شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
45- يوم الغدير
[ليوم 18ذي الحجة شأن كبير في البلاد اليمنية؛ تقـام فيـه الحفلات وتلقى الخطب؛ ذكرى لليوم الذي قام فيه النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم "بغدير خم" منوِّهاً بالإِمام علي بن أبي طالب، كرَّم الله وجهه، قائلاً: "من كنت مولاه فعلي مـولاه"، وقـد أُنشدت هذه القصيدة في حفل كبير رأسه الإمام أحمد، بصالـة تعز، في 18ذي الحجة 1364هـ (قبـل ارتقائه العـرش)]:
قم فهذا اليوم يوم الذكريات
يوم وحي الشعر، يوم المعجزاتِ
هات ما عندك من سحرٍ، ومن
أدب فذ، وآي بيناتِ
واسكب الدمع إذا شئت فقد
يستدر الدمع ذكر المكرماتِ
أو ترنِّم ساخراً أو باسماً
ربَّما تضحك أدهى الأزماتِ
وإذا شئت فثر محتدماً
بالقوافي كالرعود القاصفاتِ
والمح التاريخ واقرأ صفحة
هي أغلى ما حوى من صفحاتِ
وهي أزهى درَّةٍ في تاجه
وهي أبهى ما له من حسناتِ
وهي أنقى سيرة خالدة
عرف الناس بها أسمى الصفاتِ
سيرة ناموسها الحق وفي
هديه سارت بعزمٍ وثباتِ
لم تزعزع بالأباطيل، ولم
تصغ يوماً لفضول الترهاتِ
تجعل الحق مناراُ هادياً
طاهر الأنوار قدسيّ السماتِ
يا يراعي قف قليلاً واتئِد
فالبطولات مجال العثراتِ
ذلك التاريخ في ساحته
وقفتْ للخلد أبطال الحياةِ
فتأمَّل هل ترى فيهم فتىً
"كعَليٍ" عبقري العزماتِ
عرف الحقَّ صغيراً فاهتدى
والورى من حوله في ظلماتِ
حين نادى "المصطفى" في قومه
فأجابوه بأقسى الكلماتِ
لم يجد غير "علي" ناصراً
طاهر المنطق حلو النبراتِ
سخر القوم، وقالوا يافع
غرَّه صاحبه بالترهاتِ!
ومضوا في غيِّهم. وانقلبوا
والهدي يسلقهم باللعناتِ
لو دروا ما يكتم الغيب لما
قنعوا يومئذٍ بالبسماتِ!
ومضى الدَّهر بطيئاً، والفتى
في سبيل الله ثبت الخطواتِ
صابراً لا البؤس يُضويه، ولا
يتداعى صبره للأزماتِ
ولكم مرتْ عليه محنة
فتلقَّاها عزيز العبرات
* * *
آه كم يخفق قلبي رهبة
كلما راجعت تاريخ السُّراةِ
كل يوم ولفكري عندهم
وقفات – عظمتْ من وقفاتِ
و"علي" كم وعى الدهر له
من صفاتٍ وأيادٍ خالداتِ
كبُرتْ فيه صفاتٌ جمَّةٌ
لم أطق تصويرها في كلماتي
يوم ولى "المصطفى" عن داره
ثائر اللوعة جم الحسراتِ
و"قريش" تتلظى حنقاً
طفحت أنفسها بالنقماتِ
بات في مضجعه والشر من
حوله ينذره بالهلكاتِ
يا له من شرف ما حازه
بطل غير "علي المكرمات"
"وببدرٍ" ظهر الحقّ به
فسقى أعداءه كأس المماتِ
وبيوم الروع و"الأحزاب" إذ
وردَت كالسيل من كل الجهاتِ
قادة الحرب، وأبطال الوغى
والصناديد، وأفذاذ الغزاةِ
أقبلوا والشرِّ يحدوهم إلى
"يثرب" مأوى النجوم النيراتِ
قسماً لولا "علي" لطغَتْ
أمةُ الشرك على جندِ "الصَّلاةِ"
وبيوم "الفتح" والصفح ويوم "حنين" وجميع "الغزواتِ"
