كواكب النور في العلياء إخوتُه |
خفاقةً في الذرى تختال أرزته |
إذا ادلهمَّ ظلام الجهل في بلد |
لكم أضاءت ولم تطفأ منارته |
شبابه في أقاصي الأرض مغترب |
ضاقت عن الهمة القعساء ساحته |
لم يرتفع صوت داعٍ في مساجده |
إلاَّ استجابت ولبَّته كنيسته |
هوج العواصف كم هبَّت مزمجرة |
فاجتازها شامخاً في الأوج هامته |
حار الطبيب من السر المحيط به |
إلى العليل شفاء الداء نسمته |
من فلقة الصخر تنساب المياه إلى |
خضر الخمائل والأزهار حليته |
وللجداول لحن في تدفقها |
تسبح المبدع الوهاب نغمته |
ما أمّه زائر إلاَّ وقد طبعت |
وضاءة في حنايا القلب صورته |
لبنان يا موئل الأحرار من قدم |
في مفرق الشرق تاج أنت درته |
لئن أهين كريم في عشيرته |
ففي رحابك قد ردت كرامته |
لبنان يا ملهم الإِبداع معذرة |
إن قصَّر الشعر أو ضنت بلاغته |
لي في ربوعك ذكرى لن يبددها |
مر السنين وعز العمر صبوته |
جنيت فيك ثمار العلم معترفاً |
بفضل ما أغدقت بالخير نبعته |
واليوم جئتك في ركب يشرفني |
ومن كفيصل لم تسلم عزيمته |