شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
491- ماذا يريد القُصيمي
صدرَ في "باريس" كتابٌ ضخمٌ للأستاذ عبد الله القصيمي سمّاه "العَربُ ظاهرةٌ صوتيَّة"،! ولو أنَّه قد صبَّ جام غضبه على وضع الأمة العربية. "الحاليّ" ولام ما هي فيه من تمزُّق وتخاذُل، وشتات لاعْتَبَرْنَا كلامَهُ مِنْ باب الغَيرة والتَّوجيه! ولكنَّه قد سخر من "العَرَبِ" كجنسٍ منذ خلقوا، وإلى أن يفنى الوجود، حَقَّرهُمْ كُفّاراً، ومشركينْ؛ ونصارى، ومُسلمينْ، وقوميِّين، وبعثيينَ، وشيوعيِّين؛ وجهّالاً، وعلماء، وفقراء، وأغنياء، وشعراء، وأنبياء، وغزاةً فاتحين، ومُستضعفين مستعمرين، وفلاسفة وأطباء، وكتاباً وخطباء وقال إنَّهم: لَمْ، ولَمّا، ولن، يصلحوا لشيء في الحياة؛ لا قبلَ الإِسلام ولا بعد الإِسلام. ولا، ولَنْ يكون ذلك في يوم من الأيام؛ وجرَّدهم -طبعاً وغريزة- عن كلِّ فضيلة، وألصق بهم -فِطرةً، وخَلْقاً- كلّ رذيلة، وبلُغةٍ بذيئة فاحشة، وخَنّى لغوي لم أقرأ مِثْلهُ لِكاتب قط؛ وقد سخر بالنبيّ صلى الله عليه وسلم، والقرآن الكريم، بل وبالثابت الوجود. تَعالى الله علواً كبيراً، وهَجا الأبرار، والزُّهّاد، وزعماء الإِصلاح، وهزأ بالإِسلام، والقَضية الفلسطينية، وشتم اللغة العربيَّة؛ وكل آثارها العلميَّة، والفقهيَّة، والأدبيَّة قديماً وحديثاً؛ وفي أسلوب مُملّ مكرَّر يمكنُ تلخيص إقذاعِه، وشتائمه، وسفاهتِه، وافتراءاته، في خمسين صفحة بدلاً من تلك الثرثرة التي سوَّدت بياض ثمانمئة صفحة.
وقد طُبع في "باريس".! ولا شكَّ أن القُوى المعادية للإِسلام، والعرب قد نشرتْهُ كيداً، ونَصْباً، وعداوة وإفساداً، وقد تكلَّف "القصيمي" كل ما يطبقُه من بلاغة وثرثرةٍ، وإسْهاب، واستعمل كل ما حوته قواميس اللغة من ألفاظ وعبارات البذاءة، والفُحش والخَنَى، التي يستحي كل ذي ذوقٍ سليم من استعمالها؛ ولا سيما ضدّ لغتِه ومقدساتها!.
إنَّني لأخجَل أن أقتبسَ من عبارَات "القصيمي" ما يبرر شدَّتي وقسوتي عليه.. عند أولئك القرَّاء الذين لم يَتَسَنَّ لهم قراءة كتابه "العرب ظاهرة صوتيَّة".. وحَسْبي -وأستغفر الله- أن أنقل ما يمكن اعتباره أرقّ، وألطفْ، ما تفوَّه به ذلك العُتُلّ الجحود، قال في ص798-799 ما نصَّه:
"إن الحِقدَ، والقُبحَ، والغباء، والفُحشَ، والسَّفاهة، التي لا بدَّ أن تكون بكلّ السخاء في أصوات أنبياء وزعماء، وقادة وشعراء، وعباقرة أمَّتي "العربية" في "نبواتهم، وشاعريّاتهم وعبقريّاتهم لَنْ يكون منها شيء في أصوات التصادم بين أجساد الأشياء؛ أليسَتْ إذن أصواتُ التصادم بين أجساد الأشياء متفوِّقة جدّاً- بكل تفاسير التفوق على أصوات عباقرة وأنبياء أمَّتي العربيَّة؟" "الَّتي لا تستطيعُ أصواتُ نبوَّاتها، وعبقريّات آياتها، وسورها في كتبه المنزَّلة، وصلواتها المتضرِّعة لآلهتها المتوحشة "أن ترتفع إلى أصوات الطُّبول والكائنات الصَّاهِلَة أو الْهادِرَة أو النَّاعبة، أو الناعقة" إلى آخر البذاء الذي تقشعر عند سماعه جلود المؤمنين:
لقد أثارني الكتابُ؛ فقلتُ أردّ عليه مُستعملاً بعض "الألفاظ التي استعملها" جزاءً وفاقاً:
1- تَقْديم:
ماذا يُريد "القصيمي"
بلُغةِ "القُرآنِ"؟
ماذا يُريدُ "القصيمي"
بالعَدلِ والإِحْسانِ؟
لم يُبق لفظاً بذيئاً
ًلِذلةٍ، وهَوانِ
إلاَّ رَمَاهُ جَسُوراً؛
بالزور والبهتان
على "العروبة"، و"المســــْــــلمين"، و"الإِيمان"!
على "المبادئ" طُرا،
و"الشِّعرِ" و"الأدْيان
مُكرّراً، ثَرْثاراً؛
باللَّغو، والهذيان
* * *
 
