حيِّ الدعاةَ الصامتينْ |
بصوت آلاف السنينْ |
واجأرْ، فإن لم تستطع |
فاهمسْ، وتمتمْ بالأنينْ |
فالتمتماتُ على الشفاه |
تنمُّ عن ألمٍ دفينْ! |
هتفت "بموسى" وابـن "مـر |
يم"، وابن "آمنة" الأمينْ |
بمكارم الأخلاق، بالإِيـ |
ـمان، بالحق المبينْ! |
* * * |
لكن.. وضجَّ الخـوفُ وانـ |
ـسحقَت أماني الضارعـينْ |
الهاتفين بصوت "أحمـ |
ـد" والهداةِ المصلحينْ |
وبما به نادى "المسـ |
ـيح" ورامه للعالمينْ |
صوت العدالة، صوت |
آمال الضحايا الكادحينْ |
العاملين؟ ولم ينالوا |
قط أجرَ العاملينْ |
الصابرين! وما لهم |
حلمٌ.. بفوز الصابرينْ! |
الصائمين.. ولا ابتهاج.. |
"بعيد فطر" الصَّائمينْ! |
* * * |
باسم العدالة حطموا |
أخلاقها.. متعمدينْ |
قتلوا الحوافـز.. كـي يعيـ |
ـش الناس موتى، عايشـينْ |
مثل البهائم؛ لا خيال |
ولا جمال، ولا حنينْ! |
وتناخبوا السلطان؛ سفا |
حين غُلْفاً ملحدينْ؟ |
يَتشاءبونَ، منَ الفوا |
حش مُتخمينَ، مُخدَّرينْ |
والله، لوْلا تِيه |
أرْباب الثَراء العابثينْ |
قد أسخط "الفقـراء" واستـ |
ـعدى "الجيـاع" الحاقديـنْ |
ما اسْطـاعَ رعـب الظلْـم |
إسكات الدعـاةِ المخلصـين |
ولمَا تمكَّن طاغياً |
حكمُ الطغاةِ الآثمينْ |
أين السـلامُ؟ وقـد غـزاهُ |
الخوف في "البلـد الأمـينْ"! |
في "القدس" أوَّل قبلةٍ |
للْمؤمنين "المسلمينْ"؟ |
يا للحقيقة أصبحت |
شوهاء كالحة الجبينْ |
أيعيش أهلُ الأرض في |
أوطانِهم مُتطامنينْ؟ |
ولهم حقوقُ العيش |
فيها آمنين مرَفَّهينْ؟ |
إلاَّ "فلسطين" الأسـ |
ـيرة في يد المستعمرينْ |
أبناؤها خلْف الحدو |
د مشتَّتين مُشردينْ! |
"جـرحٌ يضـجُّ". ويستغيـ |
ـثُ شعور قـوم جامديـنْ! |
"وقضيـة تتلمَّـسُ" الإِنصـ |
ـاف عندَ المعتدينْ! |
* * * |
يا صمتُ ليس الصَّمـتُ في |
شرْع بإنصافٍ قمينْ! |
بلْ بالصواعق قسوةُ |
العدوانِ تصهرُ أو تلين! |
و "الحقِّ" ما لمْ تحمِه |
اسْتخْذى لبطـش "المبطلـينْ" |
و "العدل"؟ لا عَدْلٌ |
يسودُ بدون "قُـوَّة" قادريـنْ |
وإذا "تكافأت" القوى |
عاش الـورَى "متساويـينْ"! |
* * * |
بالحُبِّ. يـا صوتـي.. أفـقْ |
واحرس حقُوقَ النَّائمينْ |
حركْ مشاعرهم؛ أعدْ |
فيهم حياةَ "النَّاطقينْ" |
يا "صمت"؛ يا تيهي |
كرهتُ الصمت هلْ لي أن أبينْ؟ |
سئمت لساني الصَّمت |
إن الصَّمت ديـنُ العاجزيـنْ |
* * * |
