شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
486- المجدُ .. والألَم..
إلى الشاعر المبْدع القاضي مطهَّر الإِرياني
[قال "المعرِّي" ملتزماً النون المفتوحة مع اللاَّم وياء الردف "64"]:
إذا ما شئْتُمُو دعَةً وخَفْضاً
فَعيشوا في البريَّة خامِليناَ
ولا يُعْقَدْ لَكُمْ أَمَلٌ بِخَلْقٍ
وبيتوا لِلْمُهَيْمِن آمِلينَا
وقدْ جارَ "القُضَاةُ" إذا أشاروا
بأيْسَرِ نظرةٍ مُتَحَامِلينَا
لَعَلَّ معاشِراً في الأرض جُوزوا
بما كانوا قديماً عامِلينَا.!
 
وقُلتُ:
أخا المجدِ القديم.. كفى
كفى.. اخْتِيالاً
بأكْفانِ الأُلَى بادُوا
كفى
كفى رَقصاً.. على جُثَثٍ بَلِينَا
عروشٌ أو سجونٌ، معابدُ، أو سدُودُ
مزارعُ، أو مجاري، شرائعُ، أو فنونُ
كَفَى
كَفَى إزعاج مَوْتَانَا.. افْتخاراً
بما صَنَعوا.. كَفَى. دعْهُمْ يناموا
فقد كانُوا كِراماً.. عاملينا
* * *
وماذا أنتَ؟ مَنْ ذا أنتَ؟
"مَنْ ذَا"؟ و"مَاذَا"..؟
سؤال لا يَرُدّ عليه "كانوا"
إذا أنا لم "أكُنْ"؛ أو كنتُ أحْيَا
حَيَاةَ الأشْقياءِ الهَامِلينا
* * *
فَدَعْ "مَجْداً" ثوى في القَبْر يَغْفو
ولا تُزعجهُ بالأصواتِ تَتْلُو
مَنَاقِب مَنْ مَضَوْا، واعْمَلْ بحُبٍّ
وإيمانٍ، وعَفوٍ، وابْتهاج
وحَرِّكْ بالقَصِيدِ، وبالْقوافي
مَشَاعرَ قَدْ غَفَتْ زَماناً طويلاً
أغِثْهَا.. فَهْيَ تحلمُ دُونَ وعْيِ
بِصَحْو
يا لهَوْلِ الصَّحوِ حِيناً
إذا لَمْ
إذا.. مَا لَمْ.. إذَا ما كَانَ صَحْواً
على ما لا يُرَى؛ واليَأْسُ يَغْشَى
ولا مِصباحُ.. يَهْدِي الآمِلينا
* * *
ومَجْدُك أنتَ: أقوالاً وصِدْقاً
ومَجْدُك أنتَ: أعْمالاً، وحُبّاً
ومَجْدُك أنتَ؛ تحملُهُ هُمُوماً؛
وتنثره وتَنْظمهُ بياناً
يُثيرُ طُموحَ قَوْمٍ يائِسينا؛
وتَعْزفهُ لحوناً
تهُزُّ النَّائِمينا
ومَجْدُكَ أنتَ؛ تَحْيَا الكوْن حُرّاً
أميناً مُخْلِصاً يَشْدُو حَزِيناً
بآمالِ السَّعَادةِ لِلْبرايا؛
بِلاَ اسْتِثْنَاء "طَائِفَةٍ" و"حِزْبٍ"
ويَسْتَهْدِي صِرَاط الكَامِلينا
* * *
أتألَمُ؟ ما جرى؟ ماذا؟ أتأْسَى؟
أخَا الألم الدَّفين.. كَفَى اضْطِغاناً
وموْجدَةٌ..
كَفَى حِقداً.. وكَفْكفْ
ضَغائِنَ صَدْرِكَ الدَّامي.. وأَتْرعْ
حَنَايا جَوْفِهِ وُدّاً، وَلِينا
* * *
ولا تَأْخُذْ أواخرنا بِوِزرٍ
بِوِزْرٍ -إن جَنَاهُ- أوَّلُونا
فلَمْ نَشْهَدْهُ.. لَمْ نَحْضُره
لَمَّا عَلِمْناهُ.. وسَامِحْ
ذنوب الأوَّلينا.. ولا تُبِدْهُمْ
"إذا ما الصُّوَرُ أيقَظَهُمْ"
"لِتَجْزِيهمْ بما صَنَعوا وِفاقاً"
كما قدْ قُلْتَ غَيْظاً؛
وكُنْ براً رحيماً..!!