على شريعةِ الحياة.. والفنِّ؛ والبيانْ؛
على قداسةِ الجمالْ.. ومُثلِ الإِنسانْ؛
على مبادئ الإِحسانْ… والرَّفضِ، والنّكرانْ!
و"الجَهْل"، والعِرفانْ.. والبُغض والحنانْ
على "قوانين" البقاء:
"حرية" "التفكير".. حرية "الكلام"
حرية "العبادة"
حرية "النقد"، ونُصْحِ الحاكمينْ؛
حرية "الثورةِ".. ضدّ الظالمينْ؛
حرية "الإِيمانِ"..؛.. "لِلْكائن" "الإِنساني".
* * *
 
لكنَّه "القصيمي"
محطِّم "الحرياتْ"
وقاتلُ "المبادئ"
والشعر والجمالْ
والحبّ، والفنون،
وشغف الأوطانِ؛
قد سَامَها في "الظــــاهِرَة".. بكلمات "فاجرَة"
خَسِيسَة، وعاهرة.. ما قالها مُسَيلَمَهْ..؛
ولا هَذَى بمثلِها.. "الأسْوَدُ" "الصَّنْعاني"!
 
2- لَوْ كَانَ "عِبْريّاً":
لو كان "عبْريّاً".. تراهُ سيقول
عن فئة "اليهود"، و"الصهاينة"
ما قَالَهُ في "المسلمين" و"العَرَبُ"
وفي "النبيّ العربي"؟؟
ويَصِمُ "الوَصايا".. بالفسْق والفجورْ
والعُهْر والخنى، والويْلِ والثبورْ
والجهلِ، والفساد.. والغشِّ، والخسرانِ؟
 
3- لَوْ كَانَ "بُوذِيّاً":
لو كان "بوذيّاً".. ويعبدُ "البقَرْ".؟
ماذا تراهُ سيقولْ.. عن لُغة "الهنودْ"؟
وشعرها وفنِّها.. وعَزْفِها ونَوحِها
وعن "أساطير" لَها "مَزْبورَهْ"
وعن خرافاتٍ لها مأثورَهْ؛
من عهد "بوذا" وإلى "طَاغورْ"..؟!
أَيَبْصُقُ الفُحش على آدابهم؟
ويُفرغ الأحقادَ قيئاً نتناً..؛
على صلاتهم، وصومهم؟ وزهدهم، وسحرهمْ؛
وأجمل الأشعار في ألحانِهِمْ
كما هَذى بلغة "البصاقِ"؛
والقيح، والشتائم؛
يلعنُ شعرَ لغة "اليمن"
و"مصر"، و"العراق"
وثَلَبَ الأفذاذَ أجْمَعينْ؛
والأنبياء المرسلينْ.!
و"المتنبي" العظيمْ… أعجوبة الزَّمانِ؟! (1)
 
4- لَوْ كَانَ "رُوسيّاً":
لو كانَ "روسياً"، تُراهُ سيقولْ:
في "بُوشْكينْ" و"لِينينْ"؛
وعن "تولُوسْتوي"؛ "الحرْب والسَّلامْ"
والألمعيّ "جُوركي"؛ و"الأمّ" دِيوان الحياهْ
وسائر "العباقِرهْ"
و"مارك"، و"الرفاق" و"القياصره"؛
ما قالَهْ في "شِعرنا".. وسُور "القرآن"…؟
 
