شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
64- ضَراعة سَجين
[كان الشاعر ضمن من سيقوا سنة 1367هـ/ 1948م، إلى سجن نافع بحجة، وفي شعبان سنة 1368هـ أرسل هذه القصيدة إلى الإِمام أحمد مستعطفاً]:
كيف السلوُّ وأنتَ عانٍ موثقُ
وحشاك ملتهب، وقلبك محرقُ
في مستقرِّ الهمِّ نفسك قد ثوتْ
وبأسهم الآلام جسمك يُرشقُ
وكلاكل الأحزان قد جثمت على
فكرٍ تدفُّ به، وطرف يرمقُ
ونوازل الأيام أوهَتْ مقولاً
لكَ، فاغتدى متلجلجاً لا ينطق
لم يبق منك الدهرُ إلاَّ زفرةً
أو حسرةً، أو دمعة تترقرقُ
ورجاء مبتهل يؤمل فرجةً
ممن إليه في الشدائد نفرقُ
الكاشف الظلمات وهي كثيفة
والخائض الغمرات إذ تتدفَّقُ
والمنقذ الهلكى إذا ما أبلسوا
وتمزَّقت آمالهم وتمزَّقوا
والهازم الأبطال في ساح الوغى
والموت يخطر والمصائب تحدق
والمنصف المظلوم إن عبثت به
يدُ ظالم أو نابه ما يرهقُ
* * *
يا "ناصر الدين الحنيف" ترفقاً
فلقد أضرَّ بي البلاء المطبقُ
إني لأعتنق الخطوب؛ وفي فمي
من اسمك المحبوب نور مشرقُ
أشدو به فتهون كل مصيبةٍ
ويطأطئ الخطب الأصمِّ ويطرقُ
وتكاد تنحطم القيود مهابةً
وأكاد حرّاً من قيودي أطلقُ
علماً بأنك ذلك الملك الذي
يوسي جراح المدنفين ويشفقُ
وبأن قلبك للحنان شريعة
للظامئين، وكوثر لا يرنقُ
وبأنك الملك الذي حسناته
كالنور خالدة السنا تتألقُ
جاوزت في العلياء حدّاً عنده
تقف القرائح خشعاً لا تنطقُ
تفني البلاغة في لسان عميدها
وتطيح مقدرة البيان وتصعقُ
ولأنت معنىً في النفوس مقدس
تهفو الأماني حوله وتحلقُ
ولأنت في حرم القلوب حقيقة
كالشمس تسطع في الشعور وتونقُ
ولأنت في الأفكار معنى قائم
مستحكم، متجدد، لا يَخْلَقُ
تستشعر الأرواح هيبته كما
يستشعر المعنى البليغ المفلقُ
وكأنما هو في القلوب إرادة
جبّارة وعزيمة لا تُمْحقُ
* * *
مولاي: ما لي في البيان وسيلة
إلاَّ منى قلبٍ بحبك يخفقُ
وشعور مسجونٍ توزِّعه الأسى
فشعوره بيد الأسى متفرَّقُ
وحنين محزون وهت كلماته
فيكاد يشهق بالكلام ويصعقُ
ودموع مَفْؤود تقرح جفنه
فيكاد يُخنَقُ بالدموع ويَشْرقُ
وهموم موْءُود بقية روحه
في حلقِه نفس يذوبُ ويخفقُ
ورجاء مكدود تكاد لحاله
صمُّ الحجارة رحمةً تتشققُ
من سجن "نافع" يستغيث "بأحمد" الـ
ـمنصور من غاياته لا تسبقُ
* * *
مولاي: ما لي من شفيع يرتجي
إلاَّ ابنك الفذُّ الغيور المشفقُ
ركن البلاد. وملتقى آمالها
ومنى النفوس و(بدرها) المتألق
فبه ألوذ ولا أريغ بغيره
أملاً، ونجلك بالشفاعة أليقُ
* * *
مولاي: تلك ضراعة مقروحة
أفضي إليك بها الفؤاد المرهقُ
في كل حرفٍ دمعة مهراقةٌ
وبكل سطرٍ زفرة تتحرقُ
أودعتها شكواي لا أرجو بها
إلاَّ رضاك.. وليتني أتوفقُ
ولئن قضيت ولم أنل ما أبتغي
فسيطمئنُّ المجرمُ المتملِّقُ
(ماذا يضرك لو مننت وربما
منَّ الفتى وهو المغيظ المحنق)
ولأنت قلب للعروبة نابضٌ
بل أنت تاج للخلافة يونقُ
لك في القلوب محبة ومهابةٌ
بهما تفوز إذا تضايقَ مخنقُ
وكأن حبك في النفوس عقيدةٌ
وكأنَّما هو في الضمائر موثقُ
فاسلم، ودم، واصفح، وسدْ متفضِّلاً
والدهر عبدٌ، والإِله موفقُ
حجة، سجن نافع: 1368هـ/ 1949م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :368  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 88 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج