شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ويطلب بعد ذلك الأستاذ كنعان الخطيب الكلمة، فيقول:
- بسم الله الرحمن الرحيم، إن هذه المناسبة السعيدة ترجع بي إلى ذكريات وسنوات خلت برفقة أديبنا الكبير المحتفى به السيد/ أحمد عبيد.
- أردت أن أذكر حادثة واحدة لا لأهميتها، بل من قبيل التسلية، لأن لها علاقة بـ "صرخة العرب" في القاهرة.
- منذ ثمان وعشرين سنة كنت أشكو من ألم في ظهري من الغضروف الزاحف، فركبت الطائرة إلى بيروت ونزلت في مطار المدينة المنورة وصعد راكب يحمل عدداً من مجلة "آخر ساعة" المصرية، فرجوته أن أتسلى بها قليلاً، فأخذت أتصفح تلك المجلة فوقع نظري بغتة على الخبر التالي:
- "كنعان الخطيب أسعد شاعر في هذه الأيام لأنه ألقى قصيدة بين يدي سمو الأمير فيصل في القاهرة فأعجب بها ومنحه كيساً يحتوي على خمسمائة جنيه ذهباً فهنيئاً لكنعان".
- ومرَّت الأيام وكنت أمر في القاهرة مع زوجتي في شهر العسل، فقصدت أن أزور صديقي وحبيبي وأخي الأخ أحمد عبيد في مكتبه في "صرخة العرب".
- ذهبنا إلى المكتب، وكان مكتباً فخماً وقد أحضر المصورين، وقد نعمت بتلك الزيارة والترحيب وذكرت له الحادثة، قال نكذِّبها فأخذنا نكذب الخبر، وبدأنا التكذيب بالحكاية التالية:
- أراد رجل أن يطلق زوجته فسأله أبوه: لماذا هل هي قبيحة؟ فقال: بل هي أجمل فتاة في الحي، فقال له: هل هي مبذرة؟ قال: حاشا إنها تحرص على القرش أكثر مني، فقال: هل هي عاقر؟ قال: حاشا لله لقد أنجبت منها ثلاثة أولاد أعتز بهم. قال: هل هي جاهلة؟ قال: إن شهادتها العلمية أرفع من شهادتي. قال: هل هي تخونك؟ قال: معاذ الله إني أشك بنفسي قبل أن أشك بها، فقال أبوه: هي جميلة وأمينة وحريصة وعندك أولاد منها إذن ما هو السبب؟
- فقال له ابنه: آه لو تعلم السبب.. فقال الأب: وما هو السبب؟ فقال الابن: إنها تصدق ما تنشره الصحف، فقال الأب: طلقها في الحال!!!
- ولذلك أنا إذ أنفي هذا الخبر فلا أريد أن أنفي تكرُّم سمو الأمير فيصل بعطفه عليَّ، وأنا أتمتع بهذا العطف.
أما القصيدة التي تعتبر أول قصيدة نظمتها شعراً لسمو الأمير فيصل أقول فيها:
أفيصل أنت الفتى الأمثل
وأنت لنا الحصن والموئل
أبوك الذي شاد أسـمى الصـروح
ومن قبله جدك الأول
لئن سرت يوماً بلا جحفلٍ
فأنت بمفردك الجحفل
هدوؤك زجر لمن يعتدي
وصمتك نطق لمن يجهل
وأنت المقيل لذي عثرة
ورفدك وفرٌ لمن يسأل
وأنت من الشعب في قلبه
وكل مناه وما يأمل
وَقَتْك مــن الشـرِّ عـينُ الإِلـه
نفديك بالروح يا فيصل
- وقد تكرَّم الأخ أحمد بنشرها، وكنت معجباً بالحزم والإِرادة تدعمهما الجرأة على أنه فرض نفسه على القاهرة، وعلى الصحافة المصرية في ذلك الوقت بمفرده، فأهلاً وسهلاً بك، وفرصة سعيدة أن نلتقي بك يا أحمد.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1310  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 60 من 126
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج