يا رُبَّ مكنون سرٍّ لـو أبـوحُ بـهِ |
غَارَ الجهولُ، وأملي لي، وأغرى بي! |
كأنَّما أنا بـينَ النَّـاسِ في وطـني: |
وجهاً ونُطْقاً غريبٌ بـين أغـرابِ! |
لا يَفْهمُ الخلْقُ حولي ما أجـودُ بـه |
من البيان. ولا يَدْرون آرابي
(1)
|
رُضْتُ الفجائعَ أعْمى وهي مُبصـرةٌ |
تَرى مَقَاصِدَ أسـراري وآرابـي
(2)
|
ظلَّت تصَيَّد أتربي، وتَفجعُني |
بِهمْ؛ فَصِرتُ وحيداً دون أتـراب
(3)
|
وهنتُ حتَّى على نَفْسي وأدْركـني |
دَهرٌ أحَاطَ بآمالي وأزْرى بي! |
وكَمْ صَديقٍ تَحامَى رُؤيتي حَـذِراً! |
وكم تَجاهَلَني مَنْ كَانَ أدْرَى بـي! |
أضَعْتُ عُمْري في الأوهامِ أزْرعُهـا |
شِعراً وأرْويه من دَمْعِـي وإطرابـي |
كأنَّما أنَا مِن حِسِّـي ومـن ألمـي |
صَاحٍ يُرتـل آيـاً بَيْـنَ شُـرَّاب!! |
وإن تَظَاهَرَ مِنْهُمْ من يُرحِّـبُ بـي |
فإنه في غدٍ يَقْضِي بإغْرابي
(4)
|
والمرء إن كَـانَ ذا حـس ومَعْرفَـةٍ |
عاشَ الحياة أمينـاً بـين خُـرَّابِ
(5)
|