أيُّ صوتٍ! دوَّى فهزَّ الوجودا! |
وأنابتْ لَهُ العقول سجودا!؟ |
أيُّ صوتٍ!. |
تفزَّعَت خيفةً منه "عروشٌ" |
وأوشكَتْ.. أن تميدا؟. |
أيُّ صوتٍ! عَلَتْ به صرخة الحقِّ، |
تشقُّ الدُّجَى، وتفري "البِيدَا"؟ |
أيُّ صوتٍ! أصغَتْ إِليه "الأَماني"، |
تستقي منه "حُلْمَهَا" المنشودا؟ |
* * * |
هو.. صوتُ الإِيمان، والأمل المنشود |
قد.. مزَّق الليالي السُّودا، |
فجَّرتهُ السماءُ "ينبوع" حقٍّ، |
سوف يبقى مقدَّساً مورودا! |
هو: لحن الخلود يَسْجُو لَه الكونُ.. |
ويَحْسُوهُ مُعْجَباً.. "مستعيدا"! |
وقَّعتهُ "أظافرُ" الغضب العاري |
نشيداً "مقدساً"، معبودا! |
هو صَمتُ "الشُّعوبِ" |
طالَ بِهِ "الكَبْتُ" |
فدوَّى في العالمين حقودا! |
"زهرٌ" نافحُ الأَريجِ زكيٌّ |
هَصَرتْهُ يَدُ "الغَشوم" وقودا، |
فَهَوى |
في "دخان" غضبته الكبرى؛ |
عليهِ.. "صواعقاً" و"رعودا"! |
* * * |
أَطرقي يا سماء |
هذا "انْتِقامُ الشَّعبِ" |
هدَّ "الأسوار" جاز "الحدودا"! |
هَا هُوَ "الشِّعر" طيرُ فنٍّ جديدٍ |
يعزف اللحن عبقرياً جديدا!. |
فانثري في أجوائهِ بسمات "الوحي" |
آساً، ونرجساً، وورودا. |
وأَذيبي في "صوتِه" خمرة "الخلدِ" |
نشيداً، وبهجةً، وقصيدا؛ |
واسكبي، في أوتار قيثاره الشادي، |
رُقى السِّحر تَسْتَذيبُ الحديدا؛ |
وأَريقي في عطرِ أنسامهِ العذْرا |
شذى الخلد يستفزّ "الوجودا": |
واصدحي، وامرحي، وميدي انتعاشاً، |
واعزفي، وارقصي، وذوبي نشيدا! |
وانشري في "كِنانة" الله |
أعلام التهاني |
وزخرفي الدهرَ "عيدا"! |
فلقد ودَّعت "ضحى السبت" في "تمّوز" |
من كان "بالحقوق" كنودا. |
"ملكٌ" هام في عبادة "جون بول"، |
وأَودى في حبِّه.. معمودا! |
طبعتْهُ أطماعه فتوارى |
تحتَها، ينفث الأوار المبيدا؛ |
ويحلُّ العُرى، ويعبث بالدستور، |
والدين، ساخراً.. عربيدا |
يصطفي من عناكب الشرِّ حكاماً |
قُسَاةً.. وقادةً، وجنودا! |
يَنْسجونَ الفنا شباكاً |
ويصطادون من كان مُخلصاً، أو رشيدا؛ |
قُلْ "لفاروق".. وهو في لججِ اليَمِّ |
شريدٌ.. يرودُ مأوى شريدا! |
كم رشفت الرَّحيق من دمع حرٍّ |
ماتَ عن أرضه غريباً طريدا |
كم سمعتَ النواحَ يوماً فلم تأبَهْ |
جنوناً، وخِلْتَهُ تغريدا |
* * * |
يا "ابنَةَ النِّيل"؛ كم تذوقتِ، |
في دنياك مرّاً؛ وكم جرعتِ صديدا؛ |
لم تزل "حيَّة" السياسةِ تستغويكِ |
مكراً.. وحيلةً.. وجحودا، |
سرَّحت في ربا ثراكِ أفاعيها |
تبثُّ الفساد سماً مبيدا |
ورمَتْ رجسها على ذلك الطُّهرِ، |
وأرخت على سناه البرودا؛ |
وأولوا الأمر من بنيكِ حيارى |
يتفانون خشيةً وجمودا، |
يا لها من سمات بؤسٍ وذلٍّ |
كيف أضحى الأحرار –بغياً- عبيدا!؟ |
* * * |
لم تزل "مصر" في الظلام تعاني، |
وتُقاسي الهوان والتهديدا |
في عراك مرٍّ يصارعُ فيه الحقُّ |
ناراً مشبوبةً.. وحديدا. |
وترى "الأعزل" الشجاعَ |
يلاقي الخصمَ يختال في السلاحِ حريدا!. |
يرشف الموت باسماً |
