نفسٌ يردِّده السجينْ |
من قلبه المضنى الحزينْ |
في غمرة الظلمات يلـ |
ـفِظ لوعة الألم الدَّفينْ |
ويُشيِّعُ الماضي الكئيـ |
ـب بذائب الدمع السَّخينْ |
ويراه كالشَّبج المحطـ |
ـم بين أوحال السنينْ |
تنتاشه كالدُّود آثام |
الطغاة المجرمينْ |
* * * |
تلك "السعيدة" مجدها |
بالأمس وضاح الجبينْ |
والملك في سَبَأٍ و"حمـ |
ـير" والأشاوس من معينْ |
ومطامح الأذواء تنـ |
ـتظم العوالم أجمعينْ |
كانت حضارتهم حضا |
رة قادرين موفقينْ |
والنَّاس في ظلِّ السَّعا |
دةِ والكرامة يمرحونْ |
لا يشتكون قساوة الـ |
أمرا، ولا يتظلمونْ |
والعدل إن عَمَّ الملا |
زهت السهولة والحزونْ |
ومشى جلال المجد في |
ظل الحضارة والفنونْ |
* * * |
واليوم لا تلقى بها |
إلاَّ دموع البائسينْ |
ومشانق المتجبرين |
وذلة المتضرِّعينْ |
دِيسَ العرين وشُدَّ بالـ |
أغلال آساد العرينْ |
والأفقُ يفهقُ بالأسى |
والأرض تزخر بالسجونْ |
والعدل يبكي ثاكلاً |
ويؤبِّن الحق المبينْ |
ومدامع الأيتام تسْـ |
ـتَذري المشاعر والعيونْ |
* * * |
يا أيها المحزون مَا |
ذا إن تَمُتْ كمداً يكونْ |
كفكف دموعك لا تبَلْ |
بمصائب الدهر الخؤونْ |
تلك الحياة نعيمها |
وهمٌ وشقوتها ظنونْ |
مذ كانت الدنيا؛ وأهـ |
ـل الشر فيها يعبثونْ |
اليأس يعتنق المنى |
والجدٌ يُغْرِقُه المجونْ |
والنور والظلمات والـ |
ـعقل المفكر، والجنونْ |
* * * |
من لم يعش حر الضميـ |
ـر يعش بِخستِهِ مهينْ |
من لم يمتْ بالحق حراً |
مات عبداً مستكينْ |
من باع أمته يبعْ |
بالبخْس جوهره الثمينْ |
يحيا حقيراً سافلاً |
ويموت مقبوحاً لعينْ |
ومن استبدَّ بأمره |
وعتا عتوَّ المفسدينْ |
وأهان كل فضيلة |
وأباح حرمة كل دينْ |
فأنذرْهُ بالشرِّ العظيـ |
ـم وتلك عُقبى الظالمينْ |
واتركْه للتاريخ فالتاريخ خير الحاكمين |