بِهِمْ كرماً.. أمّا قَدْ قالَ "شوقي"
"فإنَّا لَمْ نُوقَّ النَّقص حتَّى"
نُطَلِبَ بالكَمَالِ الأوَّلينا"
* * *
أتَأْلَمْ..؟ لاَ
نَعَمْ.. أدري.. وهذا
رَسيسُ سَعيرِه.. يَسْري حَريقاً
وينْفُثُ في الحروفِ وفي القوافي
لوَاقحَ غَيظِه العَاتِي أنينا
"ويَجْهَلُ" فوق جَهْلِ الجاهِلينا
* * *
أتزعمُ -ما زَعَمْتُ- وأنتَ تَدْرِي
بأنِّي لم أجاوِزْ قَدْرَ نَفْسي؛
ولم أفخرْ بِمَنْ بادُوا ومَاتُوا
ولا كَرَّمتُ مَنْ ظَلَموا وجَاروا
ولم أُنْكِرْ حُقُوقَ مَنِ اسْتَقامُوا
وكانوا مُنْصِفينَ، وعادِلِينا
ولا أيَّدْتُ عُدْوانا
ولا حطَّمتُ ميزاناً
ولا مجَّدتُ ذا حَسَبٍ؛
ولا فَضَّلْتُ ذا نَسَبٍ؛
ولكِن؛ قُلتُها حُرّاً صريحاً..!
"فلا مَجْدٌ لمُقْترفٍ فسوقاً"
"ولا للظَّالمينَ"
"هيَ "التَّقْوَى" يعزُّ بها ذَوُوهَا"
"حُسَينٌ"، لَيْسَ أفْضَلَ مِن "يزيدٍ"
"إذا لَمْ تَعْتَبِرْ خُلُقاً ودِينا"
وتلكَ شريعَةُ القرآن..
وشِرْعَةُ كلِّ قانون..
وقد نادَى بها "مُوسى" و"عيسى"
كما نَادى بها مِنْ بَعْدُ قومٌ؛
يَرومونَ العدالة لِلْبرايا
ويَشْتَرِعُونها لِلْعالَمينا؛
ويَجْتَهدون إتقانا؛
ويَخْتَلِفونَ.. أسْلوباً
ويَنْتَضِلونَ.. تَعْبِيراً؛
ولا يَر ْضَونَ.. طُغياناً وبَغْياً
"مُسَاواةُ" الأنامِ لهمْ صِراطٌ
عَلَيْهِ يَسْلكونَ
وما "زُغْلولُ" إلاَّ صِنو "غَانْدي"
و"ما وتسي تُونجْ" قدْ بَارى "لِنينا"
وما دَانوا بتَمْييز
ولا افْتَخروا "بتابُوتٍ"
ولاَ "هرم" و"إيوانِ"
ولا "سَدٍّ"، و"جُدْرانِ"
ولا "نهر"، و"مَيدانِ"!
و"كلُّ يدَّعي "وَصْلاً" بلَيلى"؛
و"ليْلى" بَيْنَ "أنْيابِ" المَبادي
تُخَوِّلُ "وصْلَها" لِلصادقينَ
ومَنْ لاَ يَعْبَثُونَ.. مُجامِلينا
* * *
أخي في الشِّعْر.. مِن "إريانْ"
أوْ منْ
جِبالِ "التِّبتِ".. أو مِن "مارِدِينا"
سَمَاعاً
لا تثُر حنقاً.. سماعاً..
أخي في الشِّعر لا مَجْدٌ قديمٌ
ولا نسَبٌ شريفٌ
لِمَنْ لَمْ يَمْتَلِكْ مَجْداً جديداً
ومَن لَمْ يَصْطَنِعْ عَمَلاً شريفاً؟
فَخُذْهُ "حُكْمَ" ذِي ودٍّ أصيل؛
وقَدْ عَرَفَ العَوالمَ أجْمعينا
وَدَعْ "سَبَأ" و"يَحْصُبَ" و"ابْنَ أروى"
و"هاشِمَ" و"ابْنَ هِنْدٍ" و"الحوالي"
وما وَلَدوا.. ولا تَفْخَرْ بِعِرْقٍ،
سَواءً كانَ "كِسرى" أو "مَعِينا"
وحَيِّ الْمخلِصينَ العامِلينا
بروملي: 6 محرم 1398هـ
16 ديسمبر 1977م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :397  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 514 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.