5- لَوْ كَانَ "إيطاليّاً":
لو كان من "إيطاليا".. مَاذا تراهُ سيقولْ؛
في العبقريّ "دَانتي"؟
هل سيَصبّ سخطه الأثيم
على "مؤلف" الجحيم
وهي التي قدْ شابَهَتْ؛ في "الفكر" و"التَّصْوير"؛
واقْتبستْ، أو زاملتْ؛ في "القَصْدِ"، و"التعبير"؛
والْفنِّ، والخَيالِ.. رسالة "الغُفران"؟
 
6- لَوْ كَانَ "فارسيّاً":
لو كان من "فارس"… هلْ سِيِلْعَنُ "العجَمْ"؛
ويَشْتم "الآيات" و"الأكاسرهْ"
ويسحقُ "الإِيوانا"، وذكريات "البحْتري"
ويَبْصقُ "الخَيَّامَ".. بقيءِ نثرِهِ الخسيس؟
ويَنفُثُ الخَنى.. مِنْ حقْدِهِ الدَّفين؛
على جمال الشعر.. والحبّ والحنينْ؛
فلا "رباعياتْ".. ولا غرامْ
لا كاس.. لا مَدام.. لا حُب.. لا هيامْ؛
وينثني؛ فيَسحقُ "الفردَوسى"؛
ويشنقُ "الشِّيرازي"؛!
لا "شاه نَامَا".. لا حروب؛ لا سلامْ؛
لا مُلك، لا تاريخ، لا "إمامْ"؛
لا حقّ، لا أثامْ؛ لا حِلّ، لا حرامْ؛
ليس.. سوى.. ما يعرفُ "القصيمي"
في ربعِهِ الجديبْ… وهو الكئيبْ
الحاقد، الأديبْ الحائر، الجحُود؛
من ضاعَ طِفلاً؛ هذى "مُراهِقا"؛
مضلِّلاً منافِقاً.. في "مسرحِ" "الصِّراعْ" (2)
وثارَ فَطِناً فحطَّم "الأغلالَ"؛
ثمَّ.. "بلا عقلٍ".. عَقَلْ!
ثم هوى.. في بؤرة الفَشَلْ
يهذي بلا خَجَلْ.. في الخالق الديّانِ!؟
 
7- لَوْ كَانَ "يُونانيّاً":
لو كانَ من "مَقْدونيا"… وهي الَّتي قد أنجبتْ
"إسكندرَ" الفلاسفَة؛
هلْ ستراهُ.. يلْعنُ "اليُونانا"؟
ويَبصُقُ الفُحْشَ على "آثارها"
وينفثُ القيحَ على "أشعارها"
يفنِّد "الإِلياذَه".. ويَشْتُمُ "الأُديسَّا"؛
و"أرسطو".. والآخرين..
"بقراطُ"؟ ما "بقراطُ"؟ سقراط؟ ما "سقراطُ"؟
ومن هُم "الفلاسفَة".. يا سيِّدي "القصيمي".؟
"سقراط" سَفّ "السمّ" سَاخراً.. همامْ؛
ليسَ لأنَّه عليلْ.. لكِنْ لأنَّه "إمامْ"!
قد كرهَ "الحربَ"، ومجَّد "السلامْ"
ومثله "ابن حَنْبَلْ".. فضَّل أن يُجْلَدَ "بالسياط"؛
تَمَسُّكَاً برأيِهِ:
في "الفَرْقِ" -فيما- بينَ؛ "أَوْحَى"؟ و"خَلَقْ"!
لكنَّ ذاك كلّه.. في نظر "القصيمي"
جميعُه هراء.. في لغة البذاء
وهيَ لهُ سليقَهْ، ولَهْجَةً عتيقَه؛
أتقنها.. لا فِطْرةً.
وهو الَّذي باللَّفظ، والغريزَة؛
من بلدة "نجديَّةٍ" عزيزة
حاول أن يُزْعجها بفُحشِهِ
فصرفت أسماعها عن بِهْتِه
فلَم يجدْ لِحِقْدِهِ الأَثِيمِ… وزُورِهِ الزَّنيمْ
إلاَّ مَواخيرَ الضلالْ؛
لصوت وحي الرُّوحْ
يهمس في "مزْمُورْ"
أو عن صدَى "إنجيل"، أو عَنْ هُدى "فرقانِ"؛
أو شاعر فنَّان.. على مدَى الأَزْمَانِ؛
عَنْ "هوميروسْ"، أَوْ "أبي العَلاَءِ"
أو عَنْ "عليّ".. أو "تولوسْتوي"
أو "مُصْطَفى" في "وحيه" الإِنساني (3) ؛
أو في "نبيّ" المجْتَبَى "جُبرانُ" (4)
 
