شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
75- تَحِيَّة
[قِيلت في العدد الأول من مجلة "النَدوة الأدبية"، وكان يتناقلها في سجن حجة مخطوطة جمهرةٌ من أدباء اليمن سنة 1370هـ/ 1951]:
عن جلال الدُّجى، ووحي النجومِ
وجمال السما وروح النسيمِ
قمتُ أستلهم القصيد كأني
راهبٌ يجتلي خيال النعيمِ
وكأن الظلام روح حزينٌ
يشتكي قسوة العذاب الأليمِ
والدجى خافض الجناحين يصغي
لنشيد الأسى، ولحن الهمومِ
وكأن النجوم آمال حُبٍّ
تتشظَّى في قلب صبٍّ سقيمِ
* * *
هو صوتٌ أودعتُهُ شجو قلبٍ
موجع الحسِّ مثخنٌ بالكلومِ
غمر الكون رهبةً وجلالاً
واقشعرَّتْ منه عذارى النجومِ
شقَّ صدر الدجى وأوغل فيهِ
وسرى في عروقه كالحميمِ
وتحرَّى هياكل الفنِّ يذري
عندها دمع حُبِّه المحرومِ
* * *
هو صوتٌ بعثتُه من وراء الـ
ـليل وسط الظلام تحت التخومِ
صعَّدته نفسٌ تجرَّعت الهمَّ
كؤوساً مشوبةً بالسمومِ
طاف في عالم السموات كالبر
ق ودوَّى في أفقها كالهزيمِ
مفضياً عن شعور كل حزينٍ
ناطقاً عن ضمير كل كظيمِ
عن وجومِ الأسى، عن الليل، عن
ثكل الوحيدات، عن دموع اليتيمِ
باركتها السماء والأرض من صفـ
ـحة حقٍّ دعَتْ لنهجٍ قويمِ
صفحة للآداب شَعَّتْ كمصبا
حٍ منيرٍ في جنح ليلٍ بهيمِ
نظمت قادة الهدى والمعالي
ورجال المنثور والمنظومِ
يا حماة البيان في "اليمن الخضرا
ء" أنتم هداية للحلومِ
فاندبوا الشعب للفضيلة حتى
يرتقي قمة الفخار الصميمِ
واخلقوا للعلياء جيلاً جديداً
"بابليّ القوى" شديد الشكيمِ
لا يبالي أخاض بحر دماءٍ
للمعالي، أم جاز روض نعيمِ
ثم شيدوا على القديم جديداً
من فنونٍ، وحكمةٍ، وعلومِ
ليس سحر الجديد يُنسي الألبا
ء –وهيهات- عن جلال القديمِ
ذكريات الماضي ألذُّ على النفـ
ـس وأشهى من أغنيات النديمِ
* * *
يا حماة النهي سلام محب
مخلص ما وداده بسقيمِ
حبكم في ضميره عهد إيمان
وبر ومبدأ مستقيمِ
أنا لا استطيع وصفاً لآمالي
ولو كنت "مالك بن حريم"
حسب مثلي إشارة، وقليل الـ
ـقول مغنٍ لكل ندب حليمِ
* * *
قد وهبتُ الخطار قلبي وأسـ
ـلمت قيادي لكل أمر جسيمِ
العلا والقريض والحب والإِخـ
ـلاص للحق في الحياة همومي
لم أُفِد من تجارب الدهر إلاَّ
أن يأس الإِنسان أدهى الخصومِ
وبأن الثبات أوفى صديق
وبأن الإِيمان خير حميمِ
والأسى بئس طابع يطبع النفـ
ـس على المقتِ والشعور الذَّميمِ
وابتسام الإِيمان في ساعة المو
ت وسامٌ يجزاه كل عظيمِ
وإذا استحكمت عرا الخطب فاصبرْ
وادرع باليقين والتسليمِ
وحياة الفتى سجلٌ وما يأ
تيه يبقى ليومه المعلومِ
إن ذرّات جسمه لشهودٌ
سوف تفضي بسره المكتومِ
يوم لا يرتجي السلامة إلاَّ
من أتى ربَّه بقلبٍ سليمِ
وضمير الإنسان محكمة كبـ
ـرى تجازي عن كل فعلٍ شتيمِ
* * *
غرِّدي يا بلابل الشعر فالأفـ
ـكار عطشى لكل صوتٍ رخيمِ
واسكبي في مسامع الكون لحن الـ
ـحُب والحق والشعور الكريمِ
وأذيبي سحر الطبيعة أنغا
ماً، وطيري بنا وراء السديمِ
في رياض الآداب، في جنة العر
فان والفن، في ظلال النعيمِ
حجة: 1370هـ/ 1951م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :432  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 99 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.