لا تَسَلْني: كيف أشتاق إليها؟ |
فهي حُبّي؛ وأنا ملكُ يديها |
والسَّنا بعض معاني مقلتيها |
والهوى سرٌّ يناجي شفتيها |
والصِّبا.. والحُسنُ موقوفٌ عَليْها |
وهبي "دنيا" وحياةٌ أجتليها |
* * * |
لا تَسَلْني، واسأل الدَّمع يُبَكِّيها غزيرا |
واسأل الشِّعر يناغيها عبيراً وحريرا |
والضنا، والسُّهد، والشوق المريرا |
لا تسلْني؛ فهي دنيا؛ وحياة أجتليها |
والشَّذى، والحسنُ، والفتنةُ أسراري لديها |
لا تَسَلْ؛ كيف ابتلانا الدهرُ بالبُعْدِ طويلا؟ |
كيف أشقانا ظلوماً؟ |
كيف أظمأنا بخيلا؟ |
كيف.. لم يُبْقِ إلى اللُّقيا سبيلا |
كيف لم يرحم جراحاً؟ |
كيف لم يُسْعِدْ غليلا؟ |
لا تسَلني واسأل الأوراق منها.. وإليها |
هي تحكي ما تُعاني، وأنا قد ذبت فيها |
* * * |
لا تَسلنيَ، واسأل الليل وقد ملَّ اكتئابي؛ |
وحُميّا الكأس قد غصَّت من الدمع المذاب؛ |
والأماني؛ وهي صرعى بارْتيابي؛ |
والأغاني؛ وهي نشوى بعذابي |
لا تسلني؛ فأنا صَب أسيرٌ في يديها |
ما صبا عنها فؤادي بل صبا شوقاً إليها |
* * * |
لا تَسلني، واسألِ الأنسام كم ذَابتْ بليلهْ |
بتحياتي، وأشواقي، وأحلامي الجميلهْ |
والهوى تفضَحُه؛ والسِّرُّ لا تُخفِي قتيلَهْ |
والشذى كم حَمَلت عنّي وأهدتني عليلهْ |
* * * |
أنا أهواها وأشتاق إليها |
وإلى قُدْسِ السَّنا في مقلَتَيْها |
وإلى خمر الهوى في شفتيها |
وإليها.. وهي "دُنيا" أجتليها |
والصِّبا، والحسنُ موقوفٌ عليها |