8- ماذا يُريدُ مِنَ "العرب":
ماذا يُريدُ الكاتبُ "القصيمي"
قد شَتَم الأديان.. أدْيَانَ "العَربْ"؛
ولَعَنَ الأحزاب.. أحزابَ "العَربْ"؛
وحَقَّر العلومْ.. علومَ لُغة "العَربْ"؛
و"شرشحَ" الفنونَ… فنونَ أدبِ "العَربْ"!
"عيسى" أهانَهُ؛
لَيْسَ لأنَّهُ… "نبيَّنا" النَّصْراني
لكنْ لأنَّ "عَرباً"… قدْ مَجَّدُوا "إنجيلَهُ"
ونطقوا آياتها.. بلُغَةِ "العَربْ"!
ومِنْهُموا "جردَاقْ"، و"الرّيحاني"
و"اليازجي" و"الشَّاعر" "البُسْتاني"
وقالَ في "الرُّهبانِ" رُهْبانِ "العَربْ"؛
ما لا يقولُ مثلَهُ.. إلاَّ عُتُلّ؛ قلبُهُ:
يَخْفقُ بالبَغْضاء والشنآن
وقال في "محمد" و"المسلمين أجمعين"؛
ما لا يقولُ مثلَهُ.. إلاَّ مشوّه الطِّباعْ؛
ومارق التفكير واللسانِ
من لا يُجيدُ لغةَ "العَرَبْ".!
وليس يدري "السرّ" في "إعْجازها"
ولا فنونَ نثرها.. ولا قوافي شعْرها؛
قد طَبَعَ الحِقدُ على فؤادِهِ؛
غشاوة الضّلالِ والخسرانِ
 
