تشاجى ادكاراً؛ |
والأسى يبعث الأسى |
وناحَ بلا دمع |
ولا وجد ثاكلٍ |
تباكى.. وشقَّ الثوب مثل النوائحِ |
* * * |
رأى طائراً يشدو؛ |
فخال نشيدَه |
نواحاً على عش بتلك المنادحِ |
فلاحت له ذكرى |
فحاول نعيَها |
ورام بكاء.. وهو بين الصَّوائحِ |
* * * |
نعم قد تهاوى عشهُ |
فهو طائِرٌ |
شريدٌ.. يرودُ الأرض مثل السوائح |
وأنغامهُ تشكو النوى، وتلومُها |
ولكن كمن يشكو الردى للجوائح! |
تشاجى.. تباكى لهفةً وندامةً |
ولكن عَصاهُ الدمع، واللحن خانه |
لقد جفَّ ينبوع الأسى؛ |
جفَّ حرقَةً؛ |
وأنغامُه لم يبق منها سوى صدى |
يُهمهم في أحلامه وثمالةٍ |
لكأس من الشعر المعتق؛ لحنُه |
عويلُ اليتامى.. في الدجى للضَّرائحِ |
* * * |
شهيدٌ يناجي قاتلاً غافراً له؛ |
جناية حقدٍ، أو غواية نزوة |
ويغمره صفحاً وعفواً ورحمةً |
لماذا نجازي الذنب بالذنب!؟ ليتَه |
رأى من رماه.. سوف يجزيه بسمةً |
تُعلمه معنىً تمثَّل مرة |
"لعيسى" وناجاهُ "الخليلُ" ولم يزل |
به مغرماً.. يروي به الصبر سلوةً |
لغادٍ، ويسقي لحنه كل رائح! |
* * * |
أنا من أنا؟ |
كأسٌ من الحزن مترعٌ! |
أنا الجزعُ الظامي |
أنا الصبرُ ضارعاً |
أنا ؟ من أنا؟ |
سرٌّ يبوح بوجْدِهِ |
يرودُ الأماني تائهاً في شعابها |
يبوحُ بما لم يفشه أيُّ نائح |
أبوح بسرِّي كي أكفكفَ همَّهُ |
أهدهد أشجاني، أريحُ مشاعري |
بلا تِرةٍ أغفو |
وتسجو هواجسي |
وتصحو على "لحن السماح" قرائحي |