| وقُلتُ: |
| أخا المجدِ القديم.. كفى |
| كفى.. اخْتِيالاً |
| بأكْفانِ الأُلَى بادُوا |
| كفى |
| كفى رَقصاً.. على جُثَثٍ بَلِينَا |
| عروشٌ أو سجونٌ، معابدُ، أو سدُودُ |
| مزارعُ، أو مجاري، شرائعُ، أو فنونُ |
| كَفَى |
| كَفَى إزعاج مَوْتَانَا.. افْتخاراً |
| بما صَنَعوا.. كَفَى. دعْهُمْ يناموا |
| فقد كانُوا كِراماً.. عاملينا |
| * * * |
| وماذا أنتَ؟ مَنْ ذا أنتَ؟ |
| "مَنْ ذَا"؟ و"مَاذَا"..؟ |
| سؤال لا يَرُدّ عليه "كانوا" |
| إذا أنا لم "أكُنْ"؛ أو كنتُ أحْيَا |
| حَيَاةَ الأشْقياءِ الهَامِلينا |
| * * * |
| فَدَعْ "مَجْداً" ثوى في القَبْر يَغْفو |
| ولا تُزعجهُ بالأصواتِ تَتْلُو |
| مَنَاقِب مَنْ مَضَوْا، واعْمَلْ بحُبٍّ |
| وإيمانٍ، وعَفوٍ، وابْتهاج |
| وحَرِّكْ بالقَصِيدِ، وبالْقوافي |
| مَشَاعرَ قَدْ غَفَتْ زَماناً طويلاً |
| أغِثْهَا.. فَهْيَ تحلمُ دُونَ وعْيِ |
| بِصَحْو |
| يا لهَوْلِ الصَّحوِ حِيناً |
| إذا لَمْ |
| إذا.. مَا لَمْ.. إذَا ما كَانَ صَحْواً |
| على ما لا يُرَى؛ واليَأْسُ يَغْشَى |
| ولا مِصباحُ.. يَهْدِي الآمِلينا |
| * * * |
| ومَجْدُك أنتَ: أقوالاً وصِدْقاً |
| ومَجْدُك أنتَ: أعْمالاً، وحُبّاً |
| ومَجْدُك أنتَ؛ تحملُهُ هُمُوماً؛ |
| وتنثره وتَنْظمهُ بياناً |
| يُثيرُ طُموحَ قَوْمٍ يائِسينا؛ |
| وتَعْزفهُ لحوناً |
| تهُزُّ النَّائِمينا |
| ومَجْدُكَ أنتَ؛ تَحْيَا الكوْن حُرّاً |
| أميناً مُخْلِصاً يَشْدُو حَزِيناً |
| بآمالِ السَّعَادةِ لِلْبرايا؛ |
| بِلاَ اسْتِثْنَاء "طَائِفَةٍ" و"حِزْبٍ" |
| ويَسْتَهْدِي صِرَاط الكَامِلينا |
| * * * |
| أتألَمُ؟ ما جرى؟ ماذا؟ أتأْسَى؟ |
| أخَا الألم الدَّفين.. كَفَى اضْطِغاناً |
| وموْجدَةٌ.. |
| كَفَى حِقداً.. وكَفْكفْ |
| ضَغائِنَ صَدْرِكَ الدَّامي.. وأَتْرعْ |
| حَنَايا جَوْفِهِ وُدّاً، وَلِينا |
| * * * |
| ولا تَأْخُذْ أواخرنا بِوِزرٍ |
| بِوِزْرٍ -إن جَنَاهُ- أوَّلُونا |
| فلَمْ نَشْهَدْهُ.. لَمْ نَحْضُره |
| لَمَّا عَلِمْناهُ.. وسَامِحْ |
| ذنوب الأوَّلينا.. ولا تُبِدْهُمْ |
| "إذا ما الصُّوَرُ أيقَظَهُمْ" |
| "لِتَجْزِيهمْ بما صَنَعوا وِفاقاً" |
| كما قدْ قُلْتَ غَيْظاً؛ |
| وكُنْ براً رحيماً..!! |
| بِهِمْ كرماً.. أمّا قَدْ قالَ "شوقي" |
| "فإنَّا لَمْ نُوقَّ النَّقص حتَّى" |
| نُطَلِبَ بالكَمَالِ الأوَّلينا" |
| * * * |