11- العربُ كُلُّ العرب: عارٌ على التاريخ!
[عند القصيمي]
قد قالها "القصيمي"؛ واضحةً صريحة؛
إنَّ "العَربْ"؟ كُلُّ "العَربْ"
على مدَى الزَّمانِ.. عارٌ على التَّاريخ..!
بِفَنِّهم، وشِعرهم، ودينهم
مغفَّلون، سُفهاء، لا يَستَحقُّون الحياهْ..!
"فمُسْلِمُ العربْ"، مثل "مَسيحيّ العرب"،
مثلُ "يَهوديّ العَربْ"، مثلُ "شيوعي العَربْ"..
ومثلُ "قوميّ العربْ"، ومثلُ "بعثيّ العَربْ"؛
حثالةٌ موبوءةً.. بلا خَيالٍ، وبلا إحساسْ؛
لأنهمْ يَحْكُونَ لُغَة "العربْ"
وهكذا قد قالها "القصيمي".. "بلا ضميرٍ" أو حياء!
قد قالها صريحةً عَنْ "العربْ"؛
بأنَّهم.. وكلّ ما يَمْتَلِكُونْ
من "دين"، أو "تاريخ" أو "فنونْ"؛
وشعراءْ، وعلماءْ.. وقادة، وأنبياءْ؛
وكُتبٍ مُنَزَّلهْ.. "حثالةٌ مَوْبُؤةْ"
قد قالها "القصيمي" عَنِ "العربْ" كلِّ "العَرَبْ"
على تتابع الزَّمان!
لأنَّهُم.. فَقَطْ.. لأنَّهم.؛
يَحْكُونَ "لُغَةَ العربْ"، وهُمْ "عَربْ"؛
قد قالها "القُزَيمي" الحاقد "الأناني"
12- أَمَّا "إسرائيل"!
لكنَّ "إسرائيلْ".. حكُومةً.. لا شِرْعةً؛
أبناؤها..؛ غَيرُ "العَربْ"؛
بَلْ مَنْ تَوافدوا.. مِنْ أُمَمِ الغَرب عَلَى أَرضِ "العَرَبْ"
"محترمونَ"، "خَالدُونْ"، و"علماءُ" "قادرونْ"
في نظرِ "القصيمي".!
لأنَّهُمْ.. لأنهمْ.. فَقَطْ!
لا يَعْرفونَ "لغة" "العربْ"
ولا يُفكِّرونْ… كما يُفكِّر "العَرَبْ"؛
وأنَّهم.. ما سَرقُوا "العرب"، وغَلبوا "العَرَبْ"
إلاَّ.. لأَنَّهُمْ.. لا يعرفونَ لُغَة "العَرَبْ".!
وهكذا.. بلا حياء.. قد مجَّدَ "الصَّهاينةْ"!
ولَعَنَ "العُبُورْ"، و"حقَّر العُبُورْ"
لأنَّ أبطال "العبورْ".. يحاولون أوْبَةً
إلى ديارهم:… أرضِ "العرَبْ":
في "القُدْسِ"، أو في "مصْر" و"الجُولاَنِ"؛
وبعضهمْ قد حَقَّق "العبور"؛
فهمْ إذنْ.. مُغَفَّلونْ. "مُسْلمونْ".!
بلُغةِ "القرآن" يَنْطقونْ
يرتجون الغُفرانَ في "رَمَضانِ"
ويريدونَ العدلَ للإِنسانِ
وهمُو يؤمنونَ بالرَّحْمَنِ؛
و"القصيمي"، يدينُ بالكُفْرانِ؛
يتحدَّى بحقْده الحيواني
كلُّ حُرٍّ؛ في "مصر" أو "لبنان"
أو "ببغداد"، أو ربَا "تَطْوانِ"
لا يبالي "النجْدي"، ولا "بالْيَماني"
أو "فلسطين".. منبعِ الأدْيانِ
 
13- لا يُحَقِّرُ "القصيمي" إلاَّ "العرَب"!
"الفرسُ" و"الرومان"، و"الهندُ"، و"اليونانُ"
و"الرُّوس"، و"الألمانُ"، و"الصين"، و"اليابانُ"
و"الإِنكليز"، و"التَّتَر"، و"الأمريكْ"، و"الغجَرْ"
انهزَموا، وانْتصروا، وقُتِلوا، وَقَتَلوا
وآمنُوا، وكفروا،... وظَلَمُوا، وعَدَلُوا
ونَثَروا، وشعروا،... ونجسوا، وطهروا؟
وقَهَروا، وقُهِروا،... وسامحوا، وغَدروا؛
مِثلَ "العَربْ"... ومِثل سائِر "البَشَرْ"
لكنْ... ويا لقسوة "القصيمي".!
يا لتعاسةِ "الذكاء"... ودَنَسِ الغَباء!
المجرمونَ -وحدَهم- هُمُ "العربْ"!
ونصْرُهُمْ عُدوانُ.. وفوزُهم خُسرانُ؛
ومجدهمْ. وحْشيَّهْ.. وزُهدهمْ.. خطيَّهْ؛
وعِلمُهُمْ.. تقليد.. وفنُّهم.. بليدُ؛
وشرعُهُمْ.. تضليلُ.. وكُتْبُهُمْ.. وباءٌ
وكلُّها هُراء.. في نظر "القُزَيمي".؛
ومنهموُ قد كانَ "زيدٌ" و"عُمَرْ"
ومنهمُو "عمَّارُ"، و "الهَمْداني"
ومنهمو "الكندي"، و"ابنُ سينا"
ومنهمو، ومِنهمو.. لكنهم حُثالة.. هباء!
في نَظَرِ "القصيمي".. لأنَّهم.. "عَرَب"!
فقطْ.. فقَطْ.. لأنَّهمْ "عَرَبْ"!
قَد قالَها.. بلا حيا..!
يا لغباوة الغباء.. وقَسْوةِ العدوانِ.
 