تشهد الهيجاء حقّاً أنَّهُ
علم النصر وربُّ المعجزاتِ
* * *
ها هُنا مشكلةُ الدَّهر فقد
ثارت الفتنةُ من بعد السُّباتِ
ما الذي ضر بني الإسلام لو
قلَّدوا أمرهم خير الهداةِ
لو تولى أمرهم لانتصرتْ
لغةُ الضادِ على كل اللغاتِ
ولَعَمَّ الدينُ أصقاع الدنا
ورعى الحق جميع الكائناتِ
* * *
"يا ابن هند" أنت قد هيَّجْتَها
فتنةً عمياء طاحت بالمئاتِ
قمت تهذي باسم "عثمان" وما
تبتغي إلاَّ انتقاماً للتراةِ
قد خدعت النَّاس بالمكر ولن
تخدع التاريخ نقّاد الرُّواةِ
ما جنى منك بنو العرب سوى
ذلةٍ أخنت عليهم وشتاتِ
* * *
"يوم خُمٍّ" أنتَ يوم رائعٌ
بين أيام العصور الخالياتِ
"يوم خم" بك قام "المصطفى"
يرشد الناس إلى نهج النجاةِ
قال: من كنت له مولى ومن
رام أن يحظى بأوفى البركاتِ
"فَعَليٌّ" هو مولاه الذي
بسناه يُهتدى في الظلماتِ
فانصر اللهم من ينصره
وأذق أعداءه ذلّ الحياةِ
* * *
أيها القوم دعوني لحظةً
أتغنَّى بالمعاني الرائعاتِ
تاه فكري في رحابٍ واسع
ضمَّ أبطال السنين الماضياتِ
وتصفَّحت وجوهاً كرمتْ
من وجوه "العلويين" الدعاةِ
شهب المجد، وأنصار الهدى
وصناديد الخطوب الثَّائراتِ
يا لأبناء "عليّ" عصفَتْ
بهمُ هوج الدواهي والعاصفاتِ
حشَّد البغي عليهم جنده
ورماهم بالرزايا الماحقاتِ
"فبنوا مروان" خانوا واعتدوا
و"بنو العباس" عاثوا بالصِّلاتِ
كل يوم ولهم من بطشهم
وقعات؛ تَعِسَتْ من وقعاتِ
لا يرقّون لدمع ذائب
من قلوب الأمهات الثاكلاتِ
أو لأطفال يتامى شردوا
في فيافي الفلوات الشاسعاتِ
السما تبكي عليهم رحمةً
ووحوش البيد تأسى في الفلاةِ
"وبنو مروان" في لذَّاتهم
يتساقون كؤوس الشهواتِ؟
كيف لا تعصف بالأرض السما؟
كيف لا تنهار شم الراسيَاتِ؟
* * *
"يا أخا المختار" إني شاعرٌ
من بنيك الأريحيين الكماةِ
قمتُ أشدو باسمك العالي كما
تصدح الطير بأشجى النغماتِ
في بني قومي البهاليل الأُلى
تخذوا آلك سُفناً للنجاةِ
فاستناروا بهداهم، واهتدوا
بسناهم في الدياجي المعتماتِ
حسب قومي "أحمد" أسمى الورى
شيماً ربُّ السيوف الباتراتِ
ابنك الذائد عن أوطاننا
ومجلَّى كربنا في الأزماتِ
دمت يا مولاي ترعانا ولا
فازَ من يشنوك يا خير الرعاةِ
أنت كالمولى "عليّ" في الوغى
صادق الحملة ثبتَ العزماتِ
وإذا قمت خطيباً.. جئتنا
"كعلي" بالعظات البالغاتِ
وإذا جدت فما ماء السما
إنه يعجزُ عن تلك الهباتِ
ولك القلب الذي في طيِّه
جُمِعَتْ أزكى وأسمى العاطفاتِ
دمت يا مولاي فرداً في العلا
في سبيل الله ثبت الخُطُواتِ
تعز: 1364هـ/ 1945م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :386  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 69 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.