شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
37- الشيخ العيزري
[في شهر رمضان الكريم سنة 1364هـ توفي الشيخ العالم الجليل القاضي عبد الله العيزري – رحمه الله – بذمار، وكان قد جاوز التسعين أو كاد]:
كلّ يوم مصائبٌ تتوالى
فإلى كم نُصارع الأهوالا؟
محنةٌ إثر محنةٍ إثر أخرى
عَظُمَتْ نقمةً وشدتْ نكالا
هكذا الموت، يصرع الشيخَ والطفـ
ـلَ، ويطوي الرعاع والأبطالا
لا يراعي أباً رحيماً، ولا أمّاً رؤ
وماً، أو عائلاً، أو عيالا
لا ولا عالماً به تهتدي الأمة
أو جاهلاً يبث الضلالا
أو زعيماً يسدي إلى الناس خيراً
أو غشوماً يحطِّم الآمالا
كلهم في شريعة الموت أكفاءٌ
يذوقون كأسه أرسالا
سنة الله كم طَوتْ من عصورٍ
ولكم ألحقَتْ بها أجيالا
* * *
ولقد راعني؛ وشرَّد لبي
وأراني وجه الأسى أشكالا
وسقاني من الفجيعة كأساً
نشرتْ في فؤادي الأوجالا
نبأ من "ذمار" ينذر أنَّ الشَّيـ
ـخ قد فارق الحياة وزالا
وبأنَّ الخضَمّ قد غاض، والكو
كب قد غاب، والمثقَّف مالا
وبأنَّ الغريد قد هجر الرو
ض فجفَّتْ زهوره إجفالا
وبأنَّ الخطيب قد ترك المنـ
ـبر يبكي خطيبه القوّالا
وبأن التقيَّ قد ودَّع المحرا
ب حيران يرقب الإِهمالا
وبأنَّ الأنام يبكون "عبد الـ
ـلّه" والعلم والتقى والكمالا
* * *
فلتضجّ الأفواه بعدك يا من
كان فذاً ندباً يجيد المقالا
وَلْتسحّ العيون بالدمع.. يا من
كان فيها وسامةً وجمالا
كم ضعيفٍ آزرته، كم جهولٍ
بالهدى قد سقيتَه سلسالا
كم غشومٍ عرَّفته الحق فانـ
ـصاع وقد كان فاسداً محتالا
ولكم من نصائح لك لا تكـ
ـتُم حقداً، ولا تضمُّ جدالا
* * *
يا فقيد العلوم قد كنت أزكى
رجل ظلَّ للثبات مثالا
صقل الدهر عقله وحباه
من تجاريب سيره الأمثالا
هذَّبَ الدين روحَهُ لا يبالي
صادف العيش نعمةً أو نكالا
إن قلباً تضمُّه خير قلبٍ
طاهرٍ فاضَ عزَّةً وجلالا
لا يداجي، ولا يماري، ولا
يحمل زوراً، ولا يقرُّ وبالا
"ولتسعين حجة" خير أستاذٍ
تعاليمهُ تزين الرجالا
تسبك الترب جوهراً، وتحيل الـ
ـجسم روحاً إلى السما يتعالى
قطعةٌ من حقائقٍ وخطوبٍ
لو تخطَّتْ صخراً غدا أوصالا
عَبَرَتْ قلبك الكبير فلم يخـ
ـضَعْ ولا هاب صولةً أو نضالا
وتدرَّعتَ للحواث بالصبر
زماناً فنلت ما لن يُنالا
وعرفت الحياة لم يسبك الخـ
ـلَّبُ فيها ولا سرابٌ تلالا
كنت فيها "ابن الحقيقة" لا
تعبد جاهاً، ولا تقدس مالا
إيه "عبد الإِله" حسبك أن قد عشـ
ـت حُرّاً لا يرهَبُ الأغلالا
واثقاً بالإِله تخشاه في الغيـ
ـب، وترضيهِ مطلباً وفعالا
لم تجد في الحياة خيراً، وما
صادفتَ إلاَّ كوارثاً تتوالى
وكذاك العظيم يحيا مع النَّا
س غريباً عنهم هوى وخلالا
لا يرى في وجودهم غير غـ
ـش وضلالٍ، وما يشينُ الرجالا
سوف تلقى جزاء أعمالك الكبـ
ـرى لَدُنْ من يقدِّر الأعمالا
في جنان النعيم، في جنَّة الفردو
س، في رحمة الإِله تعالى
صنعا: 1364هـ/ 1945م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :353  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 61 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج