في هوَّة اليأس.. |
حيث الأفاعي السود تنفثُ بالسُّمومْ |
وهياكل الآمال ترسفُ في الهمومْ |
والخيرُ يَجْأَرُ موثقاَ |
والشر يزأرُ محنقَا |
أشعلت نبراسي |
وجثوتُ.. أوقده بزيت عواطفي |
وأصدُّ عنه مطبقات مخاوفي |
والقلبُ يخفق حائرا |
والروح يصرخ ثائرا |
وكما يُطلُّ البدرُ من خلف السحابْ |
ويداعبُ الأفقَ المصفّد بالضَّبابْ |
طَلَعَتْ تباشيرُ الصباحْ |
فَشفَتْ تباريحَ الجراحْ |
* * * |
أملٌ زَهَا؛ |
كالنجم يغمُرُه السَّنا |
فقطفتُ من إشعاعه |
قُبَلَ المُنَى |
ورشفتُ من لمحاتِهِ |
خمرَ الهنا |
وتطلَّعتْ روحي إلى بسماتِهِ |
وتحسَّسَتْ نفسي صدى نغماتِهِ |
ونسيتُ ماضي شقوتي وتعاستي |
وكأنَّما ذابَ الوجودْ |
فلا حدود، ولا سدودْ |
أنا كل ما في الكونِ |
من مرحٍ؛ ومن معنىً جميل |
يا للجمال؛ |
الحبُّ يحلُم ناعماً |
والفنّ يرقصُ باسماً |
يا للجلال؛ |
دارتْ حياتي بي على فلك السرورْ |
فطفقْتُ مخمور الشعورْ |
كالنُّـور |
أو كحفيفِ أوراق الزُّهورْ |
فامرح فؤادي |
وارتشِفْ كأس الحياة |
ليسَتْ دموع اليائسينْ |
بل نغمة المتفائلينْ |
هي؛ لذَّة كبرى تدور على قلوب |
العاشقين |
هي؛ بسمة سكرى تطوف على شفاه |
الحالمين |
فانعَمْ بها... قبل الوداعْ |
واستفّها قبل الرحيلْ. |