اصْبر إذا ما حادث ألمَّا |
إنَّ قضاءً نازلاً قد حمّا |
فالناس قد باءوا بإثم بغيهم |
وأكلوا الطعام أكلاً لمّا |
والأب قد عصوا، وعقّوا الأُمَّا |
وعشقوا الحرام عشقاً جمّا |
وعبدوا الهوى، وعاثوا بطراً |
وجاملوا من افترى، وذمّا |
* * * |
لا تحمل الهمَّ فما مِن شاعرٍ |
في القوم، أو حُرٍّ يعاني همَّا |
ولا تمتْ غمّاً على من سفهُوا |
نفوسهم، لا يعرفون الغمَّا |
"سقراط" عاف العيش ليس صادقاً، |
وفضلَ الموت، وسفّ السُّمَّا |
و"ذو نواس" عافه في ذلةٍ |
وحطم السيف، وخاضَ اليمَّا |
* * * |
أرى وباءً جارفاً مُعربداً |
أخطر.. بل أفظع أن يسمَّى |
يكتسح الأنام دون رحمة |
كالسلِّ والطَّاعون، أو كالحمَّى |
لا.. إنه أفظع منها خطراً |
ويلاهُ.. ما أبشعه إن عمَّا |
من ذا يكفُّ السيل إن تدافعت |
أمواجه مجنونة؟.. وطمَّا |
لا يرحم الرضيع في مهاده |
ولا عجوزاً أو كبيراً هِمَّا |
فاخرس، وصم عن الكلام يائسًا |
ًإنَّك تستَنهِضُ بكما صمَّا.! |