شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
57- ليلة عيد في سجن نافع
أشعلت نار الجوى يا ليلة العيدِ،
فبتُّ أزفرُ في همٍّ وتسهيد
ذكرتُ سالف أيامي التي قَنَصَتْ
شباب روحي في حُبٍّ وتغريدِ
ذكرتُ ماضيَ أعيادي التي أنِسَتْ
نفسي بها، في رُبَا الغيدِ الأماليدِ
ذكرت "صنعا" وكم بلَّغتُ من أربٍ
في "سفحها" دون تنغِيصٍ وتنكيدِ
ذكرتُ عهداً غمسنا فيه أنفسنا
في لجةِ اللَّهو بين الزَّهر والخودِ
ذكرتُ مجداً عظيماً كنتُ غرَّته
بينَ المروءةِ والإِقدام والجودِ!
ذكرتُ معبود أحلامي فكاد دمي
يغلي، وأصبحتُ موجوداً كمفقودِ!
* * *
لهفي؛ ولهف الهوى كم بتُّ منتشياً
بقربها.. غافلاً عن كل موجودِ
معانقاً غادة الآمال؛ مرتشفاً
من ثغر فاتنتي رشف العناقيدِ
* * *
واليومَ.. لا نغمة الأفراح أسمعها
ولا صدى سحرها يُجْزى بترديدِ
تمضي الشهور، وآمالي معذَّبةٌ
تُسْقى الخيال، وتغذى بالمواعيدِ
ورغبةُ الحبِّ لا يَشْفِي تَلهفها
المحموم إلاَّ وصالٌ غير محدود
* * *
في "السجن" تزحف أيامي مكبَّلة
بلا حساب، وتمضي دون تعديد
في سجن "نافع" حيث الحقُّ مضطهد
والنَّاس ما بين موثوقٍ ومشدود
وحيث يُحشَدُ "أهل الرأي" في هُزُءٍ
مع اللصوص، وأصناف المناكيد!
وحيث لا حُرْمَةٌ تُرعى لصاحبها
بل يألفُ "النَّاس" فيه عيشة "الدودِ"
أَشاده الظلم تأييداً لدولتِهِ
والظُّلْم – بالظُّلمِ – قد يحظى، بتأييدِ!!
تَبّاً لَهُ، ولبانيهِ، ولا هطَلتْ
على ثراه غمام الخير والجود!
* * *
يا عيدُ لولا بقايا مهجةٍ ذَبُلَت
وذكريات ودادٍ غير مجحودِ
لقلت:
لا كنتَ من يوم
ولا رجعت بك الشهورُ
ولا بورِكْتَ من عيدِ
حجة: 1367هـ/ 1948م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :342  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 81 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج