للعلا أم ليومه المشهودِ؟ |
أم لثواره أباةِ القيودِ؟ |
أصرخ اليوم بالقوافي، وأشدو |
خاشع الفكرِ ممنعاً في السجودِ |
ناطقاً للورى بأسمى بيان |
شافهتني به لسان الخلودِ |
باعثاً ثورة القلوب، مثيراً |
ما غفا من تحفزات الجهودِ |
راسماً للشباب ذكرى جهاد |
خالد هدّ شامخات الجحودِ |
أسد لبنان جنده يترامو |
ن براياتهم ترامي الأسودِ |
أطبقوا كالظلام هولاً، وكالأموا |
ج عزماً، وصولة كالرعودِ |
كل ليث مكشَّر النّاب عن قد |
س حماه يذود كل صيودِ |
إيه يا ثورة أفاقت على الد |
نيا بأحلام ليلها الموءودِ |
نهضت من جمودها نهضَة الـ |
ـفجر؛ وشبتْ كالنار ذات الوقودِ |
وأطلَّت على الوجود شعاعاً |
وجحيماً على طغاة الوجودِ |
بعثت سَوْرةَ الحياة بشعبٍ |
كان في قبضة الفناء المبيدِ |
فإذا الأرض بهجةً تحلَمُ الأر |
واح فيها بكل عيش رغيدِ |
وإذا كل بلبل ساحر الأنغا |
م يشدو بكل معنى فريدِ |
باكياً أمسه الكئيب بأشجى |
نغم، ذاب من فؤادٍ عميدِ |
حين كانت أنغامُهُ في فم القيـ |
ـد تقاسي آلام رقٍّ لدودِ |
كلما همَّ بالنشيد طغى الأسـ |
ـر على لحنه الكظيم الحريدِ |
* * * |
إن يكن مشعل العدالة قد أذ |
كتهُ "باريس" منذ عهدٍ بعيدِ |
فبنوها هُمُ الألى حَطَّموا الـ |
ـعدل، وساموا الأحرار سوم العبيدِ |
أين "رسُّو" وأين ما حررتهُ |
كفُّه من مبادئ و"عقودِ" |
أنكرتها "باريس" في سفح "بيرو |
ت" وعاثت بها؛ فيا للجحودِ |
* * * |
كان "لبنان" قبل أن يوقظ الـ |
ـنور بنيه في ظلمةٍ وجمودِ |
يطأ الذلُّ مجدَه ويعاني |
صلف الرّق والعناء الشديدِ |
زمن كان ليله يخنق النُّو |
رَ، ويودي شقاؤه بالسعودِ |
يعقد الهول مقولي كلما حا |
ولت وصفاً لعهدهِ المنكودِ |
ينعَمُ اللصُّ بالمتاع ويُمني |
ربَّه بالعذاب والتشريدِ |
ذاك في شرعهم حلالٌ يسيمو |
ن به كل جاهل أو بليدِ |
* * * |
هو "لبنان" هيكل الفن والمجـ |
ـد، وروض الهوى الشذيّ الورودِ |
درج الحب في ثراه صبيّاً |
واغتذى من جماله المعبودِ |
وسيبقى في أفقه يحرس الأحـ |
ـلام حتى تطوى حياة الوجودِ |