شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
91- تهامة في التاريخ
[قِيلت بمناسبة رحلة الإِمام أحمد إلى "حمامات السخنة"، وقُدِّمت إليه حين عاد إلى "الحديدة في 21 شعبان سنة 1372هـ/ 1953م]:
تنقَّلْ يا أمير المؤمنينَ
تحوطك عينُ ربِّ العالمينَ
وأرواح الرعايا المخلصينَ
وأَحْي قُلوبَ شعبكِ أَجمعينَ
فقد ملكُوا بكَ الكنْزَ الثَّمينَا
* * *
هبَطتَ على تهَامَةَ غَيْثَ بِر
وإحسانٍ وإفضالٍ ويُسْرِ
فبادَ بيُسْر عطفِكَ كل عُسْر
وذابَ بخير جودك كلُّ شرِّ
وهبَّ الخلق نحوك شاكرينَا
* * *
تسَاءَلتِ القفارُ وَأَنْتَ فِيها
أدار بها القَضَا وحَنا عليْهَا
فصَيَّر جَدبَها عَيشاً رَفِيهَا
أم الفردوس قد أَهدت إليْها
مثالاً من نعيم الخالدينَ؟
* * *
أتُفْنِي دَهْرَها قَيْضاً وجَدْبَا
وتَطْوي عُمْرَها سَغَباً وَرُعْبَا
ولا تزدانُ أزهاراً وعُشْباً
فتطلَعُ فجأةً فتفيضُ خِصْبا
وتَجْمُلُ منظراً وتَطيبُ طِينَا
* * *
بعثتَ اليومَ فيها العِلْمَ حيَّا
وصيَّرتَ المُقَامَ بها هَنِيَّا
فنور "الكهربا" يزهو قويَّا
وصافي مائها يجري نقيَّا
وإصلاحاتها تبدو فنونا
* * *
وقد حَصَدَتْ من التاريخ قَفْرا
وإِهمالاً وإعناتاً ونُكْرا
يعيث بها البِلى عَصْراً فَعَصْرا
ولا مَلِكٌ بها قد شادَ فخرا
ولم تعرفْ سوى المتجبرين
* * *
مضى فيها الملوك "بنو زياد"
وهَمُّهمُ الشموخُ على العبادِ
"وآل نجاح" ظَلُّوا في طرادِ
وحُكِّم بعدَهُمْ أهلُ الفسادِ
فنكَّل "تورنشاه" بهم فُنُونا
* * *
وأضنى الخلقَ جُلُّ "بني رسول"
وهل ترك "المجاهِدُ" من سبيلِ
لفضلٍ أو ليسْرٍ أو جميل
وظلَّ الناس جيلاً إثر جيلِ
لغصَّات الشقا يتجرَّعُونَ
* * *
سل التاريخ كم نُثِرَتْ رؤوس
وكم خُنقَتْ بكربتها نُفُوسُ
وكم في ليلِهِ قُبِرَتْ شموس
أديبٌ أو حكيمٌ أو رئيسُ
وباتُوا بالمنون مصفَّدينَ
* * *
و"أهل البيت" في جزرٍ ومَدٍّ
يذوقونَ العنَا في كل عهدِ
دماؤهم تسيل بكل نجْدِ
وأنفسُهم تُبَاحُ لكل وغدِ
وهم بجِهَادِهِمْ متمسِّكينا
* * *
وأشرق جدُّك "المنصور" بدراً
فأحيا نورُه الأرواحَ طُرّا
وجدَّد للهدى والحقِّ ذكراً
وطال "أبوكَ" طوداً مشمخرّا
وكان بشعبه برّاً أمينَا
* * *
وحين طلعتَ في الآفاق نُورا
كسوت معالم الدنيا حُبورا
وتاه الشعب مختالاً فخورا
وغنّى بهجةً، وزها سرورا
وضوَّعَ ذكرُهُ في العالمينَ
* * *
وقُدْتَ الشعبِ نحو المجد حرّا
تشقُّ أمامه ما كان وَعْرا
وتحطم دونَه الأهوال قَسرا
ولولا أنت تحرسُه لخرّا
صريعاً بين أيدي الطامعينَ
* * *
إذا شَرَّفْتَ صقعاً تاه مجْدا
ونوَّر أفقه فرحاً وسعدا
وكبَّر أهلُهُ شكراً وحمداً
وأصبح اسمك المحبوب وِرْدا
به يترنَّمون ويلهجونَ
* * *
وإن حَلَّتْ ركابُكَ سوحَ قطر
زها وافتَرَّ من نِعَمٍ وبشرِ
وحال ترابُه قبَسَات تِبْر
يشعُّ، وصخرهُ ماسات دُرِّ
وَوَرْداً كالثُّغور وياسمينا
* * *
ونجلك يقتدي بك غير وانِ
ولا يخشى مقارعة الزمانِ
وحول حياته تثب الأماني
تَراه رغبة "الشعب اليماني"
وآمال الشباب الطامحينا
* * *
فَدُمْ مولاي تُمْنَحُ ما تريدُ
وحظُّك حَسْبما تَهْوَى سَعيدُ
وعمرك كُلُّه فرحٌ وعيدُ
يذل لطَوْلِ عزتِكَ العَنِيدُ
ويعنو الدهرُ رِقّاً مستكينَا
* * *
ودَامت "يا أمير المؤمنين"
تحوطُك عينُ ربِّ العالمينَ
وأرواح الرعايا المخلصين
تطوف على مرابعنا أمينا
وتهدينا الصراط المستبينا
الحديدة: 1372هـ/ 1953م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :385  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 115 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان زكي قنصل

[الاعمال الشعرية الكاملة: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج