| هل عذُر من يطلبُ الغفران مقبول |
| أم حَظُّهُ اليوم ترويعٌ وتنكيلُ؟ |
| هو الغَريق الذي طمَّت جرائره |
| عليه؛ والشط ناء عنه مجهولُ |
| والرِّيحُ تعصِفُ والأمواج غاضبةٌ |
| لها ضجيجٌ وتهديد، وتهويلُ |
| فمن له اليوم؟ مأوى؛ لا يلوذ به |
| كلا ولا حبله بالناس موصولُ |
| وكل ما حولَهُ بالشرِّ ينذره |
| كأنَّما كونهُ من وحشةٍ غِيلُ |
| كأنما هو، والأجيال تقلقُه |
| طفل قد اختطفته في الدُّجى غولُ |
| إن أظلم اللَّيلُ خانتْهُ عزيمته |
| وبات القلب بالأوهام مخبولُ |
| كأنما هو في ديجوره أملٌ |
| باليأس من رحمة الأقدار مقتولُ |
| وإن أتى الصبح راعته حقائقُهُ |
| فالنفس جازعةٌ والقلب متبولُ |
| كأنما هو في ضوضائه تعِسٌ |
| خانتهُ من دهره القاسي الأباطيلُ |
| فالفكر مرتبكٌ والروح مضطربٌ |
| والظنّ مفتضحٌ، والوعد ممطولُ |
| * * * |
| فحزن "آدم" لمَّا عقَّ خالقَهُ |
| كحزنِه، فهو دامي القلب مثكولُ |
| ورعب "يونس" في الأعماق يمثل في |
| عينيه للنَّاس لو أجداه تمثيلُ |
| يشكو ويبكي فلا يصغي له أحدٌ |
| كلٌّ بأعبائِه في الكون مشغولُ |
| وكلُّ غاشيةٍ دارت بظُلمتِها |
| عليه، واستَبقَتْ فيه الأقاويلُ |
| وبات ليس له من بعد نكبتِهِ |
| سواك يا بارئ الأكوان مأمولُ |
| * * * |
| يا خير من طمعتْ في فضله ثقةٌ |
| وخير من وثقت فيه البهاليلُ |
| ربّاه خذ بيدي قبل انقطاع يدي |
| وارحم فعبدك منكوب ومخذولُ |
| قد اقترفتُ ذنوباُ لا أعدِّدها؛ |
| ندامة؛ ذِكْرها وخْزٌ وتنكيلُ |
| فإن أخذتَ؛ فعدل لا أضام به |
| وإن عفوت فإحسانٌ وتنويلُ |