وهوى الأَوطان ينساب نغمةً ونشيدا؛ |
كلَّما هبَّ مجدها يغسلُ العارَ |
فيُقصي العدا. ويُحيي التليدا |
خدَّروها بعهد مكرٍ تلوَّى |
في رقاب الأَحرار غُلاًّ عتيدا، |
كمنَتْ شهوة المطامع فيه |
تأكل الحقَّ والمنى، والعهودا |
فهوتْ في مغاورِ الظلم تبكي |
بدم القلب يومها المشهودا |
* * * |
إيه يا "ثورةً" أطلَّت على الدنيا |
فكانَتْ أشعَّةً، و"وقودا"!. |
أرسلي.. من لهيبكِ الحرِّ لَفْحاً |
نحو "شعبٍ" قد عافَ عيشاً زهيداً، |
وابْعثيه على الطغاةِ شواظاً |
جامحاً يجعلُ الجبال صعيدا! |
ها هنا أمةٌ تئنُّ. وشعبٌ، |
يقطع العمر! موثقاً مصفودا |
وثبتْ "أَمس" نحو تنّينها الجبّار |
تبتزُّ حقَّها المجحودا |
فتمادى في غيِّهِ فَسَقَتْهُ |
كأْس طغيانه، فحرَّ الوريدا، |
وأَفاق "الأحرار" يقتلعون الشرَّ |
منها.. ويحطِّمون القيودا |
وتغنّوا بالعدل والحقِّ و"الدستور" |
شيخاً، ويافعاً، ووليدا! |
وإذا.. بالزَّوابع السود تستيقظ |
والأُفق يكفرُّ.. حريدا! |
وإذا "بالفاروق" يزأر نكراً |
وإذا "بالشريف" يهذي "وعيدا" |
وإذا بالأحرارِ، |
في لهوات الموتِ |
صرعى يعانقون الحديدا! |
كم "طعينٍ" بخنجر الظلم لاقى |
حتفَه طاهر الدماء، شهيدا |
و"سجينٍ" هوى على الترب |
يستفُّ المنايا مصفَّداً مشدودا! |
و"شريد" جاب المهامه كالمشدوه |
يَبكي سراجه المفقودا..! |
و"قتيلٍ" بالسيفِ فارق دنياه |
سعيداً، واستلَّ منها الخلودا، |
أَنقذوا أُمةً تلاشتْ، وأَرواحاً |
تفانتْ، وأوشكتْ أن تبيدا، |
رحم "الدين" و"العروبة" يُؤوينا |
ويدني ما كان منا بعيدا! |
* * * |
يا حماة الحمى. لقد نشر الله |
عليكم من الجلالِ برودا |
في "فلسطين" قد سفكتم دماء |
سجِّلَتْ في "الثرى" لكم تمجيدا |
وأَعادت ذكرى فروسية "المصري" |
إن كرَّ في الوغى صنديدا! |
* * * |
آه لولا "ثعالبُ" المكرِ ما كنتم |
تركْتمْ في "تلْئبيبَ" اليهودا |
سحبوا جيشهم وأبقوكم تصلون |
نار العدوِّ – جيشاً وحيداً! |
و"السلاح المغشوش" عانيتموه، |
"ساعة الصفر" رهبةً، وصمودا! |
وإذا كانت القيادة عمياء، |
فقد قادتِ الهزائم سُودا! |
غلطة؟ أم "خيانة"، أنا لا أعلم، |
إلاَّ الوعيدَ.. والتهديدا! |
وتهاويل "قادة" خنقوا في |
"ساعة الصفر" النَّصرَ والتأييدا |
و"مليك" البلاد يرشف كأساً |
نخب لذّاتِه، ويقرع "عودا"! |
و"الوزير" الرهيب يستعبد الأحرار |
من قومِه فخوراً.. كنودا! |
* * * |
وقف الدهر خاشعاً "لنجيب"
(1)
، |
وهو يحدو إلى الخلود الأُسودا، |
وينادي "المليكَ" |
أن يخلع "التاج" |
وأن يهجر "البلاد".. طريدا! |
قبل أن يحطم الرصاص ضلوعاً |
حبست تحتها فؤاداً بليدا! |
فاستطار "المليك" ذعراً وأَمضى |
ذلك "الصكّ"، واجفاً؛ رعديدا |
وعيون الأقدار ترمق كفّا |
كان سلطانها رهيباً شديدا |
يا لها همة سمت "بنجيب"، |
وحبتهُ حُبَّ البلاد أكيدا، |
جسَّمته إرادة الله للحقِّ، |
زعيماً وقائداً صنديدا |
* * * |
يا "نجيب" الأبطال لا تنسَ خبّاً، |
كان بالأَمسِ للضَّلالِ عميدا |
نصبتْهُ إرادةُ "الشِّركِ" للإِسلام |
"فخّاً".. ليَصْرعَ التَّوْحيدا |
فتمطَّى على العقول ظلاماً، |
وتعدّى على المحارم "سِيدا" |
وتحدَّى إرادةَ الشعبِ والدينِ، |
وغلّ النُّهى، وأَدمى الجلودا |
وتلوَّى في أفق "مصر" ضباباً |
يغمر السهل والرُّبا، والنجودا |
يلعنُ "الشرقُ" فيه آثامَ "غرب" |
أَنسَتِ "الشرقَ" حُلمه المنشودا! |
كان للإِنكليز في "مصر" عبداً |
ومُريداً، وكان ركناً وطيدا، |
هو "عبد الهادي" الخؤون فمزِّقْهُ |
فقد مزَّقَ الكتاب المجيدا، |
حسبه وزرُ قتله "المرشد العام" |
شناراً، لا يستمدُّ مزيدا! |
* * * |
يا راعي.. أصِخْ لذكرى "إمام"
(2)
|
عاش مستبسلاً وماتَ شهيدا! |
خنقتهُ كفُّ الضلالةِ غدراً، |
فمضى سافر الجلال حميدا |
حول جثمانه، ملائكة الرحمة |
تبكي إحسانَ المجحودا! |
وقلوب "الأيتام" تهفو عليه |
حسرةً تندب السَّنا الموءودا |
وخطى "الشيخ" ذاهلات |
وعيناه تريقان قلبه المفؤودا! |
ناظراً "نعش" ابنه في أكف الظُّلمِ |
يُدمي مشاعراً وكبودا |
وارتقى فكره على معْبرِ الآلام |
يسمو نحو السماء صعودا! |
حطَّمتْ خِسَّةُ الطواغيتِ سيفاً |
كان في مهجة الخنا مغمودا! |
وأراقتْ دماً زكياً، وأَبلَتْ |
مقولاً صارماً، ورأياً سديدا |
أَيُّها الظَّالمون قد مات عهد الظُّلمِ، |
فاستبدلوا "شعاراً" جديدا |
شرعة "القيد" لم تعد ترهب النَّاس، |
ولكن، يُبْلونها تفنيدا |
و"القويّ" الجبار لم يبق ربّاً |
مبدئاً في رقيقهِ ومُعيدا! |
والسلالات قد خوت بالمساواةِ |
وأضحى الورى عليها شهودا |
إنَّها حكمة "الشريعة" تأبى |
أن ترى"الناس" سيداً ومسودا! |
فاهبطوا من عروشكم، واسكبوا الماضي |
دموعاً، وحسرةً، وسجودا! |
واجرعوا "الذلَّ" من كؤوس عصرتمْ |
خمرها مَرَّةً.. وموتوا عبيدا! |
لكمُ في "الفاروق" عبرة جانٍ |
ضلَّ في أَمرِهِ ضلالاً بعيدا |
أَسلمتهُ "الحظوظ" للملكِ طفلاً، |
فاجْتَنى غصنَهُ الرطيب وليدا |
وتوالت أَيامُه ولياليهِ |
"عرايا" يُردْنَهُ أَن يريدا! |
لا يبالي الحياة.. إلاَّ نعيماً |
وسروراً، ولذَّةً، وسعودا |
و"الجماهير" حوله يتفانون |
هتافاً في حبِّه، وقصيدا! |
والألبَّاء يشعلون الدَّمَ الغالي |
لهيباً.. فيحرقون الوجودا |
و"الملايين" من بني "الشعب" في |
ضنكٍ يُقاسونَ البؤس والتنْكيدا! |
أيُّها الفجر، صغ سناك زهوراً |
عطرات الشذى، ودراً نضِيدا، |
واسكبِ النور في ثرى مصر عطراً، |
ورحيقاً، وبهجةً، وجُدُودا! |
أيقظِ الأَعينَ الّتي أَسبل اللَّيلُ |
عليها جِلبابه الممدودا |
وتبسَّم على القلوب التعيساتِ |
وبدِّد ظلامها.. المعقودا |
واهدِ عنّا إلى "النجيب" التحيّات |
ولاءً محضاً! وعهداً عهيدا |
قل له: أُمةُ "العروبَة" حيرى |
تقتل العمر.. غفلةً، وجمودا |
رعَّشتْ خطوها الخطوب الثقيلات |
فأَحنَتْ لها جبيناً.. وجيدا! |
فاشف آلامها |
وسدِّد خطاها |
واحْدُ آمالها |
رشيداً.. حميدا! |