شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المشهد الثالث
[المكان نفسه مع تغييرات طفيفة في المناظر والأضواء، و"فرتاش" بالعود يمهِّد لإِيقاعات لحن "مَدارب السيل" تأليف أيوب ارش، ونرى "البلبل" يتحرك -وقد كبرت جثتـه-، ونهض السُّهـد، واستيقظ السهر.. في عين ذلك البلبل قائلاً]:
البلبـل : من جديد.. من جديد
أواه.. ما أحلى الجديد!
أنا.. الجديد؟
أنتَ.. الجديد؟
هُو.. الجديد؟
لا.. بل "هُم" الجديد
أنا.. وأنت.. وهُو
لا شيء ما دمنا مُمزقين!
الشيءُ في حقيقتِهْ
هُم.. هُم.. مُوحَّدين!
* * *
المجهـول : يا لغة "الفناء" في
شعر قواميس الهراءْ
لا تعجبي:
إذا طعنتُ مهجة الهراء
لا تغضبي؛
إذا حطمتُ قلَم الفناء
أنا الذي
قد عشق الهراءْ.!
أنا الذي
قد ظل دهراً حارساً؛
للغة الفناء..!
أهدمها اليوم أقوِّض الخيام
أمحو الحواشي في "هوامشها" العتيقهْ!
أمزق "الشروح" و "المتون"
وأشطب "السطور"، و "الحروف"
حتى "نقاطها"
أمسحُ كلَّ "نقطةٍ"
أعدم كلَّ "شكلةٍ"
فوق الحروفْ
"النون "سين"
"الواوُ" "هاءْ"
"الميمُ" "دالٌ"
نحنُ "الشباب"
عشنا عبيداً لقواميس الهُراء
همنا زماناً في متاهات الفناء
من كلمات، أو حروف
نقدس الأسماء والألقابا.!
ويتلاشى الصوت
البلبـل : قوافل التاريخ في صوتي تهيمْ
تراجعُوا تراجعُوا
لا ماء في وادي "الخدَر"
لا زاد في قفر "الكَرى"
لا شيء إلاَّ هيكلٌ
لحمٍ جميل
ودمية لأخته.. مُنى
"حريوة" السَّهر
آخر رشفةٍ من الوفاء
في جفن "ذي رعين"
ليلة غدر "حمير"
ليلة نصح الشاعر الإِنسان
وحين هبت زمرة العبيد
يقدمون من جديد
زهور ذل الشعب.،
"لِتُبَّع" العنيد
وفي شذى أكمامها
يذكُو وعيد..!
تزكُو روائح الفداء
يهفو حنين الشهداء
أرواحهم تجأر قبل الخلق!
لأنَّها تريدُ أن تموت
من قبل أن تحيا الحياه.!
من أجل أن تُخلق
وتموت من جديد!
في وطن القبور
حيث الورود والعطور
والنجوم والزهور
وجودها.. عدم
وموتها.. وجود!
وكعبة الأصنامْ
تفهق بالآثام،!
الخيـال : "والبُلبل" الجميل
والهدهد الصغير
وابنة "ذي رعين"
في "ويزة" الآلام موثقين!
وفي "تناوير" الشقاء مُخبتين!
وتخفت إيقاعات "مدارب السيل" وتتلاشى، ونسمع "فرتاش" عودٍ كأنه يمهِّد لإِيقاع لحن "يا جانيات العناقيد"، تسجيل أحمد السندار، ويسحُّ كالندى على عرائس الزهور صوت يقول في جلال:
صنعـاء : إني أنا.. "صنعاء" اليمن
"صنعا" التي ظلتْ على
ولائِها "لذي يزَنْ"
وفضلت على الصَّليب
"الحبشي" صمتَ الوثنْ!
من يشتري النومَ..؟
ومن.. يبيعني السَّهر؟
قد كنت طيفاً حام في
أجفان "ذي رُعين"
من قبل أن يموت
وطاف في أجفان كلِّ عين؛
لشاعر طريد
أو ثائر شريد
أو بطل شهيد
أنا "نعاس"
أنا ابنة "القيل" الكبير
من قبل أن
تعرف "بلقيسُ" سليمان الحكيم!
لحنُ الزمان البكر في سمع العدم
أوَّل حرفٍ خطَّ في لوح القدم!
كم من نبِيّ قد عرفتُ
وهو يشدو بالحكمْ
وشاعرٍ وساحرٍ
وكاهنٍ؛ وكمْ، وكمْ
من فرحةٍ، ونكبةٍ
ومن سرورٍ، وألمْ
قد يهرمُ الدهرُ ولكن
لن يُصيبني الهرمْ!
و "قلبي العصيُّ" لمْ
يُهزم لحادثٍ ألمْ!!
وتتلاشى الأضواء مع إيقاعات "العود" رويداً، رويداً ومع صوتٍ جهوري ينبعث من "الزاوية" ينشد:
"صنعاء" قلبها عصي في الخطوب والمحنْ،
جحافل الأحباش لم تُسْلِسْ لِتيهِهَا رسنْ
ظلَّت على ولائها "لتبعِ" و "ذي يزنْ"
وفضَّلت على "الصَّليب" "الحبشي" صمت "الوثنْ"
ضلالةٌ جميلةٌ
فيها الإِباء قد كَمَنْ
[ويُسدَلُ الستار]
لندن: 25 شوال سنة 1392هـ
1 ديسمبر 1972م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :676  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 241 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج