من المحلَّق تهفو نحوه المهجُ |
ومن أشعته الآفاق تنبلجُ؟ |
يجتاب شاسعة الأجواء مندفعاً |
لا عاصف الريح يلويه ولا الرَّهَجُ |
أكوكب في الضحى؛ والشمس ساطعة |
أم رحمة الله بالآمال تنبثجُ؟ |
أم "الخليفة" أهدتهُ السماء لنا؟ |
يا قوم بشرى فقد وافاكم الفرجُ |
هذي طوالعه الغرّاء سافرةٌ |
فكل قلبٍ بها ريَّان منثلجُ |
ما كاد يظهر في الآفاق طائره |
حتى توثَّبت الأرواح والمهجُ |
قالوا "الإِمام" وهبُّوا نحو مهبطِهِ |
لا وقدة الرمل تُثنيهم ولا الوهجُ |
والحبُّ طاقته الكبرى تذوب لها |
قوى الوجود فلا هولٌ ولا حرجُ |
سرٌّ من الله في الإنسان أودعه |
لا منطق العقل يدريه ولا الحججُ |
لقد شهدتُ وجوه الخلق مشرقةً |
شفاهُهُمْ بالدعاء والشكر تنفرجُ |
يتمتمون باسمٍ ودَّ سامعه |
لو أنَّه لاهجٌ فيهم كما لهجوا |
يا قسوة الهجر قد أُرضيت منك بما |
يُرضي القصيَّ؛ وحسبُ المدنِف الأرجُ |
بالأمس شبَّت لظى النيران عارمة |
موَّارة اللفح بالأهوال تمترجُ |
ظلَّتْ تعيثُ بأعشاب الأنام ولم |
ترحم عجوزاً ولا طفلاً بها يلجُ |
تمتدُّ سوداء أحياناً، وآونةً |
صفراء بالشعل الحمراء تمتزجُ |
بحرٌ من اللَّهب المسجور مضطربٌ |
من تحته لججٌ من فوقه لججُ |
* * * |
ما إن رأى (ناصر الإسلام) ما صنَعتْ |
بالناس حتى كوى إِحساسه الوهجُ |
بكى حناناً وما أزكى الدموع إذا |
جفن (الإِمام) بها يهمي ويختلجُ |
وأصبح الناسُ في رَوحٍ وفي دعةٍ |
عطف "الإِمام" لهم مأوى ومُبْتهجُ |
دمع (الخليفة) أطفى ما تسعَّر في |
تلك النفوس وكانَتْ قبل تعتلجُ |
هي الفضيلة في أسمى مظاهرها |
عَنا البيان لها وانتابه الرَّتجُ |
لا غرو إن خانني شعري وأخرسني |
جلال من للهدي والحقُ ينتهجُ |
فلم يدع غايةً يسمو لها بَطَلٌ |
إلاَّ وحالفه في نيلها الفَلَجُ |