| اليوم -ثأراً- صاحت السخائمُ |
| وصَحَت الأحقادُ، والعزائمُ |
| وأعول الماضي ينوحُ حرقةً |
| واستيقظتْ تنتقم الجرائم |
| وانتفضتْ مذعورةٌ وشائجٌ |
| وارتعشتْ عواطفٌ روائمُ |
| وعرْبد المنتقمون صلَفاً |
| ًفارتجفت مشاعرُ كرائمُ |
| وزحفتْ مثل الصّلال تلتظي |
| سخائمُ.. تنهشها النمائمُ |
| وركعت أعناقُ من تطامنوا |
| وسقطت -داميةً- عمائمُ |
| وكادَ مَن قَدْ مات -غيظاً- يستوي |
| وترقص الحِنشانُ والرَّمائمُ |
| * * * |
| واليوم! ماذا؟ من يلوم اللاَّئمُ؟ |
| قد استفاقَ خدرٌ، ونائمُ |
| وعادَ بالحقد شريدٌ هائمُ |
| قد صغُرتْ في عينيه العظائمُ |
| واستعرمت ثاراته في جوفه |
| وحسُنتْ في رأيه الذمائمُ |
| وسجد التاريخ يعبدُ الهوى |
| ورجعت "أذواؤُه" القدائمُ |
| * * * |
| واليوم ماذا؟ شحَّت الغمائم |
| وهملت دموعها الأيائمُ |
| وأجدبت -رغم النَّدى- مَراتع |
| وأَخْصَبَتْ -رغم الصَّدى- الصَّرائمُ |
| ودبت الأحقادُ من جحورها |
| وهاجتِ النجودُ والتهائمُ |
| اليوم؛ سُخطاً، وضلالاً، وهوى |
| ونقمة، قد ثارت الخصائمُ |
| وبالدماء كتبتْ ملاحمُ |
| وللشنار، شدّت الرَّتائمُ |
| ذكرى ليومٍ ثائرٍ مؤطر |
| بالدَّم؛ لا "أطواقُ"، لا تمائمُ |
| في ليله سيهرب الموائمُ |
| ويشرد الصاحبُ، والملائمُ |
| وتشعلُ النيران والهشائمُ |
| ويستجيب للفطور الصَّائمُ |
| وتزدهي "الشِّعرى" العبور فرحًا |
| ًويسخر "العيُّوق"، و"النعائمُ" |
| * * * |
| واليوم ماذا؟ أين قوم أشروا |
| كأنهم -من غفلةٍ- بهائمُ؟ |
| يومُ مخازٍ يتوارى فجره |
| ذلاًّ، وتشوي وجهه الشتائمُ |
| والمحتفون باسمه جباههم |
| غريبةٌ تنكرها الولائمُ |
| * * * |
| اليوم؛ مثل الأمس؛ مثل غده |
| بخيرها وشرها توائمُ |
| والحرب والسلام في ساعاتها |
| تشابها، والنصر، والهزائمُ |
| قافلة تزحف في قفرٍ بلا |
| زادٍ وصحراواته سمائمُ |
| يسوقها نحو الفناء قدرٌ |
| لا يستضام.. أزليٌّ دائم |