قَبسٌ من الذكر الحكيم |
يهدي إلى النَّهج القويمِ |
أنوارُهُ قدسيةٌ |
شقت دُجى الليلِ البهيمِ |
من قلب "مكة" شع |
وضّاءً ومن أفُقِ الحطيمِ |
هو كوكبٌ للحقّ، والإِ |
يمان، والخُلُقِ الكريمِ |
أضواء "عيسى" من أشِعَّـ |
ـتِهِ وأنوار "الكليمِ" |
دستور دين لا جفيّ |
بالحياة ولا عقيمِ |
نفخ الحياة بأمةٍ |
كانَتْ رميماً في رميمِ |
يُسْرٌ وحُب كلّه |
وهدي ونورٌ للحكيمِ |
يحنو على الدنيا حنـ |
ـوَّ المرضعات على الفطيمِ |
بلغت به "بنْتُ العرو |
بة" غاية الشرف المرومِ |
وسَمَتْ به أوجاً يعزُّ |
على القشاعم والنجومِ |
صَفَعَتْ به التضليل |
وارتشفتْ معتقة العلومِ |
هو ثورة العصر الجديد |
على أباطيل القديمِ |
عصفَتْ بدستور الطُّغاة |
وشرعة الشرك الأثيمِ |
هو وحي جبّار السَّما |
ء ومبدعِ الكون العظيمِ |
نَفَثَتْهُ مهجة "أحمد" |
حامي حِمَى الحق الْهَضيمِ |
الطَّاهر المبعوث للأكـ |
ـوان بالخير العَمِيمِ |
* * * |
"أمحمد" للهِ ما.. |
أوتيتَ من ذوقِ سليمِ |
أوضحْتَ بـ"الإِلمام" |
منهج حكمة الدين القويم |
قانون خير الخلق، لا |
قانون ملكٍ أو زعيمِ |
قد قمت فيه بواجبٍ |
للعلم والوطن الحميمِ |
ولأنتَ وحدك حامل المصـ |
ـباح في الليل البهيمِ |
تهدي به الجيل الجديد |
إلى صراطٍ مستقيمِ |
ولأنت وحدك للحقيقة |
والحمى أوفى خديمِ |
ما كان قلبك للفضيلة |
بالعدو ولا الخَصيمِ |
هذا وكم لك من يد |
في العلم خالدة النَّعيمِ |
قدمتها للمجدِ قُرباناً |
عن الشعب اليتيمِ |
"النَّيلُ" في التاريخ نِيـ |
ـل فاض في حقل العلوم ِ
(1)
|
تجري على صفحاته |
سفُنُ الحوادث كالرسوم |
و"النشرُ" من نفحاته |
تنجابُ غاشيةُ الهمومِ
(2)
|
أرَجُ الزُّهور الرّاقصات |
على أهازيج النسيمِ |
أودعت فيه خلائق |
النُّبلاء والصيد القُرُوم |
* * * |
"أمحمد" يا ابن الفخار الفذ والحَسَبِ الصميمِ |
يا صاحب الخلق النبيل، |
وحامل القلب الكريمِ |
يكفيك أنكَ ما خَضَعْـ |
ـتَ لذلك نير أو شكيمِ |
وبأن نفسك ما صَبَتْ |
يوماً إلى خلق ذميمِ |
أفنيتَ عمرَكَ في سبيـ |
ـلِ العلم والمجد الجسيمِ |
لا في عبادة درهمٍ |
أو دجل مجتمع سقيمِ |
والناس حولك يرتعو |
ن صغائر المرْعى الوخيمِ |
يتهافتون على الحُطَامِ |
ويزحفون إلى الجحيمِ |
فَاقبلْ تحيَّةَ معجبِ |
قد زفها لك في النَّظيمِ |
هي نزوة الحِس الكظيم |
ونفثَهُ القلب الكليمِ |