ندموا لات حينَ ساعةَ مندم |
وبكَوا لا دمعاً ولكـن بكـوا دمْ! |
قد تعـرّت حظوظهـم لهـم أمـراً |
ويسراً، من كل ما خـص أو عـمْ |
فأبوها معَ المودة والشكران |
واستعذبوا العداوة والذمْ! |
أفسدوا أنعم الزمان عليهم |
فإذا شهدها صديد وعلقمْ |
وإذا بالأرزاء قد زأرت غيظاً |
وطوفانها أفاق ودمدمْ! |
(والمنايا مواثل) وفلول (الرّ |
بع) شـتى.. وكـلُّ شـيء محطـمْ |
والأماني صرعـى، وأحلامهـا تجـ |
ـأر ثكلـى والمجـد دام مهشـمْ! |
وإذا الروضُ بلقعٌ: والعصافيرُ |
يتامى، والعرشُ خاوٍ مهدَّمُ |
وإذا بالبيان أخرس يبكي |
صامتاً؛ والقريـض أبكـم أعجـمْ |
ربَّ صمتٍ أعـزُّ من ألف قـولٍ، |
يخرسُ النطـقُ؛ والأسـى يتكلـمْ |
في معاناة الصمـتِ أحـزانُ نفـسٍ |
تتلَظَّى، ومهجةٍ تتضرَّمْ |
أيهـا النادمـون؛ ما كانـتِ الأقـ |
ـدار إلا صـوت الجـزاءِ المحتـمْ |
ليس مـن ظالـمٍ علـى الأرض إلا |
سوف يُبلى -كما بُليتم- بأظلـمْ! |
وحياة الورى كما قـال (شوقـي) |
بيتُ عُرسٍ علـى جوانـب مأتـمْ |
سُنة الكون إن تحدَّى جديدٌ |
بطشها زخّ في لظى مـن تقـدمْ..! |