لمن الضحايا في رُبى شاتيلا |
من بعد صبْرا قُتِّلوا تقتيلا |
راحوا ضحية غدر شارونٍ الذي |
ملأ المسامع والقلوب عويلا |
في كل دارٍ في المخيم طفلةٌ |
قد عطلتْ بلظى الوغى تعطيلا |
قد شُرد الباقون تحت قنابل |
تزجي المهالكَ بكرةً وأصيلا |
فالنار لاظية يسد لهيبها |
وجه السماء وتنسف المغلولا |
قد قيدوهم بالحبال وبعضهم |
في الشمس قد ذاق الأذى تهويلا |
ما كان في صبْرا يُعد فجيعة |
وهناك في شاتيلا تلق مهولا |
صهيونْ تدفع بالكتائب للأذى |
بلظى الرصاصِ تواصلُ التمثيلا |
وسياسة التمثيل خطة غادر |
تخذ الخديعة مركباً وسبيلا |
عاثوا فساداً في المُخيم واحتموا |
خلف العدو وقد بدا مجهولا |
شارون مجهولٌ لهول فظاعةٍ |
لكنه رضي الأذى تخذيلا |
قصد المقاومة الشجاعة ماحياً |
شعْب العُروبة لا يريد بديلا |
ومشى على درب الخداع مراوغاً |
أهل اليمين فأحكمَ التضليلا |
لم يبق درزيٌّ ولا مُتَشيِّعٌ |
إلاَّ وحارب أسرةً وقبيلا |
والمسلمون من اليسار جميعُهم |
ملكوا الزِّمام قضيةً وفُصولا |
فاز الجُميِّل حيث كان أمينَهم |
يجلو الحقائق عُقدةً وحُلولا |
وضحت حقائقُ للعدالة جمَّة |
لم تُرض شارون الوزير قليلا |
والحق مُنتجع السلام لأمةٍ |
شرحتْ قضيةَ حقها تفصيلا |
في مجلس الأمن الرقيب حقائق |
منها القرار يُحقق التأميلا |
لبنان أفصح في قبول قراره |
أن يستعيدَ مكانَه تحصيلا |
وفيليب مندوبٌ لأمريكا يرى |
سحب الأجانبِ لا يريد فُلولا |
لكن صهيوناً يطيل حواره |
قصد البقاءِ ولا يُعيد فتيلا |
العدل في لغةِ اليهود خديعةٌ |
والظلم أصبح عندهم تأويلا |
والعُرْب في هذي القضية أمة |
مصداقةٌ لا تقبل التأجيلا |
وإذا العدو مضى على استحواذه |
فالظلم يدحر من أساء طويلا |
فالانتصار مُحقَّقٌ ومصيرُه |
لبنانُ يلْقى حقَّه مبذولا |
والحق أخضرُ في سنابل أرضِه |
سنشمه عطراً يضم حقولا |
والبرتقالُ يعود أصفَر ناضجاً |
يمتد في رحْب الفضاء ظليلا |
والدُّور تشمخ بالعمار إلى الذُّرى |
والاقتصاد يزينها تحويلا |
لبنان حرٌ لا يريد مذلةً |
والحر يكره أن يعيش ذليلا |
شارون راح وقد تفسخ حجمُه |
ترك الوزارةَ فاستبان ضئيلا |
لكنه ترك الخليفةَ بعده |
يرثُ المكانَ وقد أجاد مثيلا |
سيعود "بيجن" بعده مُتحملا |
وِزْر الفضيحة هارباً مفصولا |
الانتخابُ مهيأٌ لزواله |
سينالُ عقبى ما جَنى ليزولا |
إني أحيِّي شعب لبنان الذي |
كسب القضيةَ حُجةً ودليلا |
وأحيِّي فيه شجاعةً صخَّابةً |
دوَّتْ على سَمع الزمان طُبولا |
لبنان منسرح الجمال به الحجى |
مستلهمٌ من سحره المجهولا |
والقلب في كنف الجمال مُنعَّم |
من حيث ما استوحى به التنزيلا |
شعراً تناسق فيه من لحن الهوى |
ما يُعجز التطريبَ والترتيلا |
إعجازُه في أرضه مُتجذر |
يُثْري البلادَ جهابذاً وفُحُولا |
في نهر زحلة تستريح مشاعر |
طافتْ على وديانِه تدليلا |
كم شاعر صاغ النجوم قلائدا |
للفاتنات وقد شَغلْنَ عذولا |
الحب في لبنان مُتعة شاعر |
عشق العيون وفضَّل المكحولا |
لولا عقابيل الغواية في الصبا |
ما كنت في زمن المشيب ملولا |
الحب يحلو بالوصال ومرُّه |
بالهجر يصلاه المحب ذليلا |
لبنان نبع الحب طاب نميره |
يروي ولكن ما يَبلُّ غليلا |
إني أعيشُ على الصدى لا أرتوي |
حتى أعبَّ روافداً وسيولا |
ناجيتُ في أرض الحسان فرائدا |
واخترتُ لكني رجعتُ خجولا |
في "الروشه أو عاليه" وقفةُ زائرٍ |
حضر الوداعَ فأكثرَ التقبيلا |
لبنانُ مهدُ الشعر مُنتجع الهوى |
قد ألهماني الشعر والتأهيلا |
البدر يسطعُ في ذراه مُنوراً |
يَغْشى الجبال كما يُنير سُهولا |
نبغي له استقلالَه في أرضِه |
حتى يعودَ مُعمِّراً موصولا |
لبنانُ نأملُ أن يعيش مُحَررا |
ويعود قُطْراً كادحاً مأهولا |