شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
98- يا قوم بشرى فقد وافاكم الفرج
[في 26 شوال سنة 1372هـ شَبَّ في "الحديدة" حريق هائل أتلف نحواً من ستمئة بيت، وفي اليوم التالي وصل الإِمام أحمد على الطائرة، وحين وقف على أطلال البيوت المحترقة فاضت عيناه بالدمع، وأمر بعمارتها من جديد، وقد قُدِّمت إليه هذه القصيدة في ذلك اليوم]:
من المحلَّق تهفو نحوه المهجُ
ومن أشعته الآفاق تنبلجُ؟
يجتاب شاسعة الأجواء مندفعاً
لا عاصف الريح يلويه ولا الرَّهَجُ
أكوكب في الضحى؛ والشمس ساطعة
أم رحمة الله بالآمال تنبثجُ؟
أم "الخليفة" أهدتهُ السماء لنا؟
يا قوم بشرى فقد وافاكم الفرجُ
هذي طوالعه الغرّاء سافرةٌ
فكل قلبٍ بها ريَّان منثلجُ
ما كاد يظهر في الآفاق طائره
حتى توثَّبت الأرواح والمهجُ
قالوا "الإِمام" وهبُّوا نحو مهبطِهِ
لا وقدة الرمل تُثنيهم ولا الوهجُ
والحبُّ طاقته الكبرى تذوب لها
قوى الوجود فلا هولٌ ولا حرجُ
سرٌّ من الله في الإنسان أودعه
لا منطق العقل يدريه ولا الحججُ
لقد شهدتُ وجوه الخلق مشرقةً
شفاهُهُمْ بالدعاء والشكر تنفرجُ
يتمتمون باسمٍ ودَّ سامعه
لو أنَّه لاهجٌ فيهم كما لهجوا
يا قسوة الهجر قد أُرضيت منك بما
يُرضي القصيَّ؛ وحسبُ المدنِف الأرجُ
بالأمس شبَّت لظى النيران عارمة
موَّارة اللفح بالأهوال تمترجُ
ظلَّتْ تعيثُ بأعشاب الأنام ولم
ترحم عجوزاً ولا طفلاً بها يلجُ
تمتدُّ سوداء أحياناً، وآونةً
صفراء بالشعل الحمراء تمتزجُ
بحرٌ من اللَّهب المسجور مضطربٌ
من تحته لججٌ من فوقه لججُ
* * *
ما إن رأى (ناصر الإسلام) ما صنَعتْ
بالناس حتى كوى إِحساسه الوهجُ
بكى حناناً وما أزكى الدموع إذا
جفن (الإِمام) بها يهمي ويختلجُ
وأصبح الناسُ في رَوحٍ وفي دعةٍ
عطف "الإِمام" لهم مأوى ومُبْتهجُ
دمع (الخليفة) أطفى ما تسعَّر في
تلك النفوس وكانَتْ قبل تعتلجُ
هي الفضيلة في أسمى مظاهرها
عَنا البيان لها وانتابه الرَّتجُ
لا غرو إن خانني شعري وأخرسني
جلال من للهدي والحقُ ينتهجُ
فلم يدع غايةً يسمو لها بَطَلٌ
إلاَّ وحالفه في نيلها الفَلَجُ
الحديدة: 26 شوال 1372هـ/ 1953م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :364  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 122 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.