عينٌ سماويَّةٌ باللطف ترعانا |
ومهجةٌ وهبتنا العطف ألوانا |
ونجمةٌ ترسل الأنوار ساحرةً |
تهدي أشعتها من كان حيرانا |
لولا حنان سماوي تفيض به |
على الوجود لما صادفت جذلانا |
حورية خُلقتْ سلوى ومرحمة |
يعلُّ من حسنها المحروم تحنانا |
لولا عواطفها، لولا مراشفها |
تمزَّق الكون آلاماً وأحزانا |
* * * |
هنا الطبيعة فيها من مفاتنها |
ما يدهش اللبَّ إتقاناً وإحسانا |
هنا السماء بما فيها تلوح لنا |
وها هنا البيد غزلاناً وكثبانا |
وها هنا روضة غناء زاهيةٌ |
تعطيك ما تشتهي زهراً ورمانا |
والنَّار إن هجرت، والغصن إن خطرتْ |
وإن رنت فعباب البحر غضبانا |
لغزٌ مدى الدهر نلقى من طلاسمه |
ما يعجزُ الشعر إعراباً وتبيانا |
ترى العظيم وقد خارت قواه فلم |
يذكر إذا أقبلت جاهاً وسلطانا |
وتنظر الفاتح الجبار مرتعشاً |
أمامها فاقد الأعصاب لهفانا |
* * * |
أضاع في قبلة منها عزيمته |
ومجده راضياً بالحظ، فرحانا |
معبودة ترفع الدنيا وتخفضها |
كما تشاء. وتبلو الناس ألوانا |
كم مغرم مات من هجرانها دنفاً |
وكم محبٍّ قضى شوقاً وأشجانا |
ورب جلفٍ غبيٍّ نال بغيته |
وليس يحمل إحساساً ووجدانا |