شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
150- لا تسلني
لا تَسَلْني: كيف أشتاق إليها؟
فهي حُبّي؛ وأنا ملكُ يديها
والسَّنا بعض معاني مقلتيها
والهوى سرٌّ يناجي شفتيها
والصِّبا.. والحُسنُ موقوفٌ عَليْها
وهبي "دنيا" وحياةٌ أجتليها
* * *
لا تَسَلْني، واسأل الدَّمع يُبَكِّيها غزيرا
واسأل الشِّعر يناغيها عبيراً وحريرا
والضنا، والسُّهد، والشوق المريرا
لا تسلْني؛ فهي دنيا؛ وحياة أجتليها
والشَّذى، والحسنُ، والفتنةُ أسراري لديها
لا تَسَلْ؛ كيف ابتلانا الدهرُ بالبُعْدِ طويلا؟
كيف أشقانا ظلوماً؟
كيف أظمأنا بخيلا؟
كيف.. لم يُبْقِ إلى اللُّقيا سبيلا
كيف لم يرحم جراحاً؟
كيف لم يُسْعِدْ غليلا؟
لا تسَلني واسأل الأوراق منها.. وإليها
هي تحكي ما تُعاني، وأنا قد ذبت فيها
* * *
لا تَسلنيَ، واسأل الليل وقد ملَّ اكتئابي؛
وحُميّا الكأس قد غصَّت من الدمع المذاب؛
والأماني؛ وهي صرعى بارْتيابي؛
والأغاني؛ وهي نشوى بعذابي
لا تسلني؛ فأنا صَب أسيرٌ في يديها
ما صبا عنها فؤادي بل صبا شوقاً إليها
* * *
لا تَسلني، واسألِ الأنسام كم ذَابتْ بليلهْ
بتحياتي، وأشواقي، وأحلامي الجميلهْ
والهوى تفضَحُه؛ والسِّرُّ لا تُخفِي قتيلَهْ
والشذى كم حَمَلت عنّي وأهدتني عليلهْ
* * *
أنا أهواها وأشتاق إليها
وإلى قُدْسِ السَّنا في مقلَتَيْها
وإلى خمر الهوى في شفتيها
وإليها.. وهي "دُنيا" أجتليها
والصِّبا، والحسنُ موقوفٌ عليها
لندن: 1381هـ/ 1961م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :497  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 174 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .