عَطِّر قصيدك بالنَّسيبِ |
وانْضَحْ به حرق القلوبِ |
واسكبهُ خمراً في كؤو |
س الفنِّ، وخالدة الطيوبِ |
واسبكْهُ زهراً أبدعتـْ |
ـهُ يراعة الوحي الخصيبِ |
ريَّاه سحر الحُبِّ مصـ |
ـبوغاً بأخيلة الأديبِ |
واقْبَسْهُ من ألق الصبا |
ح -سناً- ومن شفق المغيبِ |
من بسمةِ الفجر الوليـ |
ـد ونفحة الروض القشيبِ |
من كل ما في الكونِ من |
حسنٍ وأفراحٍ وطيبِ |
شعرٌ تزفُّ به الحيا |
ةُ عرائسَ الفنِّ العجيبِ |
أوزانه رعشات سحـ |
ـر في مزاهر عندليبِ |
ونشيده سبحات وحـ |
ـيٍ في مخيَّلةٍ خلوبِ |
ورُقاه آمالٌ تدا |
عب بالمنى شغَف القلوبِ |
* * * |
قد طال شجوك يا "نشيـ |
ـدي" وانصدعتَ من النحيبِ |
وأرقْت روحك حسرةً |
في ذائب الدمع الخضيبِ |
وبكيت بؤس الكون في |
نغم من الشكوى مذيبِ |
بالأمس كنتَ أسيرهـ |
ـمٍّ بين أنياب الكروبِ |
جثمتْ عليك كلاكل الـ |
ـبلوى، وأثقال الخطوبِ |
فرفعت طرفك بالرجا |
ء وطير صدرك في وجيبِ |
ودعوتَ "أحمد" ناصر الـ |
إسلام ذا الحسَبِ الحسيبِ |
فأغاث روحك وهو في |
شنَّاقة اليأس الغضوبِ |
وتكشَّفَت سحب المخا |
وف وانجلَت ظُلَمُ الريوبِ |
فامسحْ بفرحتك الجديـ |
ـدة دمعة الماضي الكئيبِ |
واستقبلِ الدنيا وطِرْ |
في أفق بهجتها الرحيبِ |
* * * |
ما كنت آمل أن أرى |
وجه (الخليفة) من قريبِ |
إلاَّ وقلبي في يدي |
جرحٌ تمزَّع بالندوبِ |
صرخاته تبكي الحياة |
بدمع خيبتها السَّكيبِ |
وكأنَّما أنا جثَّة |
خرساء في كفن الذنوبِ |
فرأيت وجه المجد يز |
هو فوق عرشٍ من قلوبِ |
تاجُ العروبة يزدهي |
فخراً بمفرقه المهيبِ |
فكبتُّ أنفاس القنوط |
وقلت: يا نفس اهدئي بي |
هذي الجلالة لا تضيـ |
ـق بيوم توبتك الحزيبِ |
أطلِع بشعرك شمسَه |
واهتك بها حجب الريوبِ |
* * * |
تالله لن يجد الزَّما |
ن لتاج مجدك من ضريبِ |
أحييت سنة "أحمد" |
في عصر فلسفة الخطوبِ |
وأقمتها بيضاء تجـ |
ـلو مجد غابرنا الذَّهيبِ |
والشرق في بيد الظنو |
ن وفي دجى الشك المريبِ |
فكأنَّ عصر "محمدٍ" |
قد شقَّ داجية الحقوبِ |
وأطلَّ عهد الراشديـ |
ـن بثوب فطرته القشيبِ |
فاسلك بنا نهج النجا |
ة فنحن في زمنٍ عصيبِ |
وابشرْ فسوف ترى قريـ |
ـباً آية الفتح القريبِ |
* * * |
سنرى قريباً شعبنا الـ |
ـيمني مفخرة الشعوبِ |
"فلكاً ترصَّعَ بالحكيـ |
ـم، وبالصناع، وبالطبيبِ" |
شركاته الكبرى تفيـ |
ـض عليه بالعيش الخصيبِ |
ورجالُه الأمناء قد |
وهبوه حبَّات القلوبِ |
يتدَرَّجون إلى المكا |
رم في الشمال وفي الجنوبِ |
نمضي جميعاً تحت را |
ية قائد الوطن النجيبِ |
أسد الجزيرة "ناصر الْـ |
إسلام" ذو الحسب الحسيبِ |
مولاي؛ هأنا في دمو |
عي كالغريق وفي وجيبي |
أبليتُ ماضي العمر في |
جهل وفي حُلُمٍ كذوبِ |
لم أكتسبْ إلاَّ الندا |
مة والتلطُّخ بالعيوبِ |
وقتلت أيَّام الصِّبا |
بين المخاوف والكروبِ |
آليت أن أدع الحيا |
ة تمرُّ بي مَرَّ الغريبِ |
لا أستنيم لسحر فتـ |
ـنتها ومنظرها الخلوبِ |
* * * |
مولاي خذ بيدي إلى |
حرم الأمان من الخطوبِ |
قد طال تعذيبي، وكد |
تُ أذوب باليأس المذيبِ |
فذبحتُ أنغامي على |
أشلاء أحلامي وكوبي |
وجرعتُ حسرةَ نادم |
ورشفْتُ إخلاص المنيبِ |
خذني بذنبي إن أرد |
تَ فلن أكابر في ذنوبي |
أو فاغتفرها رحمةً |
بأسىً تجسَّم في شحوبي |
أنت الحليم؛ وصدر حلـ |
ـمك لا يضيق بوزر حوبي |
جاوزتَ حَدَّ الوصف فاعـ |
ـذر عجز أخيلة الأديبِ |
ستظلّ معجزة البليـ |
ـغ الفذ، واللسن الخطيب |