الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

307- الإنسـان والبقـاء [46]

الباء المضمومة مع الذَّال

إذا أعذَبَ الإِنسانُ عَنْ ذِكْرِ مَوتِـهِ

فذلك مَنْبـوذٌ مـن الله، شـاذبُ ⁽¹⁾

هُو الموتُ نَدْرِي؛ وعدُهُ غيرُ كَـاذِبٍ

وسائِرُ أحلامِ البقاءِ كواذِبُ

وَمَا المرء في هذِي الحيـاةِ بِـلاَذبٍ

ولَكِنَّه طيرٌ عَبورٌ يُهاذِبُ ⁽²⁾

يُقاوِمُ طَاقاتٍ لكَونٍ، يُديرُه

مُدير بِكَفَّيْـهِ اللَّظَـى والتَجـاذبُ

إذا اعذْوذَبتْ دُنْيايَ يوماً لِشـاربٍ

فَإنِّي فيها رَغْـمَ أنْفـي عَـاذِبُ ⁽³⁾

[1]	أعذب: كفَّ وأضرب. ومنه قول علي عليه السلام لِسَريّة: "أعذبوا عن ذكر النساء أنفسكم". ورجل شاذب: ميؤوس من فلاحه: وهو أيضاً المتَنَحى عَنْ وطنِه.
[2]	لَذَبَ بالمكان: أقام. والطَّير يهاذِبُ في طيرانه: يمر مرّاً سريعاً.
[3]	اعذَوْذَبَتْ: أي عذُبتْ. والعاذب، الذي لم يأكل من شِدّة العطش وقيل: هو الذي لا يأكل، ولا يشرب.