شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ محمد حسين زيدان ))
ومشاركة من الأستاذ محمد حسين زيدان في تكريم الشاعر محمود عارف ألقى الكلمة التالية:
- بسم الله الرحمن الرحيم، أسرعت من الرياض لأحضر تكريم الأخ محمود عارف، لأنه يستحق التكريم، لا لأنه شاعر، ولا لأنه ناثر، ولكن لأنه أخلاق، كان مخضرماً بين متخاصمين في الشعر، بين العوّاد وبين حمزة شحاته، كان العوّاد من جدة أصلاً وفرعاً، ولكنه كان يرى نفسه لا ينتمي إلى جدة كل الانتماء، لأنه حلَّق بعيداً، وكان له طموح أكثر من أن يكون جداوياً كما يقولون، وحمزة شحاته مكي أراد أن يكون بالقسر جداوياً.
- أما محمود عارف فهو جداوي أصالة، فيه من أخلاق جدة ما جعلني أقول أنه أخلاق، لأن في جدة بعض طبقات قد استكبرت، وبعض طبقات قد عرفت معنى ترابها فزانته بأخلاقها، لا أريد أن أذكر أسماء، ولا أريد أن أذكر أحداً، وإنما أريد أن أقول إن محمود عارف عرف موطنه، وانتسب إليه، وعمل بسلوكه وأخلاقه، كأنه تاجر من التجار القدامى، يقنع بالكيس الفارغ، لا يغالي في الربح ولا يغالي بما لديه، إنما هو مطمئن إلى سلوكه، يأتينا بالشيء بعد الشيء في دعة وسمو سلوك، وسمو أخلاق، محمود عارف كان يمكن أن يمتطي الكبرياء، ولكن الكبرياء بعيدة عن رجل يرى لإِخوانه حقاً من التواضع معهم، وحقاً من الألفة بهم. من هنا أحترم محمود عارف، من هنا أسرعت من الرياض وأنا في هذه السن آتياً، لأصل قبل المغرب إلى هنا، أقسم أنه ما أتى بي إلاَّ أن أحضر تكريم محمود عارف، وأنا كنت بعيد الصلة به، ولكني قوي الوصل له، كما قلت: إنه مواطن يعرف قدر وطنه، لا يستكبر ولا يتصنَّع، فهو في الناس الوسط، أشكر الأستاذ محمود عارف.
- أما هذا التونسي الشاعر، فلي كلام عنه، أولاً: إن هؤلاء المغاربة، قلت أكثر من مرة: يحبون هذه الأرض وأنسابها، لهم فضل الحفاظ على تراثها، نزل القرآن في الحجاز، وحُفِظ في المغرب، وكُتِب في اسطنبول، وقُرئ في مصر، هؤلاء المغاربة حافظوا على اثنين لم نحافظ عليهما نحن، وهما من حقنا وهما لنا، حافظوا على مذهب مالك، مذهب أهل المدينة، فهم مالكيون، وحافظوا على قراءة أهل المدينة قراءة نافع مولى ابن أبي نعيم، أي وفاء أكثر من هذا؟ هم الذين حفظوا الدين، وحفظوا القرآن يوم دك التتار المشرق، ويوم ذهبت بغداد، وذهبت الكوفة والبصرة. من عمَّر مصر بالأزهر؟ إنهم المغاربة، فالأزهر بناء مغربي، بناه جوهر الصقلي، بناه المُعز الفاطمي المغربي، ومصر ما عقت المغرب، جعلت السيد البدوي المغربي سيد أوليائها، وعبد السلام المرسي سيد أوليائها، وأبا الحسن الشاذلي سيد أوليائها، وعبد الرحيم القناوي سيد أوليائها وهم مغاربة، وبالأمس الخضر حسين شيخ أزهرها، هذا وفاء لا أراه إلاَّ غرب السويس، أما شرق السويس فدعوني أسكت، ألم تسمعوا هذه القصيدة التي يعارض بها دوقلة المنبجي أو دعبل الخزاعي؟ لقد حقق أستاذنا عبد العزيز الميمني الراجكوتي الهندي، وهو من أكابر العلماء، حققها ونسبها لدوقلة.وما علينا أن تنسب لدوقلة أو لغيره ولكنها منسوبة لشعرنا العربي.
هل بالطلول لسائل رد
أم هل لها بتكلم عهد
- والتي جاء فيها هذا البيت والذي لمسنا إيحاءه في قصيدة هذا الشاعر التونسي:
إن تُتْهمي فتهامة وطني
أو تُنْجدي يكنِ الهوى نجْد
- لكني أريد أن آتي بالبيت التالي:
ضدان لما استجمعا حَسُنا
والضد يظهر حسنه الضد
 
- لقد عارض الأستاذ صمود القصيدة أحسن معارضة، وذلك لأنه ينتج من فؤاد محب لهذه الأرض، لنَجْدِها، تهائمها، سَراتها، حجازها، مكّتها، مدينتها، هذه التي يكاد يضيع فيها الحب، ويكاد يضيع لها الحب، من أمتها العربية، ما من بلد أعطى ولم يأخذ، إلاَّ هذا البلد، وهذا من عطاء هذا البلد، إنهم يفخرون وإن حملوا على بني هلال لأنهم خربوا القرطاج، إنهم هم من بني هلال، هم والجزائر، عزوتهم إلى الآن عزوة شباب حرب وعتيبة، أي أبناء بلدكم وقبائلكم، أليس كذلك، هل أكذب أم أصدق؟
- عندما قَدِم طاهر زمخشري قلت له: لا يذكركم بأنه شاعر، وإنما يذكركم بزرياط، عندما ذهب من الأندلس صيت زرياط احتضنته تونس. أستاذنا ابن خلدون محمد عبد القادر التونسي الكيلاني، يقول: إن تونس هي التي احتضنت حضارة الأندلس، وما أحلى تونس، وهي تؤنس بلا شك، هذا الشاعر المجيد أجاد الشعر، فأطربنا، ولكن ليس ذلك غريباً على إنسان نشأ لحب هذه الأرض وإنسانها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
 
بعد أن انتهى الأستاذ محمد حسين زيدان من كلمته، طلب المضيف الأستاذ عبد المقصود خوجه الكلمة، فأعطيت له، فوجَّه كلمة خاصة إلى الأستاذ نور الدين صمود تعليقاً على اقتراحه بأن يتم جمع ما يقال في هذه الأمسيات فقال:
- أخي نور الدين صمود: أحب أن أؤكد لك بأننا نقوم فعلاً بتسجيل هذه الندوات، وإن شاء الله سنفرغها على الورق وقد بدأنا بالبعض منها في سبيل إصدارها في كتاب كما تفضلت، مزوَّد ببعض الصور، ليكون تذكاراً لهذه المناسبة، وإننا لنطمع أن تكون بيننا في لقاءات عديدة في المستقبل القريب. نراك فيها حاجاً، نراك معتمراً ولا أقول نراك فيها ضيفاً، فهذا بلدك الثاني فأهلاً وسهلاً ومرحباً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :800  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 72 من 126
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج