شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
76- نَغَمات التَّهاني
[فازت بالدرجة الأولى في مسابقة شعرية في 24 ذي الحجة 1371هـ/ 1952م، أُجريت في سجن حجة بمناسبة زواج القاضي الأديب الشاعر محمد بن عقيل الإِرياني]:
نغمات أفراحٍ، ولحن سرورِ
رقَصَتْ عليها مهجتي وشعوري
عزفت ولا وترٌ يُجَسُّ ولا فمٌ
يشدو، وماجت كالصدى المسحورِ
تسري مع النسمات عطراً فائراً
يذكي الشذى في روح كل عبيرِ
وتجوب صمت الليل، صوتاً هائماً
ينثي سرائر لحنه المهجورِ
أحسستها نغماً مذاباً في دمي
وعواطفاً سُكِبَتْ سنا بضميري
ومنىً تطير مع الخيال كأنها
أسراب طيرٍ أو عرائس حورِ
حاولت أمسكها بشعري؛ فارتمت
في الجوِّ مثل الطائر المذعورِ
أتبعتها نظري، فغابت وانطوت
وتغلَّفَتْ بالعالم المغمور
ظلَّت مع الأفلاك تسبحُ في الفضا
وتغوصُ في صبح وفي ديجورِ
تستفهم الأفلاك عن وطن النهى
والشعر والألحان والتصوير
حيث الهوى العذري يصدح نايه
بأرق أنغام الهوى المصهورِ
حيث الطبيعة غادةٌ فتّانةٌ
عذراء تحضنها أكفُّ النُّورِ
ما بين ماءٍ دافقٍ أو غابةٍ
أو شاهقٍ متوشح بزهورِ
"إريان" مدرسة البيان وكعبة الـ
ـعرفان والإحسان منذ عصورِ
حتى إذا اهتدت السبيل وحَوَّمَتْ
منها بسفح شواهق وقصورِ
هطعَتْ لها شم الجبال وأنصتت
إنصات موسى يوم دك الطورِ
هبطت تفتشِ عن فؤاد طاهرٍ
حر أَبيّ ليس بالمأسورِ
وفؤاد طاهرة الإِزارِ كأنما
خُلِقَتْ وصيغَتْ من سنا وعطورِ
وهناك ذابت بهجة وسعادةً
ومحبَّةً في لذةٍ وسرورِ
تترشف الأنداء والأنوار من
زهر الهوى المنظوم والمنثورِ
وتزفّ باقات الجبور تهانئاً
زهراء صيغَتْ من مذاب النورِ
* * *
يا بلبل الوادي السعيد تحيَّةً
تنبيك عن حبّي وعن تقديري
حدثْ عن السِّحر الحلال وفعله
ما سرَّ ما فيه من التأثيرِ؟
من أين يستسقى المتيم لحنه
من أيِّ ما فيضٍ؟ وأي نميرِ؟
مالحبُّ؟ ما سرُّ التجاذب؟ ما مدى
تأثيره في الجسم والتفكيرِ؟
ماذا يكون الكون لو لم ينتعش
بالحبِّ قلب مجرِّبٍ وغريرِ؟
سرُّ الطبيعةِ لا يبوح بكنهه
إلاَّ يراع الشاعر المفطورِ
فانعش بفنِّكَ موميات جمالها
وابعث مفاتن حسنها المطمورِ
وارسل خيالك في مجالي سحرها
واسبح به في بحرها المسجورِ
واغمسْ يراعك في مظاهر فنها
واشرح جلال جمالها المغمورِ
ما بين روضٍ ضاحكٍ بزهوره
فرشته كف ربيعه بحريرِ
والسحب في لجج الأصيل سفائنٌ
صفراء تمرح في مياه غديرِ
* * *
في البرق، في الرعدِ المزمجِر، في الأسى
في البشر في الإِشراقِ والديجورِ
في الحقل ترقص كالملاح غصونه
في زغرداتِ الناي والشحرورِ
حكمٌ وأسرارٌ إذا استنطقتها
ناجتك نجوى العاشق المحرورِ
حدث فأنت بها خبير شاعرٌ
جزل البيان موفَّق التعبيرِ
واهنأ بعرسٍ مثل خلقِك باسمٍ
سيظل رونقه بلا تكديرِ
وانعم بصفو سعوده وسروره
وحبوره، ونعيمه الموفورِ
واستقبل الدنيا بثغر ضاحك
وبنظرةٍ تفضي إلى التدبيرِ
واعلم بأن العصر عصر معارف
لا عصر تخريفٍ ولا تزويرِ
لا يخلبنَّك زخرفٌ من باطلٍ
جسم الأفاعي ناعمٌ كحريرِ
والحقُّ أقوى ما يصول به الفتى
إن لم يُصَبْ من عزمه بفتورِ
فانهض به، واسأل ضميرك دائماً
لا خير في شخصٍ بغير ضميرِ
واجعل لنفسك غايةً تسعى لها
بفؤاد جبّارٍ، وعقل خبيرِ
واقبل تحيّة معجَبٍ متفائل
مستبشر؛ بعلاك جدُّ فخورِ
قاهرة حجة: 1371هـ/ 1952م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :372  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 100 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج