شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فيبدأ الأستاذ الزيدان حديثه قائلاً:
- بسم الله الرحمن الرحيم، حين دعيت أن أعلق على تكريم هذا التكريم وجدتني متهماً أني أعطي للأخ حسين سراج ما يحمله هذا الاتهام لأن بيني وبينه صداقة متينة، ولأن بيني وبينه سراً، ولأن بيني وبينه علماً وفهماً. كلما اجتمعت به كان أستاذاً لي وكنت تلميذاً له.
- ولا خير في التلميذ أو لا خير في الأستاذ إذا لم يكن تلميذاً. حسين سراج أرستقراطي. أبوه رئيس وزراء، وجدّه إمام في العلم، وجده الثاني كذلك. ولقد ذكر في سياق حديثه أن السادة الأمراء كانوا يقبِّلون أيديهم أدباً منهم.
- هذا الأرستقراطي أحب أن يكون ديمقراطياً في شعره، يقول أنه تعلَّم الشعر في المجالس لكنه نسي أن يذكِّرنا بالمجالس التي كان فؤاد الخطيب سيداً فيها. فهو إن لم يتتلمذ على فؤاد الخطيب بالتلقّي، فإنه تتلمذ على فؤاد الخطيب بالسمع، فله معاشرتان مع فؤاد الخطيب في مكة وفي عمان.
- إن ديوان فؤاد الخطيب الذي نشر له لم يذكر مع الأسف شعره الغزلي وشعره النظيف المحبَّب إلى أهل مكة، وأعتقد أن الأخ حسين سراج باشا قد نسيه أو تناساه، أو لا يحب أن يذكره، كما أن الصديق أحمد موصلي - أمدَّ الله في عمره - يعرف هذا الشعر، ولكنه ضنين به.
- كان فؤاد الخطيب معلماً ولم يمارس التعليم حين كان محرراً في "أم القرى" ومكة كانت في ذلك العهد مناط الغزل، ومناط الحب، كذلك بيروت السروق أنا أطلقت على بيروت اسم المدينة السروق. لأنها سرقت حبي لشيء وجعلتني أحبها بعض الشيء أي بعض الوقت. كنت قادماً من هنولولو إلى جدة عن طريق اليابان، وفي اليابان ذهبت أركب من المطار إلى جدة، إلى أهلي، ولكني عندما شممت رائحة الأرز وعندما لثمت تربة لبنان أقال الله عثرتها، ونكب الله من نكبها من عربي أو يهودي، فالعربي نكبها واليهودي ما نكبها إلا حين نكبها العربي. فتركت السفر إلى بلدي ورجعت أعيش في بيروت أياماً، فسميت بيروت سروقاً، هذه السروق سرقت حسين باشا سراج من الأرستقراطية ومن التعاظم إلى أن صار بلدياً ديمقراطياً، يتعلَّم العلم للعلم، ويقول الشعر للشعر.
- فبيروت أيضاً كانت ميداناً ليتعلم فيها، ثم عندما جاء إلى عمان كان بلاط الأمير عبد الله بن الحسين، أو الملك عبد الله بعد ذلك بلاط شعراء: فؤاد الخطيب، خير الدين الزركلي، الأمير عبد الله نفسه، عبد المنعم الرفاعي، الشريقي، حسين سراج وغيرهم، والأمير عبد الله شاعر، ومن يعرف الخنجرية يعرف شعر الملك عبد الله الحسين.
- فهذه البيئات جعلت حسين سراج شاعراً ديمقراطياً فيما دفع الأرستقراطي فيما نظم وفيما قال، لأن الشعر عندما يعظم ويصبح أخاذاً في الأذن، أخاذاً للوجدان، يصل إلى مقام الأرستقراطي الكبير، وأظن أن الدكتور عز الدين لا يخالفني في ذلك إذا ما سرنا مع ابن رشيق.
- هذا الأستاذ حسين سراج أكبر غشاش بالنسبة لي، فكثيراً ما عاشرته، وكثيراً ما سهر عندي، ولكنه قد كتم عني الكثير مما قال. فأنا أعتبره قد غشَّني. وإن غشاني الآن بكل ما أتحف. لقد ترك لقب باشا وما جاء ليأكل البغاشا هنا، وإنما جاء ليلثم تراب أرضه، ليلثم تراب وطنه، ليلثم تراب مكة، فمكة في وجدانه لها حنين، ولا أنسى شهاراً، فشهار أرض السراجيين لا زالت حباً لحسين باشا سراج، - أمدَّ الله في عمره وأبقاه -. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
ويعلق المحتفى به الأستاذ حسين باشا قائلاً:
- شكراً للأستاذ محمد حسين زيدان على كلمته الرائعة ولإِطرائه الذي لا أجد من الكلام والبيان ما أعبر به عن شكري وعن حبي الخالص له ولكن جزاه الله عني خير الجزاء.
 
ثم يطلب الأستاذ حسين نجار الدكتور عز الدين إسماعيل للحديث بالعبارة التالية:
- رغبةً في اغتنام الفرصة التي يعيش فيها بيننا سعادة الدكتور الذي أخذ الميمنة من المحتفى به، ولعلكم تعرفونه دون أن أشير إليه، فهو يعرف نفسه أنه صاحب مقام ومقال، إنه الدكتور عز الدين إسماعيل نرجو أن نسمع منه شيئاً فيما سمعناه هذه الليلة.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :981  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 126
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.