانصَحوا من شذَّ أو فسدا! |
| كونوا جميعاً؛ وصوت الحق راشدُكمْ |
| وحَكِّموا العَقْلَ، والتاريخ، والرَّشدا |
| "تَطوان" في "القدس" تدعو "مكَّةَ" ولها |
| من "خَالدٍ" "فيصلُ" للعزْمِ قد عَقَدا |
| "جزيرة العرب" ترجو "العَدْل" مُتحدا؛ |
| لا ترْتَضي "الحلَّ".. مَظْلوماً؛ ومُنْفردا! |
| * * * |
| إن شرَّدَ الحزنُ شعري؛ فهْو "مُلتزمٌ" |
| في كَهْفِ "غُربتِه"؛ مستبسلا، جَلدَا؛ |
| يُحصِي الثواني.. بأوزانِ مُرتلةٍ |
| تُوقِّع الحق لَحناً، صَادقاً.. غَرِدَا |
| إذا شدا هَمْهَمَ "العيُّوق" مُرتجفا |
| وتَمْتَمَ "القَمَرُ" المحمومُ، وارتعدا! |
| أنا الذِي تِهْتُ في الآفاقِ أبحث عَنْ |
| أهل الحَنانِ.. ولكنْ لم أجِدْ أحدا! |
| لِلشعْر أخلَصْتُ ما أختارُ من كلِمي؛ |
| أهدْهِدُ الحزن والأشجانَ والكمَدا |