14- لا حُرِّيَّة لِلْعرب عِنْدَ "القصيمي"!
فَلْيؤمِن "الرُّوسيُّ"، و"الألْمانُ"، أوْ لاَ يُؤْمِنُونْ؛
ولْيَشعرِ "الصِّينيّ، واليَابان"، أو لاَ يشعُرونْ؛
"لا بأس"، لا تثريب؛ لأنَّهمْ.. "أحرارْ"!
ونصرُهمْ.. عن قوة وجدّ، وعلمهم.. عن همَّةٍ ونقدِ؛
لأنَّهم؛ ليسوا من "العربْ"؛ لا يعرفونَ لغةَ "العَرَبْ"؛
فليَشْعُروا، ولْيَمدَحوا.. ولْيَحْمدوا، ولْيَحْمدوا، ولْيَقْدَحوا
ولْيعبدوا "النجومَ".. أوْ لا يَعْبدون؛
ولْيَنْصبُوا "الأوثانَ".. أو لا يَنصبونْ؛
ولْيُلْحِدوا، أو يؤمنوا.. باللهِ، أو لا يؤمنونْ؛
ولْيَفعَلوا ما يشتهونْ.. فهمْ مُباركون..!
وهُمْ أناسٌ يستحقون الحياةْ؛
لأنَّهم.. لأنَّهم فَقَطْ.. لَيْسوا منَ "العَرَبْ".!
لا يعرفون لغةَ "القرآنْ".!
هذا هو "المنطقُ"، و"البُرْهانْ"
في نَظَر "القصيمي".. يا لغباء الحقد والحرمان
 
15- سُؤال لغوي؟
سؤالْ.. فَقَطْ "سُؤالْ"؛
لِلْكاتِبِ المِفْضالْ.. مؤلِّفِ "الصِّراعْ"
وحاطم "الأغلالْ"..!
هذا "السؤال" يهيِّج البْلبالْ.. ولا يُريحُ البالْ
ما رأيه في قوله.. عن "السَّماع"، و"المقالْ" (5)
لدى "العربْ"..؟ وأنَّهم.. قد قَدَّموا
لفظ "السَّميعْ".. في كلِّ ما قالوا من "الأمثالْ"
وما أتى في محكم التنزيلِ
حَولَ "السَّميع" و"العليم".. أو"السميع"،
و"البصير".
أو"السَّميع"، و"الخبير".. أو"السَّميع"، و"الحكيمْ"
"وإنني مَعَكُما".. "أَسْمَعُ"، و"أرى"
و"السَّمعُ"، و"الطاعَةُ، في "الكلامْ"
وكيف ليم يُقدم "العليمَ".. و"الخبير"
وأخَّرَ.. "الحكيمَ".؟
هذا هو الإِشكالُ.. هذَى به "القصيمي"
مُنْتقداً وساخراً.. مكرراً.. مُفاخراً..!
يا سيِّدي الضَّليع.. بلغة "العربْ"
ومن هذَى بها.. بلا حياء أوْ أدبْ
كيفَ تكونُ "الحِكْمهْ".. قبلَ سماعِ "الكلمةْ"؟
كيفَ يكونُ "بَصَرٌ" و"فهمُ"
دون "كَلام"، و"بَيَان"،؟
كيفَ تكونُ "الطاعةْ".. قبل "سماع الأمر".؟
يا لغباوةِ الغباء، وخبل الطُّغيان.!
 
16- عُقْدةُ "القصيمي" اللَّغَوِيَّة!
فلماذا..؟ ماذا يريدُ "القصيمي"؟
أتراهُ.. لأنه لَيسَ يدري
"لغةٌ" من لُغَاتِ هذا الوجود
ويرى الناسَ يرطنُون.. فلا يَعْرِفُ ماذا
فينْطوي كالحقُودِ.!
ناهشاً في ضميره.. ثم يَهذي.. مُستضَاماً كالحانقِ
المصْفودِ!
أو كعبْد قَدْ باء بالحرمان؟
أتراهُ.. لأَنه ليس يَدْري، لغَةً؟ أمْ لأنَّه لا يبالي.؟
أم تراهُ يهذي بلا "وجْدان"؟
يا صديقي، لو كنتَ تدْري "لُغات" الأرض
مِنْ "طوكيو" إلى "تطوان"
و"رطين الإِسبان" و"اليونان"
وحروف "السَّلاف"، و"الجرمانِ"
لَوَجدت "الأسماء" شتَّى ولكنَّ
معاني "الأسماء" نفس المعاني..!
غير أني أظنُّ، أن لَيْس في العالَمِ
أَسْمى مِنْ لهجةِ "القُرآن"
فاتَّئدْ، وليعدْ يقينكَ، واسْرحْ
في حقُولِ الإِيمانِ باطْمئنان
 
