أضعتُ في وهمي الأماني |
وهِمتُ بالحُسْنِ والحسانْ |
أفنيتُ في صبوتي زماني |
حتّى أذاقتني الهوانْ |
ولم تزل مهجتي تعاني |
ما يذهل اللّب والجنانْ |
إذا دجى اللَّيل ضاق شأني |
وضقت بالكون والزمانْ |
أهيم في مهمه الهوى |
وأذكر الدار والحبيبْ |
وأشتم الهجر والنوى |
والشوق إذ يشعل اللهيبْ |
وكلّ ما مَرَّتِ الثواني |
مَشَت على الروح في توانْ |
وحركت ميت المعاني |
وأشعلت خامدَ البيانْ |
* * * |
يا من بها طال شجو قلبي |
قد ضقتُ ذرعاً من الفراقْ |
ما قد مضى من نواك حسبي |
العيش بالبعد لا يطاقْ |
أوّاه لو تعلمين حبّي |
وأنني منه في وثاقْ |
لما تمنَّيت غير قربي |
وجُدتِ بالوصل والتلاقْ |
فقد وهَتْ مني القوى |
وصرت في الناس كالغريبْ |
وكلما لج بي النَّوى |
ونحت لم ألقَ من مجيبْ |
وكم أقاسي وكم أعاني |
في الحُبِّ ما يهدم الكيانْ |
وأبعث السحر في الأغاني |
أبكي بها قلبي المهانْ |
* * * |
أشكو جوى الحُبِّ واضطرامَهْ |
في قلبي الموجع الخفوقْ |
إليك يا صاحب الزَّعامَهْ |
و(ناصر الدين) والحقوقْ |
ومفخر الملك والإِمامَهْ |
وباني المحتد السموقْ |
من جوده للورى غمامَهْ |
وعزمه الرعد والبروقْ |
أدرك فؤادي فقد ذوى |
وخارَ من شِدَّةِ الوجيبْ |
وأنت من يعرف الدوا |
وليس إلاَّ لقا الحبيبْ
(1)
|
وكيف يرضيك ما دهاني |
وأنت مستودع الحنان؟ |
يا مرتجي قطرنا اليماني |
أبقاك ربِّي مدى الزَّمانْ |