في حنينٍ دَائمِ |
وادِّكارٍ واجمِ |
في زفيرٍ وشهيقْ |
ونحيبٍ لا يفيقْ |
ضلَّ عن مأواه لا يعرفُ نهجاً أو طريقا |
والأماني حولَهُ صرعى؛ ولا يدري رفيقا |
* * * |
كان بالأمس ربيبَ الصبواتْ |
وهو اليوم نديم الحسراتْ |
ورفيق العبراتْ |
وصريعَ الذكرياتْ |
وخيالات نشاوي وظنون خائباتْ |
ورؤى تَلهَثُ كالْهِيم بوادي العثراتْ |
وحنين وأنينْ، ودموعٌ، وشتاتْ |
* * * |
كلَّما أمعَنَ في السُّكرِ صَحا القَلْبُ الجريحُ |
أو أفاقَ الشوقُ، واستعْرَمَ وجدانٌ ذبيحُ |
وتراءتْ كخيوط العَنْكَبُوتْ |
ذكرياتٌ نَسلَتْ من كهفِ ماضٍ موحشْ |
حَسراتُ البؤسِ في أرجائه |
تتعاوى كَذِئابٍ جائعات؛ |
والمنايا تتلوى كالأفاعي؛ |
والرزايا كالوحوش الضارياتْ |
ودموعٌ ونجيع، وحنينٌ وأنينْ، |
وسهادٌ واضطهادٌ، وعذابٌ لا يلينْ |
كلُّها ترجُفُ خوفاً.. بين تلك الظلماتْ |
وفناءٌ غامض يفغُر فاه |
وكيان شاحبٌ يرسف في أغلالِهِ |
وهلاكٌ ودمارْ. |
* * * |
وغدٌ.. يا ويحَ نفسي من غدٍ |
إنَّه لفْحَةُ نارْ، إنَّه وثبَةُ ثارْ |
إنه وصمة جرحٍ في جبينْ |
إنَّه غضبةٌ حقدٍ لا يلينْ |
إنه وحشٌ كمينْ |
وبقايا خمرةٍ عاقرها شيخٌ عقورْ |
أغمض العين على نشوتها وهي تفورْ، |
فهي موتٌ وحياةٌ |
وهي إظلام ونورْ |