ما لي أراكَ تصومُ؟ |
والقيدُ في نَهْم؛ |
ينهش قدميكْ.! |
فهلْ تودّ أن تموتْ؟ |
سألتُ "إبراهيم" |
في "نافع" الرهيب |
قال – والدموعْ |
تجهش بالنَّحيب: |
كم رمضانٍ قد مضى |
شهدتُ؛ ولم أصمْ |
ولم أخف؛ وها أنا |
أجرع حسرة الألم |
وما صِيامي |
غير برهان احتراقي بالندمْ |
أقضي به ما فاتني |
مُستغفراً ربَّ الأممْ |
فقلتُ: والصَّلاهْ؟ |
قال: صلاتي دمعةٌ |
في العين تَلْتَظِي |
وفي لساني تمتماتٌ وصُموتْ |
ثمَّ دنا مبتهلاً؛ |
وقال: ماذا عنك هل أذنبتَ؟ |
ألم تكنْ مثلي؟ وقد شعرتَ! |
وقد عشقتَ الحسن بل عَبَدْتَ! |
قلتُ أنا حلسُ الذنوبْ؛ |
عاشقُها.. خسيسُها |
إمامُها.. رئيسها |
ما شئتُ من ألقابْ، أو صفاتْ |
لأنني عشتُ حبيس السيئاتْ |
قال: وهلاَّ تُبْتَ؟ |
هلاَّ تضرَّعتَ؟ وهلاَّ صمتَ؟ |
قلتُ: نعم |
لكنَّ توبتي |
عاذت برب الرحمُوتْ؛ |
من شر حاسدٍ لئيم |
فأطبقتْ أجفانها |
وأغلقت أبوابها |
في نظري ومظهري؛ |
صومي خشوع باطنٌ |
لا جوع فيه |
دمعي بكاء صامتٌ |
تحرسُهُ "تقيةُ" الحياء |
عن رقبة الرِّياء |
وفتنةِ العاذل والشموتْ |