أنا مُسلمٌ؛ فالنَّاس |
أكفاءٌ؛ ومـن مـاءٍ وطـينْ |
وأرى "الخروج" على |
الطغاة المارقين الفاسقينْ |
و "الصمتُ" كفرٌ |
بالإِله وبالدَّعاة المرسلينْ |
لو أنهم صمتوا لما |
فزنا بوحيٍ، أو بدينْ |
لو لم يثُر "زيدُ" و |
"إبراهيم"؛ ما وضح اليقـين! |
سمّوهُ: "جعفرُ" أو "أبوهُ" |
أو "الرَّشيد" أو "الأمينْ" |
و "هشام" أو "مروان" أو |
حتَّى "مُعاوية" الرَّصينْ |
لا فرق بين الأبعدين |
إذا عَصَوا – والأقربينْ |
للعَدل منظارٌ به |
يمتاز صَفُّ المجرمينْ! |
وهـو "الصِّـراط المسْتَقِيـمُ" |
فلا "يسار" ولا "يَمينْ" |
* * * |
"الأكثريةُ" في بلادي |
من عداد الميِّتينْ
(1)
|
"الصَّامتين"، الصَّابرين |
الخاضعين، الضَّائعينْ |
واليوم، دينُ النّاس |
دينُ الأقوياء المُبدعينْ |
أهل القوى؛ مـن طائـرات |
ومن مدافع، أو سَفينْ |
و "الشَّرق" يشحتُ، أو |
يثرثر أو يزيِّـفُ "ثائريـنْ"؟ |
يثبون "أحراراً"؛ فإنْ |
جلسوا على الكُرسي الوضينْ |
ركنوا إلى أطماعهمْ |
وتوارثوها "مَالكينْ" |
وتلاعبـوا بالدِّيـن والدُّسـ |
ـتور، غير مبالينْ |
* * * |
هلْ قصَّةُ الإِنسان في |
دُنْيايَ مأْساةُ السِّنينْ؟ |
منْ أنبياء مُصلبين |
.. وأدعياء مُسلَّطينْ؟ |
أمْ أنَّ طغيان الضَّجيج |
ودَمْدمات المُرْجفينْ؟ |
قـد أرعـب "المستضعفـين" |
وأرهَبَ "المُتوهِّمينْ"؟ |
وقضى على حسِّ "البصيرة" في عيون المبصرينْ! |
وأماتَ طاقات الهُدى، في ألسن المتكلِّمينْ |
فتهافتوا مثل الفراش، وأجْفلوا متفرقينْ |
لا ينطقون، وأيُّ نطقٍ للأسارى المُهطعينْ؟ |
"الصوت" سرُّ الله. فانصهروا به.. مُستغفرينْ |
وتظلَّموا، لا تستكينوا.. لا تظلوا ساكتينْ |
فالصَّمت ما يرضى به.. منَّا الطُّغاةُ الحاكمونْ |
ليمارسوا طُغيانهمْ، و "الأكثريَّةُ" صَامتونْ |
يا ليْتَكم؛ يا ليْتَكم يا ليْتَكم.. تتكلَّمونْ |
* * * |
"أسفي لأني" قد "أسفْتُ" وليس قومي "آسفينْ" |
ألفوا "السكوتَ" على الهوان فقدَّسوهُ كارهينْ |
وعرفتُ نفسي فانطلقتُ على جناح من يقينْ |
أفضي بمكنوني؛ وفيه يصيحُ "صوتُ المؤمنينْ" |
* * * |
"أسفي لأنّي" لا يراني الخلقُ بينَ اليائسينْ |
وارَيتُ آلامي.. فلمْ أزعجْ عيونَ النَّاظرينْ |
وَوَأَدْتُها خوفاً عليها من "شمات" الحاسدينْ |
والمُشفقين؛ ذَوي الدُّموع الذَّائبات من الحنينْ |
قد كنتُ "بحراً" للدُّموع فصرتُ "قفراً" للأنينْ |