طلَعت أجلَّ من نور الصباح |
فأهلاً بابن سادات البطاحِ |
وما أشرقتَ حتى اهتزَّ شعب |
تسير به مع الحقِّ الصراحِ |
وفاضَتْ بالسرور قلوب قوم |
تحوطك في الغدو وفي الرواحِ |
رأتك طلعت فاشتعلت حماساً |
كنارٍ بين معترك الرياحِِ |
وكانت قبل عودك في عناء |
وشوق دونه وخز الرماحِ |
تشابه صبحها والليل حتى |
كأن الليل دام بلا صباحِ |
تطير مع الخيال كأن كفّاً |
تطاردها إلى الأجل المتاحِ |
وتخبط في الظلام كمستهامٍ |
تعيس القلب منكوء الجراحِ |
وتهفو غير حالمةٍ برشد |
كطير بات مقصوص الجناحِ |
ولما أن طلعت طلعت نوراً |
لكل دجنَّةٍ في السعب ماحي |
* * * |
بني وطني؛ سماعاً؛ ما عليكم |
إذا رتَّلت شعري من جناحِ |
سأشدو اليوم مزهوّاً وأزجي |
ثنائي "لابن يحيى" وامتداحي |
مليك لو تحدته الليالي |
دهاها الويل من كل النواحي |
تضيق بهمه الدنيا وتسري |
بصادع أمره هوج الرياحِ |
تكاد الشامخات تخرُّ طوعاً |
له، ويطيعه وحش البطاحِ |
"ولي العهد" كم لك من أيادِ |
سمَتْ عن قدرة القوم الشحاحِ |
وكم لك من صفات رائعات |
ستبقى هَدْيَ رُوّاد الصلاحِ |
لكل فتى بهذي الأرض هم |
وهمك في السمو وفي الطماحِ |
ذهبتَ مجاهداً، والحقُّ يحدو |
ركابك في المساء وفي الصباحِ |
وروح الشعب والآمال تهفو |
عليك بكل ناحية وساحِ |
سيعلم كل ختارٍ جهول |
لكلِّ حقيقةٍ بالجهل لاحي |
بأنك "سيف دولتنا" وحامي |
حمانا، والدليل إلى النجاحِ |
وأنك ذلك الليث السَّبنتى |
وغبك ليس بالغاب المباحِ |
* * * |
رأتك باسماً فصحا فؤادي |
وكان على فراقك غير صاحِ |
وبت مجنَّح الآمال يطغى |
على حزني سروري وارتياحي |
وما في خاطري إلاَّك شيء |
تصور فيه رمزاً للفلاحِ |
سأشدو باسمك الغالي وأطفي |
بذكرك نار وجدي والتياحي |
وأرأبُ ما تصدَّع من فؤادي |
وأشفي ما تمزع من جراحي |
وقبلك كان معقوداً لساني |
أكاد أغص بالماء القراحِ |
أرى الآفاق مظلمة فأشكو |
وأمعن في الشكاية والنواحِ |
وتلك قصائدي ترفض دمعاً |
وتنبض بالكآبة والتلاحي |
أهبتم بالورى يا "آل يحيى" |
إلى نهج السَّعادةِ والصلاحِ |
ألستم في سنيّ الجدب سحب |
وآساد الشرى يوم الكفاحِ؟ |
وما إن منكم إلاَّ نجيب |
نمته الصيد أرباب السماحِ |
سلالة "هاشم" وبنو "علي" |
وأبطال الصفائح والرماحِ |
عنت لكم العروبة واستجارت |
بكم من دهرها الجشع الوقاحِ |
فدم للعدل والإِيمان نوراً |
لكل دجنةٍ في الشعب ماحي |