قم فهذا اليوم يوم الذكريات |
يوم وحي الشعر، يوم المعجزاتِ |
هات ما عندك من سحرٍ، ومن |
أدب فذ، وآي بيناتِ |
واسكب الدمع إذا شئت فقد |
يستدر الدمع ذكر المكرماتِ |
أو ترنِّم ساخراً أو باسماً |
ربَّما تضحك أدهى الأزماتِ |
وإذا شئت فثر محتدماً |
بالقوافي كالرعود القاصفاتِ |
والمح التاريخ واقرأ صفحة |
هي أغلى ما حوى من صفحاتِ |
وهي أزهى درَّةٍ في تاجه |
وهي أبهى ما له من حسناتِ |
وهي أنقى سيرة خالدة |
عرف الناس بها أسمى الصفاتِ |
سيرة ناموسها الحق وفي |
هديه سارت بعزمٍ وثباتِ |
لم تزعزع بالأباطيل، ولم |
تصغ يوماً لفضول الترهاتِ |
تجعل الحق مناراُ هادياً |
طاهر الأنوار قدسيّ السماتِ |
يا يراعي قف قليلاً واتئِد |
فالبطولات مجال العثراتِ |
ذلك التاريخ في ساحته |
وقفتْ للخلد أبطال الحياةِ |
فتأمَّل هل ترى فيهم فتىً |
"كعَليٍ" عبقري العزماتِ |
عرف الحقَّ صغيراً فاهتدى |
والورى من حوله في ظلماتِ |
حين نادى "المصطفى" في قومه |
فأجابوه بأقسى الكلماتِ |
لم يجد غير "علي" ناصراً |
طاهر المنطق حلو النبراتِ |
سخر القوم، وقالوا يافع |
غرَّه صاحبه بالترهاتِ! |
ومضوا في غيِّهم. وانقلبوا |
والهدي يسلقهم باللعناتِ |
لو دروا ما يكتم الغيب لما |
قنعوا يومئذٍ بالبسماتِ! |
ومضى الدَّهر بطيئاً، والفتى |
في سبيل الله ثبت الخطواتِ |
صابراً لا البؤس يُضويه، ولا |
يتداعى صبره للأزماتِ |
ولكم مرتْ عليه محنة |
فتلقَّاها عزيز العبرات |
* * * |
آه كم يخفق قلبي رهبة |
كلما راجعت تاريخ السُّراةِ |
كل يوم ولفكري عندهم |
وقفات – عظمتْ من وقفاتِ |
و"علي" كم وعى الدهر له |
من صفاتٍ وأيادٍ خالداتِ |
كبُرتْ فيه صفاتٌ جمَّةٌ |
لم أطق تصويرها في كلماتي |
يوم ولى "المصطفى" عن داره |
ثائر اللوعة جم الحسراتِ |
و"قريش" تتلظى حنقاً |
طفحت أنفسها بالنقماتِ |
بات في مضجعه والشر من |
حوله ينذره بالهلكاتِ |
يا له من شرف ما حازه |
بطل غير "علي المكرمات" |
"وببدرٍ" ظهر الحقّ به |
فسقى أعداءه كأس المماتِ |
وبيوم الروع و"الأحزاب" إذ |
وردَت كالسيل من كل الجهاتِ |
قادة الحرب، وأبطال الوغى |
والصناديد، وأفذاذ الغزاةِ |
أقبلوا والشرِّ يحدوهم إلى |
"يثرب" مأوى النجوم النيراتِ |
قسماً لولا "علي" لطغَتْ |
أمةُ الشرك على جندِ "الصَّلاةِ" |
وبيوم "الفتح" والصفح ويوم "حنين" وجميع "الغزواتِ" |
تشهد الهيجاء حقّاً أنَّهُ |
علم النصر وربُّ المعجزاتِ |
* * * |
ها هُنا مشكلةُ الدَّهر فقد |
ثارت الفتنةُ من بعد السُّباتِ |