| أتَأْلَمْ..؟ لاَ |
| نَعَمْ.. أدري.. وهذا |
| رَسيسُ سَعيرِه.. يَسْري حَريقاً |
| وينْفُثُ في الحروفِ وفي القوافي |
| لوَاقحَ غَيظِه العَاتِي أنينا |
| "ويَجْهَلُ" فوق جَهْلِ الجاهِلينا |
| * * * |
| أتزعمُ -ما زَعَمْتُ- وأنتَ تَدْرِي |
| بأنِّي لم أجاوِزْ قَدْرَ نَفْسي؛ |
| ولم أفخرْ بِمَنْ بادُوا ومَاتُوا |
| ولا كَرَّمتُ مَنْ ظَلَموا وجَاروا |
| ولم أُنْكِرْ حُقُوقَ مَنِ اسْتَقامُوا |
| وكانوا مُنْصِفينَ، وعادِلِينا |
| ولا أيَّدْتُ عُدْوانا |
| ولا حطَّمتُ ميزاناً |
| ولا مجَّدتُ ذا حَسَبٍ؛ |
| ولا فَضَّلْتُ ذا نَسَبٍ؛ |
| ولكِن؛ قُلتُها حُرّاً صريحاً..! |
| "فلا مَجْدٌ لمُقْترفٍ فسوقاً" |
| "ولا للظَّالمينَ" |
| "هيَ "التَّقْوَى" يعزُّ بها ذَوُوهَا" |
| "حُسَينٌ"، لَيْسَ أفْضَلَ مِن "يزيدٍ" |
| "إذا لَمْ تَعْتَبِرْ خُلُقاً ودِينا" |
| وتلكَ شريعَةُ القرآن.. |
| وشِرْعَةُ كلِّ قانون.. |
| وقد نادَى بها "مُوسى" و"عيسى" |
| كما نَادى بها مِنْ بَعْدُ قومٌ؛ |
| يَرومونَ العدالة لِلْبرايا |
| ويَشْتَرِعُونها لِلْعالَمينا؛ |
| ويَجْتَهدون إتقانا؛ |
| ويَخْتَلِفونَ.. أسْلوباً |
| ويَنْتَضِلونَ.. تَعْبِيراً؛ |
| ولا يَر ْضَونَ.. طُغياناً وبَغْياً |
| "مُسَاواةُ" الأنامِ لهمْ صِراطٌ |
| عَلَيْهِ يَسْلكونَ |
| وما "زُغْلولُ" إلاَّ صِنو "غَانْدي" |
| و"ما وتسي تُونجْ" قدْ بَارى "لِنينا" |
| وما دَانوا بتَمْييز |
| ولا افْتَخروا "بتابُوتٍ" |
| ولاَ "هرم" و"إيوانِ" |
| ولا "سَدٍّ"، و"جُدْرانِ" |
| ولا "نهر"، و"مَيدانِ"! |
| و"كلُّ يدَّعي "وَصْلاً" بلَيلى"؛ |
| و"ليْلى" بَيْنَ "أنْيابِ" المَبادي |
| تُخَوِّلُ "وصْلَها" لِلصادقينَ |
| ومَنْ لاَ يَعْبَثُونَ.. مُجامِلينا |
| * * * |
| أخي في الشِّعْر.. مِن "إريانْ" |
| أوْ منْ |
| جِبالِ "التِّبتِ".. أو مِن "مارِدِينا" |
| سَمَاعاً |
| لا تثُر حنقاً.. سماعاً.. |
| أخي في الشِّعر لا مَجْدٌ قديمٌ |
| ولا نسَبٌ شريفٌ |
| لِمَنْ لَمْ يَمْتَلِكْ مَجْداً جديداً |
| ومَن لَمْ يَصْطَنِعْ عَمَلاً شريفاً؟ |
| فَخُذْهُ "حُكْمَ" ذِي ودٍّ أصيل؛ |
| وقَدْ عَرَفَ العَوالمَ أجْمعينا |
| وَدَعْ "سَبَأ" و"يَحْصُبَ" و"ابْنَ أروى" |
| و"هاشِمَ" و"ابْنَ هِنْدٍ" و"الحوالي" |
| وما وَلَدوا.. ولا تَفْخَرْ بِعِرْقٍ، |
| سَواءً كانَ "كِسرى" أو "مَعِينا" |
| وحَيِّ الْمخلِصينَ العامِلينا |