دعاني وشاني صريع الغواني |
قتيل النوى والعيون الرَّوانِي |
دعاني أهمْ في "محيط" الهوى |
شراعي شعري وريحي هواني |
وعيشا كما شئتما في الحياة |
منها تنالان ما ترجوانِ |
وتستمتعانِ بما في الوجود |
حين تجدّان؛ أو تلهوانِ |
* * * |
عرفتكما.. مثلَ قطر الندى |
فلا ترخصان، ولا تغلوانِ |
إذا أسعد الحظ لا تبطران |
وإن جار أو شحَّ لا تشكوانِ |
* * * |
خليليَّ هأنا في غربتي |
أناجيكما بنشيد الهوانِ |
أهدْهدْ بالشعر ما تعلمان |
من نزوات النَّوى والتواني |
أكاد أرى ما تُكنّانه |
وأتلو النشيد الذي تتلوانِ |
* * * |
خليليَّ ماذا؟ ألا تذكران |
زمانَ شعور القُلوب الحواني |
زمان الخيال زمان النضال |
زمان التمرُّد والعنفوانِ |
و"ملاحنا" تائه في البحار |
يناجي عيون الملاح الرواني |
وترنو قوافيه مثل المَهَا |
وتزهر كالورد والأقحوانِ؟ |
* * * |
خليليَّ؛ دهري قد آدني |
لقد مسَّني ريبُه.. بل كواني |
عطاش المنى زهرها قد ذوى |
وجفَّت، ولا مطرٌ لا "سواني" |
ألا ترحمان غريبَ الدِّيار؟ |
وإن كنتُ أذنبتُ؛ هل تعفوانِ؟ |
"فلن تقذَيا باغتفار الذنوب |
ولكن بغفرانها تصفوانِ" |
* * * |
خليليَّ أنفاس شعري ونتْ |
ْوحشرجة الموت تنعى أواني |
وتبكي القصائد مشنوقةً |
تنوح على بكرها والعوانِ |
أرى الشعر تجأر أوزانه |
وتبكي قوافيه مثل الغواني |
لقد قَهر العُهْر أنغامها |
وداس مضاجعها كالزَّواني |
وقد "زمزمت" في "محاريبها" |
"دهاقين" "صفّين" و"النهروانِ". |
* * * |
خليليَّ هبّا، لقد نمتما |
طويلاً.. طويلاً؛ ألا تصحوانِ؟ |
ألا تنثرانِ؟ ألا تشعران؟ |
ألا تصرخان؟ ألا تنثوانِ؟ |
لسرّ الهوى لدغةٌ لا تُرَى |
وما لدغة الصلِّ والأفعوانِ |
* * * |
خليليَّ قد أبتُ من رحلتي |
بما قد يضيق به الملوانِ |
فلا عدل، لا حقّ عند الورى |
وقد مات ما كنتما ترجوانِ |
وصفحاً وعفواً إذا ما نزا |
بي الشعر يفضي بهمٍّ أواني |
وقلباكما هل هما يخفقانِ؟ |
وهل يُشفقان وهل ينزوانِ؟ |
وهل يرجفان لذِكري؟ وهل |
إذا ادَّكرا حسرةً يهفوانِ؟ |
بحق "الرسول" وفضل "البتول" |
و"زمزم" و"البيت" لا تقفوانِ… |
"قوافيَ" سري، ولا تنشوانِ |
بما لا يباح..؛ ولا تحدوانِ… |
حوادي تيهي، ولا تجفواني |
لأني أسير الهوى والهوانِ |
وقولا: قصيدة "ذي رِمَّةٍ" |
يبكِّي بعينين لا تغفوانِ |
وقد شقشقتْ غُربتي؛ فارفقا |
ولا تمدحاني؛ ولا تهجُواني |