| لم أقترفْ ذنباً؛ لمعرفتي بما |
| يُجدِي بني وطـني ومـا لا ينْفَـعُ |
| لكنَّ جهلُ المريض بدائِهِ |
| ودوائه والسَّقَم فيه يرتعُ |
| يُمْسي الطبيب يَروض شَامِس فِكرِهِ |
| ليقيلَهُ، فيصدُّ عنه ويجزعُ |
| والشرُّ قـد نتـأتْ رؤوس صلالِـهِ |
| والخير تنهشُـه الرِمـاح الشُـرَّعُ |
| والدينُ مُنْصَدعُ الجوانـبِ ضـارعٌ |
| والحقُّ مضطهـد النَّصـير مضيَّـعُ |
| وهراء كلِّ مُدَجِّلٍ ومخرفٍ |
| ينكي القلوب وللـرؤوس يُصـدِّعُ |
| ومنابر التَّضليل يفترعونها |
| جهراً فتهتَزّ الجهات الأربعُ |
| * * * |
| سأظَلّ أهتِـفُ بالحمـى وأسـودِه |
| وأذود عنه، وأفتديه، وأمنَعُ |
| في مهيعي أمضي؛ وحولـي عصبَـةٌ |
| "يمنيَّة" طابَتْ وطاب المهيعُ |
| ما إن حنـوا يومـاً لـذلٍّ جبهـةً |
| مذ كان فيهم "ذو نـواس" و "تُبَّعُ" |
| و "العبقريّون" الأئمـة مـن بـني |
| "حَين" و "يحيى" من إليهـم أرجـعُ |
| في "العدل والتَّوحيد" في ديني وفـي |
| غضب الأسود إذا استثيروا أو دُعُوا |
| لا يجبنون إذا تضايقَ مِخْنق |
| أو ينكصون مخافةً أو يُصرعوا |
| بدم "الحسين" و "زيد" والشهداء" من |
| آل الرسول" تثقفوا، وتطبَّعوا |
| * * * |
| فتَنحَّ يـا خـدن الجهالـة والخنـا |
| واطرق؛ فمثلك رُمْحُـه لا يُشْـرَعُ |
| واترك مجالات العُلا لرجالها |
| ماضيك معـروفٌ ويومـك أبشَـعُ |
| هلاَّ ذكرتَ وأنت في زمـن الصَّبـا |
| تحنو جبينك للأنام وتركعُ |
| والبؤس يرقص في جبينـك رغبـة |
| والجوع ذل في الجفون وأدمعُ |
| وأتيتَ تلثم أرجلاً وأناملا |
| دهراً وأنت لكل شر منْبعُ |
| وظَلَلْت تلثم أرجلا وأناملا |
| دهراً وأنت لكل شر منْبعُ |
| فتكفَّلوا بـك واصطفتـك جماعـة |
| هذا يجود، وآخرٌ يتبرَّعُ |
| ماذا دهاك؛ فعدت تشتـم "سـادةً" |
| جادوا عليك بمالهم، وتبرعوا |
| فارجع بطرفك حاسراً "عدنان" قـد |
| جلَّت و"قحطانٌ" أعزُّ وأمنَعُ |
| أخوان في العلياء ما افترقـا، ومـا |
| خابا، وما خافـا، ولـن يتمزَّعـوا |
| "صنوان" أصلٌ في العروبـة واحـدٌ |
| والدين يكفـلُ، والمبـادئ تجمـعُ |
| فاقضِمْ ضميرك دودةً، واعكف على |
| مالٍ جمعْـتَ وأنـت عبـدٌ تجمـعُ |
| في "بون" أمثَلةٌ تضجُّ وتلك |
| أوراق البنوك إلى العدالـة تضـرعُ |
| والشَّعب في "اليمن السعيدة" شامسٌ |
| عَمَّا يُشين؛ وبالمعالي مُولَعُ |
| قد يستجيبُ إلـى ضلالك سـذَّجٌ |
| حيناً؛ وقد يَستسْلِم المتسرِّعُ |
| أم الأشاوش من "قريش" و "حمـير" |
| هيهات لن يتغـيروا، أو يُخْدَعـوا |
| ولسان حال الشَّعب يصرخ جهـرة |
| في وجه من يُمْلِـي لـه أو يطمـعُ |
| زعم "الفرزدق" أنْ سَيقْتُل "مربعـاً" |
| أَبْشر بطول سلامـة يـا "مربـع" |