يا عابد المال لقد أقصَرتْ |
نفسك عن شأو الأبيِّ الهمامْ |
المال لا يبقى، ولذاته |
تفْنَى، ويبقى وزره والآثامْ |
* * * |
من غرَّه الدَّهر ولم يعتبر |
بما جرى في الكون منذ القِدَمْ |
ضاعَتْ لياليه وأيَّامهُ |
سدى، ولم يُحْظَ بغير الندمْ |
* * * |
كنت طليق الجسم لكنَّني |
كنت سجيناً في خطيئاتي |
واليوم في السِّجن على أنني |
بالرُّوح في أفق السماواتِ |
* * * |
ومن يتهْ في ظلمات الخيال |
في الشعر، والحب، وشرب المدامْ |
يُفِقْ مع الصبح بوادي الزوال |
فريسة البؤس ومثوى السقامْ |
* * * |
أغرمتُ بالآداب والفلسفَهْ |
مفتشاً عن خير ما في الحياهْ |
فلم أجد للخير إلاَّ الصفَهْ |
يصوغها العقل وتهذي الشفاهْ |
* * * |
المثلُ العُلْيا التي حولَهَا |
حام رجال الدين والفلسفَهْ |
محبَّةُ الحقِّ، ونبذ الهوى |
والعدل، والرحمة، والمعرفَهْ |
* * * |
إن شئتَ أن تحيا سعيداً فلا |
تطلق لسلطان هواك الزمامْ |
وراقب الله ودع كلَّ ما |
يفضي إلى مقتك بين الأنامْ |
* * * |
من طوى كشحَه عن الشهواتِ |
ولوى رأسه عن المنكراتِ |
عاش في جنة الضمير سعيداً |
ساخراً بالخطوب والأزماتِ |
* * * |
جاهد النفس فهي أعدى عدو |
يتحدَّاك بكرة وعشيَّا |
لا تعنْها بالشك، والهم، والأطـ |
ـماع، وانهج بها الصراط السويَّا |
* * * |
الإِمام الذي يقود إلى الخـ |
ـير ويهدي إلى الصراطِ القويمْ |
هو عقل مجرب يستمد النـ |
ـور من فطرة الشعور الكريمْ |
* * * |
أنا بين القيود راض سعيد |
ليقيني بعدل رب السماءِ |
رحمة الله قد أفاضت على قلـ |
ـبي نوراً محا ظلام الشقاءِ |