ما الذي ضر بني الإسلام لو |
قلَّدوا أمرهم خير الهداةِ |
لو تولى أمرهم لانتصرتْ |
لغةُ الضادِ على كل اللغاتِ |
ولَعَمَّ الدينُ أصقاع الدنا |
ورعى الحق جميع الكائناتِ |
* * * |
"يا ابن هند" أنت قد هيَّجْتَها |
فتنةً عمياء طاحت بالمئاتِ |
قمت تهذي باسم "عثمان" وما |
تبتغي إلاَّ انتقاماً للتراةِ |
قد خدعت النَّاس بالمكر ولن |
تخدع التاريخ نقّاد الرُّواةِ |
ما جنى منك بنو العرب سوى |
ذلةٍ أخنت عليهم وشتاتِ |
* * * |
"يوم خُمٍّ" أنتَ يوم رائعٌ |
بين أيام العصور الخالياتِ |
"يوم خم" بك قام "المصطفى" |
يرشد الناس إلى نهج النجاةِ |
قال: من كنت له مولى ومن |
رام أن يحظى بأوفى البركاتِ |
"فَعَليٌّ" هو مولاه الذي |
بسناه يُهتدى في الظلماتِ |
فانصر اللهم من ينصره |
وأذق أعداءه ذلّ الحياةِ |
* * * |
أيها القوم دعوني لحظةً |
أتغنَّى بالمعاني الرائعاتِ |
تاه فكري في رحابٍ واسع |
ضمَّ أبطال السنين الماضياتِ |
وتصفَّحت وجوهاً كرمتْ |
من وجوه "العلويين" الدعاةِ |
شهب المجد، وأنصار الهدى |
وصناديد الخطوب الثَّائراتِ |
يا لأبناء "عليّ" عصفَتْ |
بهمُ هوج الدواهي والعاصفاتِ |
حشَّد البغي عليهم جنده |
ورماهم بالرزايا الماحقاتِ |
"فبنوا مروان" خانوا واعتدوا |
و"بنو العباس" عاثوا بالصِّلاتِ |
كل يوم ولهم من بطشهم |
وقعات؛ تَعِسَتْ من وقعاتِ |
لا يرقّون لدمع ذائب |
من قلوب الأمهات الثاكلاتِ |
أو لأطفال يتامى شردوا |
في فيافي الفلوات الشاسعاتِ |
السما تبكي عليهم رحمةً |
ووحوش البيد تأسى في الفلاةِ |
"وبنو مروان" في لذَّاتهم |
يتساقون كؤوس الشهواتِ؟ |
كيف لا تعصف بالأرض السما؟ |
كيف لا تنهار شم الراسيَاتِ؟ |
* * * |
"يا أخا المختار" إني شاعرٌ |
من بنيك الأريحيين الكماةِ |
قمتُ أشدو باسمك العالي كما |
تصدح الطير بأشجى النغماتِ |
في بني قومي البهاليل الأُلى |
تخذوا آلك سُفناً للنجاةِ |
فاستناروا بهداهم، واهتدوا |
بسناهم في الدياجي المعتماتِ |
حسب قومي "أحمد" أسمى الورى |
شيماً ربُّ السيوف الباتراتِ |
ابنك الذائد عن أوطاننا |
ومجلَّى كربنا في الأزماتِ |
دمت يا مولاي ترعانا ولا |
فازَ من يشنوك يا خير الرعاةِ |
أنت كالمولى "عليّ" في الوغى |
صادق الحملة ثبتَ العزماتِ |
وإذا قمت خطيباً.. جئتنا |
"كعلي" بالعظات البالغاتِ |
وإذا جدت فما ماء السما |
إنه يعجزُ عن تلك الهباتِ |
ولك القلب الذي في طيِّه |
جُمِعَتْ أزكى وأسمى العاطفاتِ |
دمت يا مولاي فرداً في العلا |
في سبيل الله ثبت الخُطُواتِ |