عن جلال الدُّجى، ووحي النجومِ |
وجمال السما وروح النسيمِ |
قمتُ أستلهم القصيد كأني |
راهبٌ يجتلي خيال النعيمِ |
وكأن الظلام روح حزينٌ |
يشتكي قسوة العذاب الأليمِ |
والدجى خافض الجناحين يصغي |
لنشيد الأسى، ولحن الهمومِ |
وكأن النجوم آمال حُبٍّ |
تتشظَّى في قلب صبٍّ سقيمِ |
* * * |
هو صوتٌ أودعتُهُ شجو قلبٍ |
موجع الحسِّ مثخنٌ بالكلومِ |
غمر الكون رهبةً وجلالاً |
واقشعرَّتْ منه عذارى النجومِ |
شقَّ صدر الدجى وأوغل فيهِ |
وسرى في عروقه كالحميمِ |
وتحرَّى هياكل الفنِّ يذري |
عندها دمع حُبِّه المحرومِ |
* * * |
هو صوتٌ بعثتُه من وراء الـ |
ـليل وسط الظلام تحت التخومِ |
صعَّدته نفسٌ تجرَّعت الهمَّ |
كؤوساً مشوبةً بالسمومِ |
طاف في عالم السموات كالبر |
ق ودوَّى في أفقها كالهزيمِ |
مفضياً عن شعور كل حزينٍ |
ناطقاً عن ضمير كل كظيمِ |
عن وجومِ الأسى، عن الليل، عن |
ثكل الوحيدات، عن دموع اليتيمِ |
باركتها السماء والأرض من صفـ |
ـحة حقٍّ دعَتْ لنهجٍ قويمِ |
صفحة للآداب شَعَّتْ كمصبا |
حٍ منيرٍ في جنح ليلٍ بهيمِ |
نظمت قادة الهدى والمعالي |
ورجال المنثور والمنظومِ |
يا حماة البيان في "اليمن الخضرا |
ء" أنتم هداية للحلومِ |
فاندبوا الشعب للفضيلة حتى |
يرتقي قمة الفخار الصميمِ |
واخلقوا للعلياء جيلاً جديداً |
"بابليّ القوى" شديد الشكيمِ |
لا يبالي أخاض بحر دماءٍ |
للمعالي، أم جاز روض نعيمِ |
ثم شيدوا على القديم جديداً |
من فنونٍ، وحكمةٍ، وعلومِ |
ليس سحر الجديد يُنسي الألبا |
ء –وهيهات- عن جلال القديمِ |
ذكريات الماضي ألذُّ على النفـ |
ـس وأشهى من أغنيات النديمِ |
* * * |
يا حماة النهي سلام محب |
مخلص ما وداده بسقيمِ |
حبكم في ضميره عهد إيمان |
وبر ومبدأ مستقيمِ |
أنا لا استطيع وصفاً لآمالي |
ولو كنت "مالك بن حريم" |
حسب مثلي إشارة، وقليل الـ |
ـقول مغنٍ لكل ندب حليمِ |
* * * |
قد وهبتُ الخطار قلبي وأسـ |
ـلمت قيادي لكل أمر جسيمِ |
العلا والقريض والحب والإِخـ |
ـلاص للحق في الحياة همومي |
لم أُفِد من تجارب الدهر إلاَّ |
أن يأس الإِنسان أدهى الخصومِ |
وبأن الثبات أوفى صديق |
وبأن الإِيمان خير حميمِ |
والأسى بئس طابع يطبع النفـ |
ـس على المقتِ والشعور الذَّميمِ |
وابتسام الإِيمان في ساعة المو |
ت وسامٌ يجزاه كل عظيمِ |
وإذا استحكمت عرا الخطب فاصبرْ |
وادرع باليقين والتسليمِ |
وحياة الفتى سجلٌ وما يأ |
تيه يبقى ليومه المعلومِ |
إن ذرّات جسمه لشهودٌ |
سوف تفضي بسره المكتومِ |
يوم لا يرتجي السلامة إلاَّ |
من أتى ربَّه بقلبٍ سليمِ |
وضمير الإنسان محكمة كبـ |
ـرى تجازي عن كل فعلٍ شتيمِ |
* * * |
غرِّدي يا بلابل الشعر فالأفـ |
ـكار عطشى لكل صوتٍ رخيمِ |
واسكبي في مسامع الكون لحن الـ |
ـحُب والحق والشعور الكريمِ |
وأذيبي سحر الطبيعة أنغا |
ماً، وطيري بنا وراء السديمِ |
في رياض الآداب، في جنة العر |
فان والفن، في ظلال النعيمِ |