17- رَجاء صَدِيق قَدِيم!
يا "قصيمي" بالله، بالفُرقانِ
بالقراباتِ، بالتقى، بالحنَانِ
باليراعِ المهَذب الفنّان
بالنَّواميس، بالنُّهى، بالبَيَانِ
لا تحطم قواعدَ الأدْيانِ
وحصونِ "التَّوحيد" والإِحسان،!
يا "قصيمي"، ترفُّقاً بالأماني
بعقول الشَّباب، و"الصبيانِ"
وبمَن عَن مَواهبِ الرحمنِ
قد حُظوا باليقين، والإِيمان
لا تُشردْ بهم مع "الشيطان"
في صحارى الشكوكِ والعِصيان
لا تكنْ جانياً على "الإِنسانِ"
في بلادي وارجعْ إلى البرهان
بشعورٍ مهذَّبٍ إنساني
 
18- مَاذا دَهَاك؟
أتمدحُ "الأوثانا"؟ وأنتَ كاتبُ "الصِّراعْ"
وفيه، ما تذكرُه.. من جدَل ومِنْ دفاعْ.!
ذلك عقل وهدى
ذلك عِلم وتُقى
ما أروع النقاش والجدالْ
وأبدع الصِّراع، والدِّفاع
حينَ يصولُ وتجولْ، فيه كتائبُ العُقُول!
ودونما ضِغن، ولا خداع
ودونما خَوفٍ، ولا انْصياعِ
لكن لمحض الحقِّ والحريهْ.. ودونما وَحْشيهْ
الحقُّ والحريهْ،.. ما يطْلب الإِنسَانْ
في كل عَصْر، ومكانْ. "العُرْبُ" و"اليونانْ"
و"الزنجُ" و"الرومَان"، و"الهندُ"، و"اليابانْ"
وهيَ التي.. أبَانها "القُرآنْ"
في سورة "الإِخلاص" وَ"الرحمَنْ"
"اللهُ" "أحدٌ"، "صَمَدْ"
لا "والدٌ"، ولا "ولَدْ"
"وأن أقيمُوا الوَزْنَ"
"لا تُخْسِروا الميزانْ"
و"القسطُ"، و"الإِيمانْ"
و"العَدل"، و"الإِحسانْ"
و"العِلمُ"، و"الأمانْ"
و"الحُبّ"، و"الحنان"
مطالبُ "الإِنسانْ"..
في كل عصر، ومكَانْ
تبارك اسْم الله
من أنْزَل "القرآنْ"
وخَلَق الإِنسانَا..
عَلَّمه البَيانَا..
وهَداه بالعقلِ والوجدانِ
 
19- وَأَخيراً:
هَلْ أطلب السَّماحْ،؟
قَد هَدَرَتْ شقْشقَتي
بلغة "القصيمي"
ولَم تكنْ مِنْ نِحْلتي
ومِلَّتي تأنفُها،
وأدبي، وفِطرتي
لكنَّه "صديقي"..
لم يُبْق لفظاً جارحاً؛
للعِهْر، والفَحشاء، والجهل، والغباء
إلاَّ وصبَّه.. سَوط جحودٍ، وافتراء
على "بديع" الأرض والسماء
والرُّسل، والأدْيانِ.. والعُرب. والإِيمان
فردها في نَحرِه..
بَذيئَةً كَنثرهِ.!
مُدافع عَنْ دينه،
"مُعتقِدٌ"، بشعرهِ:
يرجُو ثوابَ ربِّه،
إذا ثوى في قَبْرهِ
قَدْ صَبَّها من قلبهِ
في "رجز" غضبانِ
على فقيد العقْل،
والحُبِّ والوجدانِ
"هدية" من شاعر،
يعْرفه "يمانِي"..،
بروملي: 4 ربيع الأول 1398هـ
11 فبراير 1978م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :399  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 519 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج